- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة التي أرسلها أمير حزب التحرير إلى الإخوة حملة الدعوة في سجن الطاغية كريموف
الإخوة الكرام ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
فإننا نتابع تضحياتكم، وصبركم على الأذى، وقهركم الظالمين حتى وأنتم في أقبية سجونهم. لقد رفعتم شأن الدعوة بثباتكم، وعلو كعبكم، وعظيم صبركم، وصلابة موقفكم في سبيل الله، رغم التعذيب الشديد المفضي أحياناً إلى الاستشهاد على يد جلاوزة الطاغية كريموف. لقد كان لمواقفكم أثر عظيم في رفع شأن الدعوة محلياً وإقليمياً ودولياً في الدنيا، هذا فضلاً عن الأجر العظيم الذي أعده الله سبحانه يوم القيامة لعباده المؤمنين الصابرين: جنات الفردوس الأعلى، ورضوان من الله أكبر.
أما محلياً فقد أصبح كريموف على وشك الاضطراب العقلي حيث انهزم أمامكم مع أنه يملك السلطة، وانتصرتم بإيمانكم وصدقكم وإخلاصكم رغم أنكم مكبلون بالأصفاد في سجون الظالمين.
إنكم تزدادون كل يوم عزةً عند الله ورسوله والمؤمنين، وهو وزبانيته يزدادون كل يوم ذلةً وهواناً وخسراناً ليس عند الله ورسوله فحسب بل حتى عند من يشاهدونه في خطاباته وتحركاته وهو يُخرج من فمه لفظ حزبكم، حزب التحرير، ينطقه والرعب يقتله، والهلع يغمره، آناء الليل وأطراف النهار. فلا يفارقه هاجس الحزب.
أما إقليمياً فقد كانت مواقفكم الثابتة على الحق موضع إعجاب وإكبار في آسيا الوسطى وما حولها، وكانت رؤوسكم الشامخة بالحق أمام الظالمين شحناتٍ دافعةً بالحيوية والنشاط لشباب الحزب، تزيدهم قوةً بعد قوة، ونهوضاً بعد نهوض، فلقد وصل إلي أن بعض الشباب في بعض المناطق حولكم قد أصابهم ضعف في سجون الظالمين، فلما ذكروا مواقفكم وإقدامكم تلاوموا على ضعفهم، وحزنوا لما فعلوا، وبعثت تضحياتكم الحرارة في نفوسهم فكان أن صحت عزائمهم، وقويت هممهم. إن الشباب ينظرون إليكم في حمل الدعوة نظر المسلمين للمهاجرين والأنصار عندما كانوا كالجبال الراسيات في ثباتهم على الحق متسنمين طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحيدون عنه قيد أنملة.
وأما دولياً فإن معاهد الأبحاث ومراكز الدراسات، ورجال السياسة والفكر في العالم قد ذهلوا لما سمعوه عن تمسككم بإسلامكم العظيم رغم صنوف الأذى والتعذيب الذي لاقيتموه، وكان لكم الأثر الكبير في هذا الزخم العالمي الذي ملأ الفضائيات والإذاعات حول الحزب الذي أنتم جنوده، وحول الإسلام العظيم الذي أنتم حملته، والخـلافة الراشدة التي أنتم أهلها. لقد كانت مواقفكم القوية التي تسطرونها أمام زبانية الظالمين تعدل عمل عقود من حيث إيجاد الرأي العام الحاشد للإسلام وحملته وخلافته.
فبعظمة مواقفكم ازداد إخوانكم، شباب الحزب، في كل مناطقه قوةً على قوة. ولصلابة مواقفكم ازداد أعداؤكم هواناً وذلةً، وعلموا أن حزباً أنتم شبابه لا بد مقيم بإذن الله الخـلافة التي تقض مضاجع الكفار المستعمرين، فتهز بوتين، رئيس روسيا، فيذكرها قبل قيامها وجلاً في أحاديثه، وتقلق ماير رئيس أركان الجيش الأمريكي فيذكرها رعباً أمام جنده في العراق، ويخشاها بلير رئيس وزراء بريطانيا فيعتبر الإسلام السياسي (فيروساً) ينتقل بين المسلمين. فأنتم بمواقفكم العظيمة مبعث خير لإخوانكم المسلمين، وصاعقة تهد الظالمين والكافرين.
أيها الإخوة
لقد كنتم بمواقفكم الصلبة، وثباتكم على الحق لا تخافون لومة لائم، كنتم بها: جند الله ورسوله، إخوان ياسر الشهيد الأول وبلال وخبيب وزيد بن الدثنة وعبد الله السهمي وعمار وباقي الصحابة الأبرار.
وكانت أخواتكم اللواتي يتعرضن لسجن الظالمين: أخوات سمية أول شهيدة في الإسلام، وأم سلمة أم المؤمنين التي عندما أرادت الهجرة مع أبي سلمة رضي الله عنه، تنازع القوم ولدها بين يديها فكسروا يده ومنعوها من مصاحبة زوجها فصبرت واحتسبت حتى جعل الله لها مخرجاً، وأخوات أسماء أم منيع، ونسيبة أم عمارة اللتين شهدتا بيعة العقبة الثانية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخوات باقي الصحابيات الجليلات.
وبعد أيها الإخوة الكرام.
هنيئاً لكم بصبركم وثباتكم، هنيئاً لكم بقوله تعالى:
{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً} فأحسبكم منهم بإذن الله، فلقد صدقتم وما بدلتم.
وهنيئاً لكم بقوله صلى الله عليه وسلم:
«إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه» وإني لأحسبكم منهم في مجلس صدق عند مليك مقتدر يوم القيامة.
أيها الإخوة، إن الشدة التي تعانون، والعسر الذي تلاقون لهما علامة الفرج القريب، فلقد قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم{فإن مع العسر يسراً . إن مع العسر يسراً} فقال صلوات الله وسلامه عليه: «عسر واحد لن يغلب يسرين»، فاليسر قادم بإذن الله، وإن إخوانكم يَغُذُّون السير، يصلون ليلهم بنهارهم ضارعين إلى الله سبحانه أن تتحقق بشرى رسوله صلى الله عليه وسلم بعودة الخـلافة الراشدة على أيديهم، فيبنوا صرح الخـلافة ويقوى ويشتد، ثم أنتم تكونون لبناتٍ مضيئةً في صرح الخـلافة العظيم، فتقطفون مع إخوانكم ثمار الغرس الذي غرستم، وتفرحون بنصر الله والفتح المبين، فيعز الإسلام وأهله، ويذل الكفر وأهله، ويحيط بالظالمين سرادق الخزي والذل والهوان وسيعلمون أي منقلب ينقلبون. فاصبروا وصابروا والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
{إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً}.
وأخيراً وليس آخراً
أهنئكم بثباتكم على الحق وصبركم على الأذى في سبيل الله، والأجر العظيم الذي ينتظركم بإذن الله: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} وأسأل الله سبحانه لكم فرجاً قريباً عاجلاً، ليس فرجاً صغيراً مما أنتم فيه فحسب، بل فرجاً كبيراً تهللون وتكبرون فيه، تحملون راياته بأيديكم، وتهتف بآياته ألسنتكم، وتطمئن ببركاته قلوبكم.
{ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله}.
وإلى لقاء بخير وعلى خير نسأل الله أن يجمعنا فيه قريباً، أستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
7 صفر الخير 1426هـ
17/03/2005م
أخوكم
عطا أبو الرشته
أمير حزب التحرير