- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير
على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي"
جواب سؤال
تخريج حديث «ﺧُﺬُﻭﺍ ﺍﻟْﻌَﻄَﺎﺀَ ﻣَﺎ ﺩَﺍﻡَ ﻋَﻄَﺎﺀً»
إلى سليمان رباع
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نسأل الله أن يمدكم بالصحة وأن يوفقك لما يحب ويرضى وأن يجريَ على يدكم النصر والتمكين وإعزاز لدينه.
أرجو من حضرتكم تخريج هذا الحديث من حيث الصحة والقوه والضعف والاستدلال به وشكرا لكم، ﻋَﻦْ ﻣُﻌَﺎﺫِ ﺑْﻦِ ﺟَﺒَﻞ، ﻗَﺎﻝَ: ﺳَﻤِﻌْﺖُ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪِ e ﻳَﻘُﻮﻝُ: «ﺧُﺬُﻭﺍ ﺍﻟْﻌَﻄَﺎﺀَ ﻣَﺎ ﺩَﺍﻡَ ﻋَﻄَﺎﺀً، ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺻَﺎﺭَ ﺭِﺷْﻮَﺓً ﻓِﻲ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ ﻓَﻠَﺎ ﺗَﺄْﺧُﺬُﻭﻩُ، ﻭَﻟَﺴْﺘُﻢْ ﺑِﺘَﺎﺭِﻛِﻴﻪِ؛ ﻳَﻤْﻨَﻌْﻜُﻢُ ﺍﻟْﻔَﻘْﺮَ ﻭَﺍﻟْﺤَﺎﺟَﺔَ، ﺃَﻟَﺎ ﺇِﻥَّ ﺭَﺣَﻰ ﺍﻟْﺈِﺳْﻠَﺎﻡِ ﺩَﺍﺋِﺮَﺓٌ، ﻓَﺪُﻭﺭُﻭﺍ ﻣَﻊَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﺣَﻴْﺚُ ﺩَﺍﺭَ، ﺃَﻟَﺎ ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ ﻭَﺍﻟﺴُّﻠْﻄَﺎﻥَ ﺳَﻴَﻔْﺘَﺮِﻗَﺎﻥِ، ﻓَﻠَﺎ ﺗُﻔَﺎﺭِﻗُﻮﺍ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ، ﺃَﻟَﺎ ﺇِﻧَّﻪُ ﺳَﻴَﻜُﻮﻥُ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺃُﻣَﺮَﺍﺀُ ﻳَﻘْﻀُﻮﻥَ ﻟِﺄَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢْ ﻣَﺎ ﻟَﺎ ﻳَﻘْﻀُﻮﻥَ ﻟَﻜُﻢْ، ﺇِﻥْ ﻋَﺼَﻴْﺘُﻤُﻮﻫُﻢْ ﻗَﺘَﻠُﻮﻛُﻢْ، ﻭَﺇِﻥْ ﺃَﻃَﻌْﺘُﻤُﻮﻫُﻢْ ﺃَﺿَﻠُّﻮﻛُﻢْ». ﻗَﺎﻟُﻮﺍ: ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪِ، ﻛَﻴْﻒَ ﻧَﺼْﻨَﻊُ؟ ﻗَﺎﻝَ: «ﻛَﻤَﺎ ﺻَﻨَﻊَ ﺃَﺻْﺤَﺎﺏُ ﻋِﻴﺴَﻰ ﺍﺑْﻦِ ﻣَﺮْﻳَﻢَ، ﻧُﺸِﺮُﻭﺍ ﺑِﺎﻟْﻤَﻨَﺎﺷِﻴﺮَ، ﻭَﺣُﻤِﻠُﻮﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺨَﺸَﺐِ، ﻣَﻮْﺕٌ ﻓِﻲ ﻃَﺎﻋَﺔِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺧَﻴْﺮٌ ﻣِﻦْ ﺣَﻴَﺎﺓٍ ﻓِﻲ ﻣَﻌْﺼِﻴَﺔِ ﺍﻟﻠﻪِ».
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث قيل عنه إن في بعض رجال سنده ضعفاً... وقيل إن له رواية أخرى رجال سندها ثقات:
1- جاء في (جامع الأحاديث) لمؤلفه جلال الدين السيوطي المتوفي 911هـ:
- 11863 «خذوا العطاء ما دام عطاء، وإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه يمنعكم الفقر والحاجة، ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان، فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم، إن عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم، قالوا يا رسول الله كيف نصنع؟ قال: كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم، نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب، موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله» (الطبراني عن معاذ بسند: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بن يُوسُفَ بن يَعْقُوبَ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن حُجْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا خَطَّابُ بن سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عَمَّارٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يَزِيدَ بن جَابِرٍ، عَنِ الْوَضِينِ بن عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بن مَرْثَدٍ، عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e، يَقُولُ...
أخرجه الطبراني (16599)، قال الهيثمي (5/238): يزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ، والوضين بن عطاء وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات. وأخرجه أيضاً: الطبراني في الشاميين (1/379، رقم 658)، والطبراني في الصغير (2/42، رقم 749). وكما ترى فبعض رجال السند فيهم مقال عند بعض رجال الحديث، ولكن بعضهم ثقة عند رجال آخرين.
2- وجاء في (إتحاف الخيرة المهرة) لمؤلفه الحافظ أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري المتوفى سنة 840هـ:
[7571] عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله e: «خذوا العطاء ما دام عطاء، فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوا، ولستم بتاركيه يمنعكم من ذلك المخافة والفقر، ألا وإن رحى الإيمان دائرة وإن رحى الإسلام دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث يدور، ألا وإن السلطان والكتاب سيفترقان، ألا فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء، إن أطعتموهم أضلوكم، وإن عصيتموهم قتلوكم قالوا: كيف نصنع يا رسول الله؟ قال: كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم، حملوا على الخشب، ونشروا بالمناشير، موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله».
رواه إسحاق بن راهويه عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي، وهو ضعيف، ورواه أحمد بن منيع، ورواته ثقات، ولفظهما واحد.
وكما ترى فإن بعض الروايات ضعيفة، وأما سند رواية أحمد بن منيع فهم ثقات.
آمل أن يكون في ذلك الكفاية، والله أعلم وأحكم.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
09 شوال 1441هـ
الموافق 2020/05/31م
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على الفيسبوك
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) ويب