الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السياسة الإسلامية هي السبيل نحو الأمام للأمة الإسلامية

 

تكشُّف فضيحة نفقات أعضاء البرلمان فساد الديمقراطية

 

 

لقد فضح تسلسل الأحداث المتعلق بالبرلمانيين البريطانيين وكيفية تلاعبهم بالنظام واستغلالهم للأموال العامة الفساد النظامي في ظل النظام الديمقراطي الرأسمالي، حيث انشغل أعضاء البرلمان، كموظفي البنوك الكبار من قبلهم، بخدمة مصالحهم الشخصية بدلاً من خدمة الناس. ويجب أن تذكّرنا هذه الأحداث بأن الانخراط في هذا النظام السياسي الفاسد ليس بالوجهة الصحيحة لجاليتنا المقيمة في الغرب. فعلينا كجالية مسلمة أن نتفاعل مع المجتمع الغربي بهدف حمل دعوة الإسلام فيه.

 

إنّ أزمة الثقة في النظام السياسي ليست مشكلة معزولة. فهي ممزوجة بتحطم الثقة في المبدأ الذي يحمله الغرب، ألا وهو الرأسمالية. فتعتبر كل من الأزمة الاقتصادية وانهيار النظام المالي، والمجتمع البريطاني المنكسر، بالإضافة إلى الانحلال الاجتماعي واسع النطاق، وتجاوزات في حقوق الإنسان المرتكبة كجزء من الحرب على الإرهاب، تعتبر أعراضاً لهذا الاضمحلال الأيديولوجي. فكلها مربوطة بقيم الرأسمالية: بذخ، وجشع، وفردية ومادية.

 

فماذا يتوجّب على الجالية المسلمة القيام به؟

 

أولا، علينا النظر إلى ما وراء هذا النموذج الفاشل بدلاً من اتباعه اتباع الأعمى. فإذا سبق وأن رأى أناس سذّج بعض المصلحة فيه، فعليهم أن يدركوا الآن أنّه بالإضافة إلى كونه فاسداً في أساسه، فإنه يفسد كل من يعمل من داخله. علينا إذاً الكف عن المناداة بالمشاركة في هذا النظام السياسي.

 

ثانيا، علينا النظر إلى هذا الوضع والتفكّر في ما فرضه الله (سبحانه وتعالى) وحرمه علينا في الحياة السياسية. إنّ الانضمام أو دعم أحزاب سياسية علمانية، سواء كانت قومية أو اشتراكية أو شيوعية أو بعثية أو ليبرالية أو حزب عمال أو محافظين، عمل محرّم في الإسلام. كما أنّ دعم آلية لتشريع القوانين خارجة عن إطار شريعة الله (سبحانة وتعالى) محرّم أيضا. هذا فيما يتعلّق بكل تشريع بشري وخاصةً في النظام الرأسمالي، الذي يتخذ المال مقياساً لتحديد الصواب والخطأ، والقانوني وغير القانوني.

 

إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ [يوسف:40]

وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]

 

هذا يعني أنّه يتوجب علينا مساندة النداء الهادف إلى تغيير جذري في العالم الإسلامي. فقد قلّد حكام بلداننا هؤلاء السياسيين الغربيين لعشرات السنين. ألم نر من هؤلاء الحكام سوى الفساد والاستغلال والخيانة؟ يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة."

 

إنّ الذي يحتاجه العالم الإسلامي حاليا هو سياسة جديدة وقيادة جديدة مبنية على سنة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). وهي سياسة دولة الخلافة:

 

1- حيث تستمدّ القوانين من الشريعة الإسلامية ويستحيل بذلك على الحكام أن يتلاعبوا بها.

2- حيث السلطان في يد الأمة وهي التي تختار حاكمها.

3- أين توجد أجهزة محدّدة للمحاسبة.

4- أين تعتبر السياسة عبادة لله (سبحانه وتعالى) من خلال رعاية شؤون الناس، وليس استغلالهم كما هو الحال في الغرب سواء اقتصاديا أو سياسيا.

 

ويتوجب علينا في الغرب، بالإضافة إلى ذلك، وبدلا من اتباع ساذج لهذا النظام الفاشل، علينا إيجاد السبل لبناء جاليتنا والتفاعل مع المجتمع بعيدا عن هؤلاء السياسيين وهذه الأحزاب الفاسدة، بالامتناع عن التصويت لها والانخراط فيها. وستتمكن جالية موحّدة ومستقلة عنهم وعن عطاءاتهم من التفاعل وطرح أفكارها وآرائها لكل المجتمع بالمزيد من المصداقية والنجاعة.

 

كما علينا السعي من أجل الحيلولة دون تأثر جاليتنا بالقيم الرأسمالية العلمانية التي تسوّق الفردية، والأنانية والبذخ. ويجب بدلا من ذلك أن نعمل جاهدين من أجل حمل دعوة الإسلام ونشر قيمه فيما بيننا ومع المجتمع عامة، بما في ذلك تقوى الله سبحانه وتعالى، والأخلاق الحسنة، وعائلات وجالية قوية.

 

إنّ العالم يتوق حاليا، وأكثر من أي وقت مضى، إلى بديل لمآسي الأنظمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للرأسمالية. ويتوجب على الجالية المسلمة عرض هذا البديل لهم ودعوتهم إليه.

 

ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]

 

 

 

التاريخ الهجري :22 من جمادى الأولى 1430هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 17 أيار/مايو 2009م

حزب التحرير
بريطانيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع