الثلاثاء، 22 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

المسلمات في كندا تحت الهجوم

 

تمسَّكن بحبل الله سبحانه وتعالى

 

(مترجمة)

 

 

 

في الأشهر القليلة الماضية، شهدنا زيادة حادة في الهجمات ضد الإسلام والمسلمات على وجه الخصوص. الإساءة اللفظية، ونزع الحجاب، والتهديد بالقتل وحتى الاعتداءات الجسدية؛ ليست سوى عدد قليل من وابل من الجرائم التي ارتكبت ضد أخواتنا المسلمات في جميع أنحاء البلاد. حيث هن بالفعل، مستهدفات في ظل هستيريا الخوف من الإسلام الذي يجتاح البلاد. كل هذا لمجرد تمسكهن بدينهن الإسلام من خلال ارتدائهن الحجاب. على سبيل المثال، أجبرت ست أخوات مسلمات من جامعة ماك ماستر على تغيير سكنهن بعد أن وجدن سكينا مغروسا في جدار منزلهن. كان هذا بعد أن تعرضت أخت مسلمة - مولودة في كندا - لهجوم من قبل رجلين أثناء اصطحاب أطفالها من المدرسة، حيث اعتديا عليها بالركل بشكل متكرر في المعدة، وقاما بركلها بعنف في وجهها، ووجها لها شتائم وعبارات تتضمن "أنت إرهابية عودي من حيث أتيت."

 

خلال سنوات حكم هاربر، كانت هناك زيادة مطردة من الخطاب المعادي للمسلمين. وقد جعل هاربر والمحافظون خلال الانتخابات الفيدرالية الكندية عام 2015 لباس المسلمات كرة قدم سياسية من أجل تسجيل وكسب أصوات العنصريين الكنديين. وعلى الرغم من هذه السنوات من الدعاية المعادية للمسلمين، فإن الكنديين بقوا ملتزمين بقيمهم الاجتماعية الشمولية والتسامح عن طريق إلقاء ستيفن هاربر وحزبه المحافظين خارج السلطة. لقد قال الكنديون على نحو فعال، "لا" لاستخدام السياسة الخلافية للوصول إلى السلطة السياسية.

 

ومع ذلك، فإن كراهية الإسلام التي تولدت خلال السنوات القليلة الماضية لم تذهب بعيدا. فوسائل الإعلام تواصل تصوير الإسلام بطريقة سلبية وقد فشلت حتى في أن تدرك أن هذه مشكلة، وذلك بالنظر إلى مدى استجابة كل من الناخبين في كندا والولايات المتحدة بشكل إيجابي للخطاب المعادي للإسلام؛ سواء أكان ذلك في الـ 32٪ الذين صوتوا لهاربر أم أولئك الذين يدعمون دونالد ترامب. إن أولئك الذين ابتلعوا هذه الرسالة السامة لا يرضيهم التصويت فقط لهؤلاء الأفراد، ولكنهم على استعداد للاعتداء لفظيا وجسديا على أخواتنا!

 

كمسلمين نعيش في الغرب، لا يمكن إكراهنا على التزام الصمت أو فعل الأسوأ؛ وهو التنازل عن ديننا. فعلى سبيل المثال، يجب علينا أن لا نترك التزاماتنا؛ سواء أكان أداء الصلاة في أماكن العمل أم ارتداء الحجاب. فالحجاب كما هو معلوم هو لباس المرأة المسلمة الذي أنزله ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾.

 

يجب علينا مواصلة تمسكنا بمعتقداتنا الإسلامية والتقيد بواجباتنا التي فرضها الإسلام علينا، تماما كما كان النبي e وأصحابه والمسلمون الأوائل في مكة المكرمة متمسكين بدينهم على الرغم من تعرضهم للاضطهاد الشديد على يد كفار قريش. إن على المسلمين والمسلمات سواء، تذكر موقف أول شهيدة في الإسلام، سمية رضي الله عنها، التي عانت تعذيبا لا يطاق بسبب إسلامها ولكنها لم تتخل أبدا عن إسلامها، بل فضلت الموت عن المساس بعقيدتها الإسلامية. وبالتالي، يجب علينا أن نتحلى بالشجاعة في هذا المناخ الصعب. وقد أنزل الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

 

كما يجب علينا أن لا ندع الإعلام المسيّر بأجندات يحدد للجماهير ما هو الإسلام. وبدلا من ذلك، يجب الانخراط مع جيراننا وزملائنا الكنديين وزملائنا الطلاب والتحدث معهم عن الإسلام. هناك الكثير من الكنديين من يعترف بأن استهداف النساء بالعنف أمر غير مقبول. ونتيجة لذلك، قد تجد الأخوات سهولة (أكثر من الإخوة) في الانخراط مع هؤلاء الناس، لتوعيتهم حول الإسلام. وعلاوة على ذلك، يمكن للأخوات اللاتي يرتدين اللباس الإسلامي بفخر أن يبددن بشكل فعال التصورات السلبية، وذلك بتوضيح أنهن يرتدين هذا اللباس باعتباره التزاماً بأوامر الله سبحانه وتعالى. ببساطة عن طريق الانخراط والثقة تُبدد الكثير من الصور النمطية السلبية عن الإسلام والمرأة المسلمة. كثير من الناس في حيرة من الخطاب الذي يسمعونه في وسائل الإعلام. إنهم يجدون صعوبة في التوفيق بين الدعاية ضد الإسلام مع واقع الإخوة والأخوات الذين يعرفونهم والذين يلتزمون بأوامر الإسلام في الأماكن العامة. ينبغي لنا أن نتوقع أن تكون الأسئلة صعبة ومشحونة عاطفيا. في الواقع، ينبغي أن نرحب بهذه الفرصة لإجراء محادثات صريحة ومفتوحة ومحترمة. نحن بحاجة إلى إعداد أنفسنا من خلال زيادة معرفتنا بالدين والشؤون الجارية محليا من أجل التصدي بفعالية لأسئلة الجمهور ونكون سفراء للإسلام مؤثرين عن طريق:

 

  • * مخاطبة المجتمع على نطاق أوسع حول الإسلام: عندما تقوم وسائل الإعلام بمهاجمة الإسلام، ينبغي أن نكون مستعدين للتعامل مع غير المسلمين الذين نعرفهم ونناقشهم حول الإسلام. إلا أنه بدلا من الانتظار، فمن الأفضل الانخراط بشكل استباقي مع الناس الذين نعرفهم ونناقش معهم الإسلام.

  • * تصحيح فهمهم للإسلام: عندما يتعلق الأمر بالعنف، يجب أن نوضح لهم أن قتل المدنيين الأبرياء حرام. يجب علينا أيضا أن نكون مستعدين لمناقشة قضايا المرأة. على سبيل المثال، أن نبين أن الأخوات المسلمات حين يرتدين الحجاب إنما يفعلن ذلك طاعة للخالق سبحانه وليس للرجال، وكذلك ينبغي أن نناقش معهم كيف ينظم الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة بالطريقة التي تغذي الوئام في الأسرة.

إن الأوضاع التي تعيشها الأخوات في كندا وفي الغرب بشكل عام هي نتيجة لعدم وجود الحامي لهن. إن المسلمات على وجه الخصوص هن في حاجة ماسة إلى خليفة؛ من أمثال الخليفة المعتصم الذي حشد جيشا بأكمله لضمان سلامة وكرامة النساء المسلمات اللاتي اعتدي عليهن من قبل الجنود الرومان. فقط عن طريق الخليفة سيتم رعاية شؤون كل من النساء والرجال المسلمين أفضل رعاية. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجلب للأمة هذا الدرع الواقي ويحمي أمتنا من الأذى.

 

«إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِه»

 

 حزب التحرير/ كندا

 

التاريخ الهجري :15 من ربيع الاول 1437هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 26 كانون الأول/ديسمبر 2015م

حزب التحرير
كندا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع