الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تعرفوا على حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله

حامل الدعوة للإسلام ولإقامة الخلافة الراشدة على طريقة الرسول ﷺ

 

في العاشر من أيار/مايو 2023م نشرت بعض المنصّات الإخبارية - المقروءة منها والمرئية - نبأ اعتقال 16 مسلماً من مدينتي بوبال وحيدر أباد، بمزاعم حيازتهم مواد مطبوعة وكتباً لحزب التحرير، حيث ادّعت وسائل الإعلام الكاذبة بأن حزب التحرير منظمة "إرهابية" تنوي القيام بأعمال مادية ضد الهند، وتمت الإشارة إلى مصادر "غير معروفة" ووكالات استخبارات مختلفة بما فيها بعض الوكالات "الأجنبية". منذ ذلك الحين، بدأت وسائل الإعلام بتناقل هذه المزاعم على الإنترنت، بما في ذلك ربط بعض من المعتقلين الستة عشر بقضية قائمة في المحكمة ضد أعضاء حزب التحرير في ولاية تاميل نادو. حتى المنصات الإخبارية البارزة مثل (India Today) و(Economic) و(Times of India) لم تلتزم بالقواعد الصحافية المهنية، ولم تتحقق مما ينشر على مواقع الويب الخاصة بها، فقامت بنقل الخبر الذي تم إعطاؤه لها بشكل معروف دون التحقق من مدى صحة الادّعاءات التي استهدفت الحزب. نودّ هنا أن نتقدم بموجز عن حزب التحرير ومشروع الخلافة الراشدة الذي يحمله، وهو أن حزب التحرير حزب سياسي يعمل لإقامة الخلافة على منهاج النبوة في البلاد الإسلامية، وهو نظام الحكم في الإسلام، متبعاً طريقة الرسول محمد ﷺ في إقامة دولة الإسلام.

 

بالنسبة للخلافة: فهي نظام الحكم في الإسلام، وليست نظاماً يجهله العالم أو أهل الهند، فقد حَكمت الخلافة الهند قروناً عدة، والخلافة هي التي أدخلت الهند في عصرها الذهبي، كما أوجد النظام الإسلامي الأمن والأمان والازدهار في الهند، حتى عُرفت باسم سلة غذاء العالم، فقد كانت حصة إنتاج الهند أكثر من 25٪ من الإنتاج العالمي، والخلافة هي نظام الحكم الإسلامي الذي أرشد إليه النبي محمد ﷺ نفسه، باعتبار أنه نظام الحكم الذي استمر بعد عصر النبي ﷺ في المدينة المنورة، بعد أن كان رسول الله رئيساً للدولة، وفي هذه المؤسسة، الخليفة هو الرجل المنتخب ليرأس حكم جميع المناطق التي تتبع الدولة، والتي تشمل المسلمين وأهل الذمة، ويتمتع الخليفة بحق تعيين معاونين له في الحكم والقضاء، وتعيين الولاة والعمال... كما يتخذ الخليفة هيئة استشارية منتخبة تُعرف باسم مجلس الأمة. إن مسؤولية رعاية شؤون الناس وتطبيق الإسلام على المسلمين في حياتهم هي أمانة وواجب يقع على الخليفة، ويُلزم بتطبيق الشريعة الإسلامية على الناس عند اختياره. وكما أن أحكام الشريعة تنظّم المسائل الشخصية والعلاقات الخاصة، فإنها كذلك تنظم الشؤون العامة وشؤون الحكم والاقتصاد والمجتمع والعلاقات الدولية... بالنسبة للمعتقدات الفردية، فلا إكراه في الدين والعبادة، وأما في الأحوال الشخصية والحكم والاقتصاد والمجتمع فهي تخضع لأحكام الشريعة الإسلامية.

 

تاريخ الخلافة: من الحقائق الثابتة في التاريخ أن الخلافة كنظام حكم حَكم العالم الإسلامي، ابتداءً من المدينة المنورة بعد زمن النبي ﷺ، واستمرت لغاية عام 1924م عندما ألغاها مصطفى كمال رسمياً في تركيا. بشكل عام، فإنه بعد الخلفاء الخمسة الأوائل الذين كانوا من صحابة الرسول ﷺ، آلت الخلافة إلى الأمويين في الشام وإلى العباسيين في العراق وإيران وإلى العثمانيين في تركيا اليوم، وتعاقب الخلفاء في ظل نظام الخلافة يتبع بعضهم بعضا كما أخبر النبي ﷺ في أحاديثه الشريفة، وحذّر من أن خلو الأمة من خليفة إثم عظيم. كانت هناك فترات وجيزة في التاريخ عندما كانت وحدة الخلافة محل نزاع، فقط لتستقر عليها الأجيال اللاحقة، وأثناء التوسع الاستعماري للدول الأوروبية نتيجة للثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، تعرضت بعض المناطق في أفريقيا وآسيا لاحتلال الدول الاستعمارية على الرغم من مقاومة الخلافة لها في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وشهدت الحرب العالمية الأولى تحالف الخلافة مع ألمانيا في عام 1914م للقتال ضد بريطانيا وفرنسا، وبعد هزيمتها، تم تقسيم أراضي الخلافة إلى ولايات مختلفة أصبحت فيما بعد دولاً فاشلة تُعرف الآن باسم دول إسلامية، في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ودول أخرى في آسيا. في إشارة خاصة إلى الهند، كانت الفترة من عام 1918م إلى عام 1924م فترة اضطراب، حيث كان المسلمون في جميع أنحاء العالم - بما في ذلك الهند - قلقين إزاء عدم استمرار الخلافة، وفي ذلك الوقت، أطلق زعماء مسلمون مثل إخوة علي حركة الخلافة الشهيرة التي أيدها الناس حتى غير المسلمين منهم، وخلال ذلك الوقت كتب المهاتما غاندي في حزيران/يونيو 1921م مدافعاً عن الخلافة ضد كل الأعداء، حتى لو لم يكن هناك مسلمون في الهند؛ لأن وجهة نظره حول دور الخلافة في إزالة الظلم الاستعماري كانت واضحة للغاية. لقد أُلّفت كتب عن الخلافة وأحكامها الشرعية طوال الـ1400 سنة الماضية من مختلف أنحاء العالم وبلغات متعددة، وهي موجودة اليوم في المكتبات ومتوفّرة عبر الإنترنت. إلّا أنّ سنة الله سبحانه وتعالى في الخلق، أن يستمر الصراع بين الحق والباطل، ومن ذلك أن افترى أهل الباطل على دور الإسلام في ظل دولته لقرون عديدة من التاريخ، وهو ما يعلّموه لأبنائهم، رغم اعتراف الكثيرين من المنصفين في العالم أن البشرية جمعاء مدينة للإسلام وأهله على التغيير المشرق الذي أحدثوه في حياة الناس.

 

بالنسبة لحزب التحرير: فإن حزب التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، تأسس عام 1953م على يد العالم الجليل والمفكر السياسي والقاضي الشيخ تقي الدين النبهاني. يعمل الحزب على إيجاد رأي عام في البلاد الإسلامية لصالح نظام الحكم الإسلامي (الخلافة)، مقتدياً بسنة النبي ﷺ، ومن ذلك تقديم الحلول الإسلامية لمعالجة المشاكل المعاصرة، والنشاط السياسي والعمل في نهاية المطاف من أجل التغيير السياسي في البلدان الإسلامية بطريقة غير عنيفة، وفي الدول خارج العالم الإسلامي، يدعو الحزب الجاليات المسلمة إلى أن يكونوا دعاة للإسلام ولحماية هويتهم الإسلامية والحفاظ عليها. ويشمل نشاط حزب التحرير دراسة الحلول الإسلامية للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والحكم المعاصرة من وجهة نظر الإسلام، ودعوة جميع فئات المجتمع للإنكار على ظلم النخبة الحاكمة، الذين يتمتعون في الغالب برعاية الدول الاستعمارية بهدف قمع أي شكل من أشكال النهضة السياسية في العالم الإسلامي. ويقتصر الحزب في ممارسة نشاطاته بالوسائل والأساليب الفكرية والسياسية، وهو واجب شرعي، وينظر إلى أي شكل من أشكال العنف من قبل الأفراد أو الجماعات لتحقيق التغيير السياسي على أنه انتهاك لطريقة إحياء الناس. لقد أصدر الحزب مسودة دستور تستند إلى مبادئ الشريعة، وتم تقديمها من أجل تبنّيها من قبل دولة الخلافة القائمة قريبا بإذن الله. إن آراء الحزب ووجهات نظره معلنة بالكامل، طالما أن الدول لا تقيّد أو تحظر الوصول للمواقع الإلكترونية أو النشرات المكتوبة، ولا توجد آراء أو وجهات نظر أو أفعال للحزب مختلفة عمّا يصدرونه علناً، كما يعتبر الحزب هذا شرطاً على أعضائه في العمل مع الحزب. إن حزب التحرير اليوم موجود في أكثر من 40 دولة، منها دول خارج العالم الإسلامي، ولم يغير أو ينحرف الحزب عن طريقته منذ تأسيسه.

 

أيها الناس! إن حزب التحرير هو الرائد الذي لا يكذب أهله، وهو عازمٌ أمره على إنقاذ البشرية من استعباد الرأسمالية وانحطاط أخلاقها إلى عدل الإسلام الذي لا يضطهد الناس، وهو يقوم بهذا العمل الجليل لا يبتغي جزاء ولا شكوراً من الناس، على غرار الأنبياء والمرسلين؛ وأولهم سيد الخلق محمد ﷺ. حزب التحرير لا يخشى ظلم الظالمين ولا يخاف في الله لومة لائم، ويعلم أن القوى الغربية وعملاءها في العالم يعملون بجدٍّ لمنع الناس من البحث عن البديل الحضاري الذي ينقذهم من براثن الجشع والفوضى والعنصرية العلمانية، وهذه القوى الشريرة تحجب حقيقة الإسلام وحقيقة حزب التحرير الذي يحمل الإسلام، بل ويشوهون صورته حتى لا يهتدي المضطهَدون إلى ما في يد الحزب من خير عظيم. إن ما يحمله حزب التحرير هو البديل الحضاري الذي ينقذ الناس من بؤس الأنظمة البشرية، فالواجب على كل مخلص نزيه، مسلماً كان أم غير مسلم، ذكراً أو أنثى، عالماً أو متعلما، رجل أمن أو محاميا، محاضراً أو أستاذاً، عليهم جميعا أن يعملوا بجدٍّ لإعادة الإسلام العظيم بوصفه طريقة عيش ومنهج حياة. قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.

التاريخ الهجري :5 من ذي الحجة 1444هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 23 حزيران/يونيو 2023م

حزب التحرير
الهند

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع