بسم الله الرحمن الرحيم
البطريرك الراعي يدافع عن نظام "بشار" ويحذر من نظام الإسلام
دعا البطرك "الراعي" خلال زيارته إلى فرنسا في حديث إلى محطة «فرانس 24» الأسرة الدولية وفرنسا إلى «عدم التسرع في القرارات التي تريد فيها تغيير الأنظمة، وأن تفكر في ماذا بعد»، كما أبدى «تفهمه لموقف الرئيس السوري بشار الأسد!!»، وطالب بإعطاء «الأسد فرصاً إضافية»، وأضاف «إذا تغيّر الحكم في سورية وجاء حكم للسُّنة فإنهم سيتحالفون مع إخوانهم السُّنة في لبنان، ما سيؤدي إلى تأزم الوضع إلى أسوأ بين الشيعة والسُّنة»،كما تنبأ بأن يكون مصير المسيحيين عندها هو القتل أو التهجير.
وإزاء هذه التصريحات يحق لنا أن نتساءل:
1. وهل من يقتل ويهجِّر المسيحيين والمسلمين في سوريا هو نظام الإسلام أو نظام الأسد العلماني؟!
2. أيكون حكم السفَّاح قاتل الأطفال، منتهك الحرمات، الذي يؤلِّه نفسه وعصابته أقرب إلى البطرك من النظام الإسلامي الذي حفظ النصارى وكنائسهم مئات السنين؟ وهل يُؤتَمَن برأي البطرك هكذا نظامٌ على ديانةٍ أو فئةٍ من الناس، وهنا نذكِّر البطرك بما أقره مجمع السنودُس بأن نسبة النصارى في الشرق الأوسط قد بلغت 20 بالمئة في ظل الحكم الإسلامي في حين تدنَّت إلى 5 بالمئة في القرن الماضي الذي تولى فيه العلمانيون زمام الحكم، فمن الذي حفظ لكم الوجود الآمن والعيش الكريم، ومن الذي تسبب بذلك التناقص المريع؟! إن دولة الإسلام التي تُحذّر منها ليس فيها تقسيم طائفي للناس ولا تسمي أي فريق فيها بالأقليات وليس فيها مواطنون من الدرجة الثانية بل الجميع في ظلها "رعايا" لهم الأمن والكرامة والحقوق الكاملة، هكذا عاشوا يتفيؤون ظلالها مئات السنين.
3. لطالما سمعنا البطرك يكثر من الحديث عن رسالة المحبة والرحمة والعدالة التي جاء بها المسيح عليه السلام فأي رحمةٍ تراها في بقاء من قتل آلاف السوريين وأي محبةٍ تُرجى لمن أسر وجرح وأذلَّ وشرَّد عشرات الآلاف من الناس؟ ثم بعد هذا نُفاجأ بأن البطرك "يتفهم" موقف الطاغية! ويَرى بأنه يستحق فرصة إضافية!!!.
4. أما بالنسبة للخطر الطائفي الذي يتحدث البطرك عن انتقاله إلى لبنان، ألا يرى غبطته بأن مجرد طرح هذه التخمينات قد يعزِّز الانقسام ويثير الفتن عند أهل سورية ولبنان؟ ثم هل الطائفية المقيتة هذه قد ترعرعت تحت حكم الإسلام أو في ظل حكم العلمانيين في لبنان وحكم المجرمين في الشام والعراق وغيرهما؟ إن خوف البطرك على الأقليات يجب أن يدفعه إلى المطالبة بنظام حضاري يمثِّل هوية هذه الأمة ويكفل الحقوق الكاملة لجميع رعاياها ولن تجد ذلك إلا في نظام الإسلام الذي لم يشهد تاريخه المديد رعايةً للطائفية ولم يكرِّسها في دساتير وسجلات كما هو الحال عند سائر النظم العلمانية، إن الحقيقة الساطعة هي أن ثورةَ الشام ثورةُ شعبٍ واحدٍ قرر الانعتاق من نير طغاة لم يسلم من بطشهم مسلم ولا مسيحي.
إن الأمة اليوم قد حزمت أمرها، ولن تنطلي عليها مشاريع الفتن ولا محاولات التضليل لصرفها عن عزِّها ومجدها الذي نراه يقترب كل يوم، فلا تقف يا غبطة البطرك في الجهة الخاسرة، بل انحَز إلى هذه الأمة التي لن تنسى من وقف بجانبها، قال تعالى: ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ).
وإلى أهلنا في الشام:
أنتم اليوم تُسطِّرون أمجاد الشام من جديد، فاستمروا، وإياكم الالتفات إلى الذين يخوفونكم من الإسلام الذي هو المشروع الحضاري الحقيقي الذي يُوحِّد صفَّكم - مسلمين وغير مسلمين - وهو الذي سينقذُكم وينقذ العالم من تسلُّط الغرب وأذنابه على خير أمَّة أخرجت للناس.
( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ )
التاريخ الهجري :14 من شوال 1432هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 12 أيلول/سبتمبر 2011م
حزب التحرير
ولاية لبنان