الأربعاء، 16 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الحج مظهر من مظاهر العبودية لله ووحدة المسلمين

توافد الملايين من المسلمين إلى بيت الله الحرام تعظيماً لله واستجابة لأمره بأداء فريضة الحج، مهلّلين مكبّرين حامدين الله سبحانه على نعمة الإسلام، معلنين البراءة من كل الشركاء، من أوثان ومخلوقات ونظم وضعية. فالحج عبادة عظيمة، يجسّد المسلمون في شعائره عبوديتهم لله وحده، يجتمعون يوم عرفة على صعيد واحد في مشهد عظيم يجسّد وحدة المسلمين عرباً وعجماً، شعوباً وقبائل جاءت من كل فج عميق، في اجتماع مهيب لأمة عظيمة عروتها الوثقى الإسلام، فهو عقيدتها ونظام حياتها، وبه وحده قوامُها وعزّتها ووحدتها، لا في غيره من نظم وقوانين وضعية وقوميات فاسدة وحدود استعمارية مصطنعة. وفي يوم الأضحى يستحضر المسلمون أسمى معاني التضحية في سبيل الله والامتثال لأمره، تأسّياً بأبيهم إبراهيم عليه السلام، مجدّدين العهد مع الله سبحانه في بذل النفس والمال لإقامة شعائر الإسلام في الدنيا، رجاء الفوز بالدار الآخرة ورضوان من الله أكبر.

أيها المسلمون:

 

إن التدبر فيما يتضمنه الحجّ من عقائد وأحكام وقيمٍ سامية يجب أن يدفعنا إلى التفكير الجاد والعمل الدؤوب للخلاص مما نحن فيه من خضوع لهيمنة الكفر وأنظمته على بلادنا ومجتمعاتنا، ولإنقاذ أمتنا مما تعانيه من فُرقة وضعف، واحتلال وإذلال، مهما كلّف ذلك من تضحيات. فتوحيد الله يقتضي إفراده سبحانه بالتشريع والعبودية والطاعة في جميع شؤون الحياة، قال تعالى: ﴿إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ للهِ﴾، وذلك لا يكون إلا بالحكم بالإسلام وحده، قال سبحانه: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُمْ بِمآ أَنزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ﴾، وكذلك بتحكيم الإسلام والاحتكام إليه -دون سواه- في جميع قضايا المسلمين، قال سبحانه ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾.

 

أما واقع المسلمين اليوم فهو واقع لا يقرّه الإسلام، فبلادهم لا تُحكم بما أنزل الله في شؤون الدولة والمجتمع، بل تُحكم بأنظمة رأسمالية، وأشكال حكم فاسدة، ملكية أو جمهورية ديمقراطية، ودساتير غربية من وضع البشر، يحرسها حكام فاسدون أقامهم الغرب لحماية مصالحه، وللحيلولة دون عودة دولة الإسلام ونظامه إلى الحياة.

وبلاد المسلمين ممزّقة إلى ما يزيد على خمسين كيان هزيل، تفصل بينها حدود مصطنعة، فرضها الغرب المستعمر لإضعاف الأمة الإسلامية، وبذر النزاعات القومية والعرقية والطائفية بين أبنائها، للحيلولة دون وحدتها الحقيقية في كيان سياسي واحد، هو دولة الخلافة.

 

أيها المسلمون في لبنان:

 

إن الله سبحانه قد أكرمكم بالإسلام، وجعلكم جزءاً من أمة كريمة، هي خير أمة أخرجت للناس، فلا يجوز أن تتنازعكم العصبيات والأهواء المذهبية والسياسية، فتفشلوا وتذهب ريحُكم، بل الواجب أن ترتقوا إلى حكم الإسلام، ففي التمسك به عزّكم ورفعتكم.

 

وإن حزب التحرير- ولاية لبنان يدعوكم إلى العمل معه لحمل الدعوة الإسلامية في الطريق الفكري والسياسي لإقامة حكم الإسلام في دولة خلافة راشدة، تحت إمرة خليفة واحد، يحكم بما أنزل الله، ويلمّ شعث المسلمين ويجمع كلمتهم، ويرفع الظلم عنهم، ويجاهد بهم عدوّهم ويقودهم لحمل رسالة الإسلام إلى العالمين. قال عليه الصلاة السلام: «إنما الإمام جُنة، يُقاتَل من ورائه ويُتّقى به» (رواه مسلم).

فإلى عزّ الدنيا ونعيم الآخرة ندعوكم أيها المسلمون.

 

﴿يَآ أَيُّها الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلْرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

التاريخ الهجري :9 من ذي الحجة 1429هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 07 كانون الأول/ديسمبر 2008م

حزب التحرير
ولاية لبنان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع