الثلاثاء، 22 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إلى كل من فَاوضَ ووَقَّعَ وسَكَتَ وبَارَكَ

أنتم وترسيم الحدود مع يهود تحت أقدام أهل لبنان والأمة الإسلامية

 

بعد أن كان اتفاق ترسيم الحدود مع يهود المحتلين لفلسطين مجرد أخبار وتحاليل يتداولها السياسيون، وبعد أن كان سوقاً للخطابات والعنتريات والوطنيات والقوميات المهترئة، وبعد أن بقيت خطوط الحدود البحرية والبرية التي صنعها المستعمر مجال أخذ وردّ في داخل لبنان؛ إلا أنَّ الاتفاق اليوم صار حقيقةً وواقعاً مخزياً للذين زعموا لسنوات، من السياسيين والأحزاب والتنظيمات، أنَّ قتالهم وصراعهم مع يهود هو صراعٌ وجوديٌّ! لقد تهاوت كل هذه المزاعم! لذلك نقول وبكلام موجز لكل هؤلاء الذين تعرفهم الأمة وتعرف خزاياهم:

 

لقد سبقكم لهذا الخزي حكام مصر والأردن وفلسطين والمغرب، ثم لحقهم مؤخراً حكام الخليج والسودان! فماذا كانت نتيجة ذلك؟

 

لقد طَبَّعَ حكام مصر، لكن ما طَبَّعَ أهل مصر يوماً، بل وخرج منهم من أردى الخائن برصاصاته التي كَبَّرت لها الأمة وفرحت بها وما زالت تعتبر من قام بالأمر بطلاً من أبطالها؛ وطَبَّعَ حكام الأردن، لكن ما طَبَّعَ أهل الأردن يوماً، وخرج من بينهم من أردى برصاصاته جنود يهود على الحدود، فكَبَّرت له الأمة كذلك وفرحت به وما زالت تعتبره بطلاً من أبطالها؛ وطَبَّعَت قيادات ما سُمي منظمة التحرير، لكن ما زال أهل الإسلام في فلسطين يذيقون يهود ومن والاهم وبال أمرهم، وما زالت الأمة تُكَبِّر وتفرح عند كل عمل ضد يهود؛ وطَبَّعَ حكام المغرب، لكن ما زالت مشاعر أهل المغرب تفيض ببغض يهود المحتلين، بل أسقطوا حكومة العدالة والتنمية في المغرب المعتبرة ذات "توجهات إسلامية" في الانتخابات التي جرت في 2021/9/8م لما لَمَّحَت بالتطبيع مع يهود. هذا بعض حال الأمة مع الذين سبقوكم في الخزي والعار مع يهود، حالٌ مُشرفٌ وثابتٌ وسيبقى بإذن الله q، وهذا حال أهل الإسلام في الخليج العربي والسودان الذي هو نارٌ تحت رماد قمع الحكام العملاء، ما تلبث أن تنفجر وتعلو جذوتها في وجوه الحكام، فتحرقها وكُلَّ خائن لقضاياها المستمدة من عقيدتها.

 

فاعلموا أيها المرسمون في لبنان، سياسيين وأحزاباً، يا من فاوضتم ووقعتم وسكتم وباركتم، ووصفتم هذا الخزي بالاتفاق التاريخي! وقدمتم ثروة أهل فلسطين حقاً لمحتلهم! وأوهمتم محيطكم أنَّ الترسيم لمصلحة لبنان النفطية والغازية، بعد أن عدَّلتم قانون النفط لتصب أمواله في جيوب شركات وسيطة خاصة تديرونها وأزلامكم، وفي جيب أمريكا والغرب! اعلموا أنَّ أهل لبنان المخلصين والشرفاء عموماً، وأهل الإسلام خصوصاً يعتبرون اتفاقاتكم هذه تحت أقدامهم، ولن يتركوا فرصةً إلا ويعبرون فيها عن سخطهم عليكم بكل وسيلة وأسلوب متاح.

 

إنَّ الأمة تعلم أنَّ الذي أدار الاتفاق وجولاته وعنترياته من أوله لآخره هي أمريكا وسفارتها ومبعوثها، وصولاً لوضع يدهم على ثروات لبنان، بل على ثروات شرق المتوسط، فلما كان لأمريكا ذلك، سمحت لمن لهم أطماع من الأوروبيين بالتحرك وبدء عمليات التنقيب!

 

وكلمةٌ لأبناء الأحزاب والتنظيمات وأهلهم الذين ضحوا في قتال المحتل، كونه قضيةً من قضايا الإسلام، ورغبةً في الشهادة، احذروا أن تكونوا ممن رضي وتابع فلا تبرؤون ولا تَسْلَمون، قال رسول الله ﷺ: «إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ...»؛ أنكروا على زعمائكم الذين انصاعوا لمصلحة الداعمين والممولين، وهدروا دماء أبنائكم.

 

إنَّ الأمة في لبنان وغيره في حالة ترقب، لا سيما مع المتغيرات الدولية الحاصلة، لتنقضّ على الحكام، بقيادة العاملين من أبنائها مع أهل القوة والنصرة لقيام دولة العدل والرشد، الخلافة على منهاج النبوة، التي تذيق يهود وكُلَّ من طَبَّعَ معهم وبال أمرهم، وتغسل كُلَّ أوساخ الحكام العملاء والأحزاب والتنظيمات التي كذبت على الأمة لسنين طويلة. (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً).

 

 

التاريخ الهجري :24 من ربيع الاول 1444هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 20 تشرين الأول/أكتوبر 2022م

حزب التحرير
ولاية لبنان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع