الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

خلصوا أنفسكم من أذى أمريكا والهند بإقامة دولة الخلافة

في السادس والعشرين من تشرين الثاني 2008 انفجرت أزمة مفاجئة في مدينة بومباي الهندية. حيث تمكن عدد من المسلحين بالأسلحة الخفيفة والقذائف من الهجوم على فندقين فخمين وعلى محطة للقطارات وعلى أماكن مهمة أخرى في المدينة. وقد ورد في بعض التقارير أن الشرطة رفضت إطلاق النار على المهاجمين،  واستمرت الأزمة زهاء الستين ساعة قبل أن تتمكن القوات الخاصة الهندية "القطط السوداء" من إنهاء الأزمة.

 

وبعد أن انتهت الأزمة بيوم واحد عقد رئيس الوزراء الهندي لقاء صحفياً اتهم فيه باكستان بالوقوف وراء الأزمة دون أن يقدم أي دليل على ذلك، وكان الهجوم قد خلَّف ما يقرب من مئتي قتيل ومئات الجرحى. ومن الواضح أن مثل هذه الاتهامات الهندية لباكستان ما هي إلا لصرف الأنظار عن فشل النظام الهندي في رعايته لشئون مواطنيه بعدل ومساواة، فالهند مكونة من العديد من الطوائف الدينية والأعراق غير المتجانسة ما يرشحها للتفكك وانفصال أقاليمها عن بعضها البعض.

 

وإلى جانب العديد من الحركات الكشميرية المعروفة يوجد هناك العديد من الحركات الهندية الانفصالية من مثل  جبهة التحريرِ المتّحدةِ في السام، والجبهة الوطنية الديمقراطية في بودلاند، وجبهة التحرير الوطني لتروبورا، وجبهة تحرير برو الوطنية، وارنجال لقوة التنين، وقوة تحرير كالستان، وغيرها الكثير من الحركات، وإضافة لهذه الحركات فإن هناك العديد من الحركات الهندوسية التي تستهدف المسلمين والمسيحيين، كحزب "بهارتا جاناتا" الذي ما فتئ يستخدم شعار المناهضة ضد المسلمين لأغراض انتخابية. هذا فضلا عن الدولة الهندية نفسها التي تستخدم الأعمال الوحشية كحرق المسلمين أحياءً كما فعلت في "غجرات"  وكاستمرارها في قمع المسلمين وقتلهم في كشمير على مدار ستة عقود خلت.

 

أما عن ديمقراطية الهند أو ما تسمى "أكبر الديمقراطيات في العالم"، فإنها كمثيلاتها من الديمقراطيات التي تراعي في حكمها مصالح أصحاب النفوذ ورؤوس الأموال الذين يشترون الأغلبية، فتحقق مطالبهم، وتهمش الأقليات، فتظل الأقليات لاهثة وراء حقوقها ومصالحها وهي تركض للحاق بركبهم. فقد أضيف لأباطيل الهند مآسي الديمقراطية فتشكلت من كلاهما الديمقراطية الهندية، وفي الحقيقية فإن نظام الطوائف الهندوسي المتزمّت يميز حتى بين الطبقة الهندوسية الفقيرة والمتنفذة فيها، فما بالكم بعنصريتها ضد المسلمين!!

 

وأما أمريكا فقد ظهرت بمظهر المهتم بمصالح الهند والضغط على باكستان للتعاون في التحقيق، ففي الأول من كانون الأول 2008 قالت وزيرة خارجية أمريكا كوندوليزا رايز:" نؤكد على الحكومة الباكستانية الحاجة لملاحقة الأدلة أينما كانت، والقيام بذلك بكل مسئولية وفاعلية ممكنة". وقال الرئيس المنتخب باراك أوباما في الأول من كانون الأول 2008" توقعي من الرئيس الباكستاني زارداري الذي قال سلفاً بأنه سيتعاون مع التحقيقات بشكل كامل أن يقوم بذلك بالفعل"، وكل هذا يؤكد أن الكفر ملة واحدة، فعلى الرغم مما قدمته باكستان من خضوع وخنوع لأمريكا، إلا أنها، كما هو شأن الاستعمار دائماً، تقف في صف الهندوس على حساب المسلمين تماماً كما حصل أيام الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية.

 

وأما حكام باكستان، فبدل أن يتبنوا موقفاً قوياً وحازماً وعزيزا خروا أذلة أمام الضغوطات الأمريكية والاتهامات الهندية. ففي الأول من تشرين الأول 2008 قال الرئيس عاصف زارداري بأن الذي وراء الهجمات جهات غير حكومية وألزم نفسه بالقيام " بأي شيء يستطيع القيام به لملاحقة المسلحين" على حد تعبيره. وسارع رئيس الوزراء رضا جيلاني بالموافقة على إرسال رئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني "ISI" للهند تلبية لطلبها، إلا أنها سحبت هذا الاستعداد بعد تعرضها لانتقادات شعبية لمواقفه الذليلة، وعندها طلبت من الهند تزويدها بالأدلة التي تثبت تورط جهات باكستانية في الهجمات!

 

فتباً للحكام الجبناء وعديمي الكرامة، الذين يشجعون المعتدين على مزيد من الاعتداءات.

 

أيها المسلمون في باكستان !

 

إن التهديدات والاتهامات الهندية لباكستان في الهجوم على بومباي، ودور الهند في حالة الفوضى والنزاع الحالي في باكستان يؤكد على أن الهندوس لن يكونوا يوماً أصدقاءً للمسلمين بل إنهم لن يدخروا فرصة لإيذاء المسلمين. وهذا يؤكد حمق فكرة بناء الثقة بينهم وبين المسلمين والتطبيع معهم.

 

وشتان بين المسلمين وبين الهندوس، فعندما حكم المسلمون الهنود ما يقارب ألف عام حظي الهنود بالأمن والأمان والعدل، وذلك قبل الاحتلال البريطاني الذي دام أكثر من قرن من الزمن. ولكن لما حكم الهند حكومة هندية لأكثر من قرن، لم تألُ الحكومة الهندية حينها جهدا في اضطهادها للمسلمين، في باكستان وبنغلادش وكشمير والهند نفسها، فصدق الله العظيم حين حذرنا من أعدائنا الكفار حيث قال {إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ }الممتحنة2.

 

أيها المسلمون في باكستان!

 

إن قوتكم ليست مستمدة من المعتدين الهندوس ولا من تسليم أنفسكم لأمريكا التي سرعان ما تتخلى عنكم عند أهون شدة.

 

بل مكمن قوتكم في إقامة دينكم العظيم من خلال دولة الخلافة الإسلامية. فتذكروا بأن الخلافة هي التي أرسلت محمد بن القاسم وجيشه للرد على الاعتداءات الهندوسية، وإقامة قاعدة للحكم بالإسلام في المنطقة، واليوم الخلافة هي من ستوحد الأمة تحت راية أقوى وأعظم دولة في العالم، صاحبة الجيش القوي، وذات العدد السكاني الكبير، والأراضي الشاسعة ومصادر الطاقة، أكثر من أي قوة عالمية، والخلافة هي التي ستخلص المنطقة مرة أخرى من ظلم الهندوس.

 

ولا يجب أن ننسى أن الهندوس جبناء لا يتخذون خطوة واحدة ضد المسلمين إلا إن كانوا مدعومين من قوة أجنبية، سواء أكانت بريطانيا أم أمريكا، وبإقامة دولة الخلافة سيتم اجتثاث هذه القوى الأجنبية، وبث الرعب في قلوب الهندوس.

 

أيها المسلمون في القوات المسلحة! يا أحفاد محمد بن القاسم!

 

لقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح الهند ورتب على فتحها الأجر العظيم، وقد وردت هذه البشارة في أحاديث عدة. فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله " وَعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ الْهِنْدِ، فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا أُنْفِقْ فِيهَا نَفْسِي وَمَالِي فَإِنْ أُقْتَلْ كُنْتُ مِنْ أَفْضَلِ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ أَرْجِعْ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ" أخرجه النسائي من طريق أبي هريرة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ، عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام" أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط من طريق ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

 

فبمجاورتكم للهند، وقدرتكم على تغيير الحال في أقوى بلد من البلدان الإسلامية "باكستان"، فإنكم بين عشية وضحاها تمتلكون فرصة ذهبية لتنفيذ بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحصلون على الثواب الذي أعده الله سبحانه وتعالى لمن يفتح الهند. ولكن هذا لن يحصل إلا بإقامة دولة الخلافة التي تقوم سياستها الخارجية على حمل رسالة الإسلام للعالم أجمع. فلماذا لا تعطون النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة؟ ألا تطمعون أن تكونوا مثل الصحابة الكرام من الأنصار، فتعطوا النصرة لإقامة دولة الإسلام ؟ ألا تتوقون لأن تنعموا بأطيب ريح في الأرض؟ فقد أخرج الحاكم في مستدركه على الصحيحين، وقال صحيح على شرط مسلم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه "أطيب ريح في الأرض الهند".

 

التاريخ الهجري :5 من ذي الحجة 1429هـ
التاريخ الميلادي : الأربعاء, 03 كانون الأول/ديسمبر 2008م

حزب التحرير
ولاية باكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع