الأربعاء، 02 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كتاب مفتوح من حزب التحرير إلى الأهل كافة في الأرض المباركة

 

الحمد لله رب العالمين حمداً يُبلغنا رضوانه وإقامة دينه على خير ما يُحب الله ويرضى، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،

 

أيها الأهل في الأرض المباركة... أيها الوجهاء وممثلو العائلات... أيها المخلصون في القوى السياسية... أيها القضاة والحقوقيون وأعضاء النيابة العامة وأفراد الأجهزة الأمنية... أيتها الفصائل والتنظيمات:

 

نناديكم جميعاً نداء صدق بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا ‌أَنْصَارَ اللَّهِ، نخاطبكم بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.

 

نخاطبكم جميعاً بآيات الله وكلماته لأنها النور الذي يُهتدى به في الظلمات.

 

أيها الإخوة والأهل والعشيرة: إن صفقة اللقاحات الفاسدة التي كاد أن يكون ضحيتها آلاف الناس، ثم اغتيال نزار بنات هي جرائم نكراء بشعة، والأكثر إجراماً هو إجراءات السلطة تجاه الناس الغاضبين المطالبين بمحاسبة القتلة والمجرمين، فاعتدت عليهم وأسالت دماءهم وسحلتهم في الشوارع، ثم أمعنت في إجرامها بالدفع نحو الاقتتال في الشارع، فالمجدلاني يهدد الناس بقوله "الشارع مقابل الشارع" إنها لغة البلطجية وهي تدل على أن السلطة ووزراءها ليس لديهم أدنى شعور بالمسؤولية تجاه الناس، وآخر يقول سنضرب بيد من حديد؟! أيضرب الناس بيد من حديد لأنهم يطالبون بحقوقهم؟ ثم لماذا لا يضرب بيد من حديد على من قام بصفقة اللقاحات الفاسدة؟ لماذا لا يضرب بيد من حديد على من ينسق مع الاحتلال ضد أهله وشعبه؟ لماذا لا يضرب بيد من حديد على رموز الفساد في السلطة الفلسطينية؟

 

إن جرائم السلطة الفلسطينية بحق فلسطين وأهلها لا تتوقف، بل أصبحت السلطة أشبه بعصابة من القتلة والفاسدين، وإلا كيف يفسر زجها لعناصر أجهزتها الأمنية باللباس المدني ليعتدوا على الناس بشكل همجي يكرس النهج الإجرامي للسلطة الفلسطينية؟! فالسلطة تقترف الجرائم ولا تقبل من أحد أن يحاسبها عليها، بل أصبح مجرموها يختبئون خلف القضاء ولجان التحقيق وهيئة مكافحة الفساد للتغطية على فسادهم وجرائمهم، فهيئة مكافحة الفساد لم نسمع لها صوتاً في قضية اللقاحات الفاسدة، ولم يصدر عنها تعليق تجاه ممارسات الأجهزة الأمنية الإجرامية تجاه الناس!

 

أيتها القوى في الفصائل والتنظيمات: إن تطهير الأرض المباركة من رجس الغاصبين هي الغاية التي يجب أن تجمعكم وتوحدكم إلا أن الصراع الفصائلي فرقكم وأصبح غطاءً لحماية الفاسدين والمجرمين، وهذا لا يجوز بحال، بل أصبحت تبعات هذا الصراع وبالاً على أهل فلسطين، فمكَّن كيان يهود من الاستمرار في جرائمه، ومكَّن الفاسدين من استغلال هذا الصراع من أجل مصالحهم وجمع الثروة وامتصاص دماء الناس.

 

وإننا نوجه نداءنا إلى الشرفاء في حركة فتح خاصة ليكون لهم موقف حازم تجاه السلطة وجرائمها، فالسلطة تقترف الجرائم ثم تزج بحركة فتح لمواجهة الناس الغاضبين من جرائمها! إنكم أيها الإخوة رفعتم شعار التحرر من الاحتلال، والتحرر من الاحتلال يوجب عليكم الالتحام مع الأمة ومخلصيها لتكونوا مع الأمة كالجسد الواحد تدافعون عن دينها ومصالحها بكل قوة وبسالة... ومسؤوليتكم توجب عليكم الوقوف مع أهل فلسطين ضد الفاسدين والمجرمين الذين يتآمرون على قضيتكم.

 

أيها القضاة والحقوقيون وأعضاء النيابة العامة: إنكم أكثر الناس إلماماً ودراية بالفساد الذي يستشري في السلطة الفلسطينية، وتدركون أن الضغوط التي تمارسها عليكم الأجهزة الأمنية هي للتغطية على جرائمها بحق فلسطين وأهلها، ولكننا أيها الإخوة نعول على دينكم وتقواكم ونزاهتكم وانتمائكم للأرض المباركة، فدينكم يوجب عليكم الانحياز لأمتكم وقضيتكم، وإن من مسؤوليتكم حماية الناس من تعسف السلطة وأجهزتها، ومن مسؤوليتكم التصدي للمجرمين والمفسدين، ومن مسؤوليتكم الدفاع عن حقوق الناس.

 

إن مسؤولية النائب العام والنيابة العامة هي حماية حقوق الناس وليس حماية المجرمين والفاسدين، ولهذا فإننا ندعو النائب العام ألا يكون ظهيراً للمجرمين، وندعوه أن يقف موقفاً يرضي الله تعالى فينجيه يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

 

أيها الوجهاء والعشائر وممثلو العائلات: إن مسؤوليتكم تجاه عائلاتكم هي الدفاع عن حقوقها، والأخذ على يد المعتدين، وإن إسهاماتكم في إصلاح ذات البين طيبة مباركة إن شاء الله تعالى، ونحب لهذا الخير أن يعظم ويدوم بين الناس، وهذا يوجب عليكم الوقوف مع أهليكم وأمتكم للتصدي للظالمين والأخذ على أيديهم وأطرهم على الحق أطراً، وفي هذا نتلو قول الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً. هذه الآيات هي ميزان كل مخلص، هي ميزان إقامة الحق والعدل بين الناس هي ميزاننا وميزانكم، وإن مسؤوليتكم تجاه دينكم وعائلاتكم توجب عليكم الوقوف في وجه جرائم السلطة ومحاسبتها.

 

يا أهلنا في الأرض المباركة: إنه ليحزننا أن يُسخَّر أفراد الأجهزة الأمنية لحماية المجرمين والفاسدين، وأن يحولهم قادة السلطة إلى قتلة لأبناء شعبهم وأهلهم فهذه جريمة وأي جريمة، ولهذا فإنا ندعوهم دعوة صادقة لينحازوا إلى دينهم وأمتهم، ونخاطبهم بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً * وَالَّذِينَ ‌يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾، ونخاطبهم بقول رسول الله ﷺ: «مَنْ حَمَلَ ‌عَلَيْنَا ‌السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا» رواه البخاري، فسلاحكم لا يجوز حمله تجاه أهلكم وإخوتكم.

 

أما أولئك المجرمون الذين لا يبالون بدين أو قرابة، ورهنوا أنفسهم للفاسدين في السلطة فهؤلاء لا تحسبونهم بمفازة من العذاب وانتقام الله الجبار، وحسبهم قول الله تعالى ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ ‌غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾.

 

يا أهلنا وأحبتنا في الأرض المباركة إنا نزجي إليكم الخير مخلصين: إن تحرير الأرض المباركة من رجس الغاصبين يكمن في استنصار الأمة الإسلامية وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير بيت المقدس، وعلى هذا يجب أن تتوحد قواكم وتنصب جهودكم، وقد رأيتم كيف تحركت الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها مطالبة بفتح الحدود للجهاد في سبيل الله تعالى واقتلاع كيان الغاصبين المحتلين، وإنه لولا تآمر الحكام الخائنين لله ورسوله لكان تحرير الأرض المباركة أسرع وأهون مما تظنون، واحذروا من مكر أعدائنا وأدواتهم وعملائهم وتصدوا لجرائمهم وتآمرهم ولا تمكنوهم من مشاريعهم الإجرامية أو حل الدولتين الموهوم الذي جاء به عدونا، فلا تلتفتوا إلى هؤلاء المجرمين وركزوا جهودكم في أمتكم واعتصموا بحبل الله المتين، وثقوا بالله القوي العزيز فهو مولانا ونعم المولى ونعم النصير، وحسبنا قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ ‌يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ

 

اللهم اشرح صدور المسلمين لطاعتك ونصرة دينك واجعل لنا من لدنك سلطاناً نصيراً

 

والحمد لله رب العالمين.

 

 

 

التاريخ الهجري :21 من ذي القعدة 1442هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 02 تموز/يوليو 2021م

حزب التحرير
الأرض المباركة فلسطين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع