السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الإعلان الختامي لورشة عمل منطقتي دارفور وكردفان

   

الحواكير - الإدارة الأهلية - الكيانات القبلية 

 

  رؤية على أساس الإسلام العظيم 

 


بدعوة من حزب التحرير / ولاية السودان، اجتمع في قاعة الصداقة بالخرطوم يوم السبت 23 جمادى الأولى 1436هـ، الموافق 14 آذار/مارس 2015م نفر من السياسيين وزعماء العشائر، والمفكرين، والإعلاميين، في ورشة عمل لمدة تزيد عن الخمس ساعات. وقد خلصت الورشة إلى الإعلان الآتي:


◊ إن جوهر الأزمة في البلاد هو الظلم الناشئ بسبب غياب الفكرة السياسية العادلة؛ مبدأ الإسلام العظيم، الفكرة التي ترفع الظلم وتحق الحق، وتشيع الأمن.


◊  إن حالة انعدام الأمن، والولوغ في الدم الحرام، الذي تعاني منها منطقتا دارفور وكردفان، وحمل السلاح في وجه الدولة، هي ثمرة لظلم الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد، جراء عدم تطبيقها لأنظمة الإسلام العادلة، مما أوجد بيئة مناسبة ممثلة في الحواكير والكيانات القبلية، والإدارة الأهلية، ففاقمت الأوضاع، ودب الشقاق والاختلاف والقتل والتهجير على أساس جاهلي؛ قبلي أو عرقي، حيث أعليت الغرائز، وغاب الفكر المبدئي الصحيح.


◊  رؤية على أساس مبدأ الإسلام العظيم:

 

• إن الواجب على المسلمين أن ينزلوا عند حكم الشرع، ويعيدوا صياغة حياتهم على أساس عقيدة الإسلام بمقياس الحلال والحرام، فلا يقبلوا إلا بحكم الشرع، ولا يجوز لأية جهة أن تمنع تطبيق حكم الشرع، على أساس الجهة أو القبيلة، يقول سبحانه: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.


• إن رابطة الأُخوة الإسلامية هي الرابطة التي لا تعلو عليها رابطة أخرى يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.


• لا وجود شرعاً لما يسمى بالحواكير؛ أي ديار القبائل في ظل الحياة الإسلامية، ولا اعتبار لنفاق الحكام والأنظمة لهذه القبائل، فالأرض لله استخلف فيها الإنسان، أما الفرد فيمتلك هذه الأرض للسكن أو للزراعة تملكاً فردياً بالأسباب الشرعية التي حددها الإسلام، ولا يجوز لمسلم أن يمنع أي شخص على أساس القبيلة أو الجهة أو غيرها من تملك الأرض. عن يحيى بن عروة عن أبيه، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ» رواه أبو داود، وعن عمرو بن شعيب أن عمر رضي الله عنه قال: «من عطل أرضا ثلاث سنين لم يعمرها فجاء غيره فعمرها فهي له» رواه البخاري.


• المراعي والغابات والأحراش ملكيات عامة ينتفع بها جميع الناس. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ثَلاثٌ لاَ يُمْنَعْنَ: المَاءُ وَالكَلأُ وَالنَّار» سنن ابن ماجه، وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَتْنِي جَدَّتَايَ صَفِيَّةُ وَدُحَيْبَةُ ابْنَتَا عُلَيْبَةَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ يَسَعُهُمَا الْمَاءُ وَالشَّجَرُ وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى الْفَتَّانِ» (الفتان هو الشيطان).


• للرعاة الحق في وجود مسارات لأنعامهم. كما للمزارعين الحق في أن لا تعتدي بهائم الرعاة على مزارعهم، وإلاّ ضمن الرعاة ما أتلفوه، وهيبة الدولة وسلطانها هي الضامن لإحقاق الحق وإبطال الباطل. يقول رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ»، وعن سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ دَخَلَتْ حَائِطَ رَجُلٍ فَأَفْسَدَتْ فِيهِ فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَنَّ عَلَى أَهْلِ الْحَوَائِطِ حِفْظَهَا بِالنَّهَارِ وَأَنَّ مَا أَفْسَدَتْ الْمَوَاشِي بِاللَّيْلِ ضَامِنٌ عَلَى أَهْلِها».


• إن القبيلة جعلها الله سبحانه وتعالى للتعارف لا للتفاضل والتفاخر، فلا نخرجها من هذه الدائرة إلى دائرة التباغض والتناحر بين الناس، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.


• كل من قتل نفساً يتحمل عظيم فعله، وأمره إلى أولياء الدم، لهم الحق في القصاص أو الدية أو العفو، يقول سبحانه: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ولا يجوز لأية جهة أو قبيلة أن تتدخل لتفرض خياراً على أولياء الدم.


• لا وجود في الحياة الإسلامية لنظام الإدارة الأهلية على الأساس القبلي، فالنظام الإداري في الإسلام اختطه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو واضح ومفصّل بين أيديكم، وهو يتسم بالصفات الآتية: (البساطة في النظام - الإسراع في إنجاز المعاملات - القدرة والكفاية في من يسند إليه العمل)، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان في كل شيء...» رواه مسلم.


• إن حمل السلاح في وجه الدولة هو ثمرة للظلم، وهو يحل حلاً طبيعياً جراء تطبيق أنظمة الإسلام العادلة، وبسط هيبة الدولة وسلطانها، وتجفيف بؤر التآمر؛ من سفارات ومنظمات دولية طامعة في بلادنا.


• مبدأ الإسلام العظيم عند تطبيقه في دولته دولة الخلافة، هو وحده الذي يصهر القبائل والأعراق والأجناس المختلفة المتناحرة المتباغضة، في أمة واحدة متجانسة متآلفة متحابة، هي الأمة الإسلامية، كما صهرها من قبل، قال عز من قائل: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

التاريخ الهجري :23 من جمادى الأولى 1436هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 14 آذار/مارس 2015م

حزب التحرير
ولاية السودان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع