الثلاثاء، 22 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها المسلمون! ألم يأن لكم الأوان بعد؟

 

ولم يعد يخفى لأحد أن طغيان الدكتاتور الطاغي وفئته المجرمة على الإسلام والمسلمين قد بلغ ذروته في الآونة الأخيرة. فخلع النقاب عن وجهه وأبرز وجهه الحقيقي. ولا يشترط لمعرفة هذه الحقيقة أن يكون المرء سياسيا أو متفكرا. بل تكفي لذلك نظرة خالصة إلى وسائط الإعلام. وفيما يلي نورد عن طريق المثال حوادث عدة وقعت مؤخرا:

 

• اعتقال المئات من المسلمين لأجل لحاهم وحلق لحاهم بالعنف.

• تحديد موضوعات مواعظ صلاة الجمعة للأمة الخطباء من قبل "لجنة الدين"، وأكثر هذه الموضوعات مخالفة للإسلام وموجهة لمدح حكومة هذا الطاغي الوضعية.

• إغلاق عشرات من المساجد في أحياء بلدة دوشنبه بدون أي أساس حقوقي وبذرائع شتى.

• عزل ما يزيد عن 25 أئمة خطباء والذين كانوا يبينون أحكام الإسلام مخلصين ولا يمدحون السلطات تماما كما تريد السلطات لهم ويحظون بسبب ذلك إلى محبة أكثر المسلمين لهم مثل الإيشان نورالدينجان والحاج ميرزا.

• إبعاد درس "معرفة الإسلام" عن البرنامج المدرسي والتي كانت أوردت في البرنامج في عامي 2009-2010م ولم يطبع كتابه بعد وإدخال درس "تأريخ الشعب الطاجيكي" مكانها.

• اعتقال أعضاء الحركات الإسلامية السياسية وغير السياسية والحكم عليهم ما بين 5 إلى 18 سنة بالسجن، وبخاصة أعضاء حزب التحرير.

• مشروع القانون عن "مسؤولية الوالدين عن تعليم وتربية الولد"، والذي موجه على الإسلام والمسلمين، ويراد منه إبعاد أبنائنا نحن وإياكم مسلمين عن الإسلام وعن كل مظاهرها.

• تصعيد سن عقد النكاح إلى 18 سنة.

 

كل ما أوردناه حوادث حدثت في الشهرين الأخيرين ولطمة من لطمات محاربة الحكومة الدكتاتورية على الإسلام والمسلمين بأوامر من أسياده الكفرة. وبما أن جرائم هذا الطاغي على الإسلام والمسلمين ظاهرة للجميع لم نر أن ندخل في تفصيلها.

 

بناء على الإحصائيات يشكل المسلمون في طاجيكستان ما يزيد عن 97% سكانها. فالجرائم المذكورة في الأعلى على الإسلام والمسلمين تحدث في بلاد جل سكانها من المسلمين. فيرد هنا سؤال: أوليس شعب هذه البلاد من موظفي الحكومة والوزارات والدوائر ذات القوى والصحفيين والمتفكرين والسياسيين والعلماء وأتباع الحركات التي تدَّعي الدفاع عن الإسلام... أليس هؤلاء كلهم من ذريات السلف الصالح ومن ذريات "خير أمة أخرجت للناس" التي مدحها الله في القرآن، أم أنهم قد ابتعدوا عن دينهم وقيم دينهم إلى درجة يسكتون معها على انتهاك دين ربهم وأعراضهم؟  أفلا يتدبرون ولو مرة أنه لا يصح سكوتهم أمام هذا الظلم؟ هل نسوا بم يأمرهم دينهم عند ظهور الظلم والاعتداء؟ أم يحسبون رضا الله بعيدا ومستحيلا؟ هل بعد عن أذهانهم اليوم الآخر والجنة والنار أو فقدوا إيمانهم بها؟ أيظن أولئك أن قيامهم ببعض الأعمال الجزئية من الإسلام وعدم اهتمامهم بسائر القضيات المهمة سينجيهم من عذاب الله القهار الجبار المؤلم؟ فما ظن هؤلاء الناس؟!

 

أيتها الأمة المظلومة!

يا أمة محمد e!

إننا حزب التحرير في طاجيكستان نعلم أنكم - من المزارعين والمعلمين والتجار والعلماء إلى موظفي الدوائر ذات القوى حتى الوزراء وموظفي الوزارات – كلكم قد ضجرتم من ظلم الرؤساء المجرمين الظالمين، لأنكم ترونهم كيف ينهبون خيرات الأمة مع أسيادهم الكفرة وانتهكوا أعراضكم ودينكم، فأصبح الناس يعانون معاناة جسمانية وروحية من الفقر والجوع وانتهاك حقوقكم. نحن ندرك ونحس بذلك وتتفطر قلوبنا منه. أجل، إنكم ضجرتم من ذلك، ولكنكم تسكتون ولا ترفعون أصواتكم بالاعتراض. ولاشك أن الوهن قد تمكن من قلوبكم كما أخبر النبي r عن ذلك عندما قال:  «يُوشِكُ الأمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَـا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ: وَمَنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيل وَلَيَنْزَعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الـْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْن فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَّةُ الْـمَوْتِ». رواه أبو داود. ألم يأن لكم أن تبعدوا الوهن من قلوبكم وتقبلوا إلى شرع الله لكي تنجوا وتعملوا بمقتضاه؟ قال تعالى:(فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).

 

أيها المسلمون في طاجيكستان!

ألم يأن لكم أن تنبذوا ختم السكوت من أفواهكم وترفعوا أصوات الاعتراض أمام انتهاك حقوقكم وأمام حرمان حاملي الدعوة – أبناء الأمة المخلصين من حقوقهم في العيش السليم والنشاط؟! ألم يأن لكم أن تبدأوا بالعمل الحقيقي والتضحية لأجل إعزاز دين ربكم ولا تخدعوا أنفسكم بالأعمال الفرعية والجزئية؟!  ألم يأن لكم أن تأخذوا على يد الظالم أخذا وتُسقطوه وتقيموا إماما وحكما حقيقيا إسلاميا – الخليفة العادل و الخلافة الراشدة؟! ألم يأن لكم أن تنضموا إلى صفوف دعاة حقيقيين شباب حزب التحرير وتشمروا عن ساق الجد في سبيل الوصول إلى الغاية؟! ألم يأن لكم أن تبدلوا الخوف من الموت وحب الدنيا إلى الخوف من الله والحب له عز وجل؟!

 

أيها المسلمون في طاجيكستان!

إننا حزب التحرير في طاجيكستان نقول لكم الأوان قد بلغ، بل قد يفوت! اعلموا وتنبهوا أن هذه القضية قضية مصيرية، ولن تحل بأعمال فرعية وجزئية، فلا تبقوا في أذهانكم هذا الخيال. إن القضية المصيرية لن تحل بالعضوية في البرلمان والحصول على أكثر الكراسي فيه، أو تعلُّم أحكام الإسلام تعلما نظريا مجردا عن العمل، أو بنشر الكتب، أو بناء المساجد، الدعوة إلى الأخلاق، أو الاشتغال بمناظرات واختلافات في العبادات والعقائد، أو  الرجاء خيرا من حكام خونة ملحدين، بل إن طريق حلها هي الطريقة التي بيَّنها الرسول r في العمل من يوم بعثته إلى زمان هجرته وإقامته الدولة ورحلته إلى الرفيق الأعلى، أي إن القضية تحل من خلال صراع فكرى وكفاح سياسي مع حزب سياسي مبدئي، يتبع في جميع مفاهيمه وكل أعماله شرع الله ويتخذ من أعمال رسول الله r أسوة له. وقد استقر اليوم في أذهان غالبية المسلمين في كل العالم ومنها في  طاجيكستان أن حزب التحرير هو هذا التكتل. إن شباب الحزب المخلصين يعملون في هذا المجال منذ 10-15 عامًا بالصبر والثبات بالرغم مما يلاقونه من ظلم وحشي وسجن طويل. إلا أنه من المؤسف أن المسلمين في البلاد يجتنبون العمل معه خوفاً من بطش السلطة، مع أنهم يعرفون صدق الحزب وإخلاصه، ولديهم الطاقة للعمل. فيجب عليكم أيها المسلمون أن تعملوا مع إخوانكم في صفوف هذا الحزب وتضموه إلى أكنافكم وتدافعوا عنه جماعيا وتسيروا معه نحو سعادة الدنيا والآخرة، ولا تخشوا في الله لومة لائم...

 

أيها المسلمون في طاجيكستان!

أيها الجزء غير المنفصل لهذه الأمة

لقد تبين اليوم للجميع أن حكام البلاد الإسلامية هم أعداء للأمة الإسلامية، ولا يقلقهم سوى تيجانهم وعروشهم. لقد أصبح الحكام والأمة فئتين مختلفتين، فليس الحكام من الأمة وليست الأمة منهم. قد بدت عداوتهم في أقوالهم وأعمالهم، ولم يبق للراجي ذرة رجاء منهم.

 

اعلموا وتنبهوا يا ورثة خير أمة أخرجت للناس أن الحكام الخونة يخافون منكم ومن اعتراضاتكم، ويعتمدون على أسيادهم الكفرة في زجركم، ولكن عليكم أن تعلموا جيدا أنه لا يستطيع أحد أن يحمى هؤلاء الحكام الجبناء وتيجانهم وعروشهم أمام موقفكم القوى واعتراضاتكم. وإن الحوادث التي وقعت مؤخرا في بلاد العرب دليل غير مردود لما نقول. وإنكم إن تمسكتم بدينكم فلن يجرؤ الحاكم الخائن  أن يمد يد العدوان إلى دينكم ودنياكم وإلى الدعاة المخلصين أبناء هذه الأمة. اعلموا وتنبهوا أنكم إن أقبلتم إلى ربكم وعملتم بما يأمركم دينكم فأنتم قوة عظيمة. وإن لم تفعلوا فإن الله تعالى يقول:(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ) .

 

إذن أيها المسلمون، شدوا من هممكم، وارفعوا أصواتكم بالاعتراض، ولا تدعوا الحكام الخونة وأسيادهم الكفرة ينتهكون دينكم! لا تدعوهم يلاحقون ويعتقلون أهل الدعوة أبناء الأمة المخلصين! كونوا مع حزب التحرير وسابقوا معه إلى إقامة دولة الخلافة الراشدة وتطبيق شرع الله!

 

إننا حزب التحرير في طاجيكستان ندعوكم أن تسارعوا إلى هذا العمل. وإن تساهلتم فاعلموا أنكم ستلاقون الذل في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة، لأن هذا فرض أوجبه الشرع عليكم، بل إنه من تاج الفروض يتحقق بتحققه جميع الفروض ويعز الإسلام والمسلمون. إننا نذكركم فقط، لأن الذكرى نافعة للمسلم.

 

اللهم اشهد بأنا قد بلغنا! 

التاريخ الهجري :17 من ربيع الاول 1432هـ
التاريخ الميلادي : الإثنين, 14 شباط/فبراير 2011م

حزب التحرير
طاجيكستان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع