المكتب الإعــلامي
أفغانستان
التاريخ الهجري | 23 من رمــضان المبارك 1443هـ | رقم الإصدار: أفغ – 1443 / 14 |
التاريخ الميلادي | الأحد, 24 نيسان/ابريل 2022 م |
بيان صحفي
الانفجارات القاتلة الأخيرة توضّح استئناف عمل شبكات الاستخبارات
للدّول الغربية والإقليمية في أفغانستان!
(مترجم)
شهدت أفغانستان خلال الأسبوع الماضي انفجارات مستهدفة عدّة أودت بحياة أكثر من 100 شخص. وكان معظم ضحايا هذه الحملات الإرهابية من المصلين وأطفال المدارس، ومعظمهم ينتمون إلى جماعة الهزارة العرقية.
يُدين المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية أفغانستان هذه الهجمات بأشد العبارات، وندعو الله بأن يجعل مثوى الضحايا الجنّة، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، والصبر والسكينة لأسر الضحايا. في الواقع، إن تنفيذ مثل هذه الهجمات الوحشية، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك، لا ينم إلاّ عن عداء صارخ لمسلمي أفغانستان، وانتهاك لجميع القيم الإسلامية.
نعتقد أنه بعد انسحاب أمريكا وحلف شمال الأطلسي المهين من أفغانستان، اختفى أو تمّ حلّ جزء كبير من شبكات المخابرات والجواسيس في الغرب ودول المنطقة، وعلّقوا أنشطتهم في أفغانستان. وتدلّ التفجيرات الأخيرة على أن تلك الشبكات الاستخبارية المفككة أعادت تأسيس ملاذاتها واستأنفت أنشطتها، حيث تنوي الضّغط على حكومة طالبان بتنفيذ تفجيرات وقتل أبرياء؛ بهدف دفعها للدخول في تعاون استخباراتي مع أمريكا والغرب ودول المنطقة وفرض مطالبها السياسية على إمارة أفغانستان الإسلامية. ومع ذلك، فإن مثل هذه الضغوط لم تكن ناجحة.
في الواقع، تحول الافتقار إلى الوصول إلى مواد استخباراتية موثوقة إلى أحد أخطر التحديات الأمنية التي تواجه أمريكا في أفغانستان. كما صرّح ريتشارد كلارك، قائد قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، مؤخراً في الكونجرس أن قدرة الاستخبارات الأمريكية في أفغانستان قد تقلّصت حتى الآن حيث لم تُنفذ القوات الأمريكية أي هجمات لمكافحة (الإرهاب) في أفغانستان منذ الانسحاب. في غضون ذلك، أعرب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي عن مخاوفهم العميقة من تدهور القدرات الاستخباراتية الأمريكية في أفغانستان.
على الرّغم من أن الهجمات الأخيرة تُنسب إلى تنظيم الدولة، إلا أنّ أمريكا والأمم المتحدة، مثل سنوات الاحتلال العشرين، تضخّمت وتنظم حملاتها الاستخبارية والعسكرية بدعم من تصريحات مسؤوليهم، كما فعلوا. وكانت تقوم بذلك هذا العام، ونُسبت الهجمات إلى تنظيم الدولة الإسلامية. أثناء تنفيذ مثل هذه الهجمات المُميتة بتكتيكات استخباراتية متطوّرة، فإن استهداف مجموعة عرقية معينة وعرق ودين معين في أماكن مقدسة ودينية يتجاوز قدرة تنظيم الدولة الذي تعرّض للقمع الشديد من قبل حكومة طالبان على مدى الأشهر الثمانية الماضية. هذه مجرد دعاية من مسؤولي الأمم المتحدة وأمريكا تهدف إلى تضخيم وجود تنظيم الدولة حتى تتمكّن شبكات المخابرات الأمريكية والغربية والإقليمية من متابعة مهامها التدميرية تحت ستاره في أفغانستان.
بعد الهزيمة المهينة والانسحاب الكامل لقوّات الاحتلال الأمريكية، تضاءل نفوذ أمريكا والغرب إلى الصفر تقريباً في أفغانستان، لا يجب أن تكون حكومة طالبان قد أدركت الفرصة فحسب، بل يجب أيضاً ألاّ تسمح لها بالتسلّل مرةً أخرى. منذ ذلك الوقت، كان عليها أن تُطبق الشريعة بشكل كامل داخل البلاد وأن تبدأ في حمل الإسلام إلى ما وراء الحدود، بينما تحاول زيادة نفوذها بين مجاهدي أفغانستان؛ لأن إحدى مسؤولياتها المطلقة كانت حماية أرواح الناس ودمائهم وكرامتهم، ومن أهم الوسائل للحدّ من ضغوط الغرب قطع العلاقات مع الغرب وتعزيز التقارب، وبناء علاقة مع الأمة، وخاصةً مع أهل أفغانستان. لقد أثبت التاريخ أن أي نظام كان قادراً على كسب ثقة الناس، والاعتماد على السلطة بما يرضي الناس، قد أحدث واحدة من أقوى الحكومات، ما جعلها تتحمل الضغوط والعقوبات الخارجية. يجب على حكومة طالبان أن تدرك أهمية فكّ الارتباط مع المؤسسات العلمانية الدولية، أمريكا والغرب، مع الضغط من أجل التواصل مع الأمّة، وخاصةً شعب أفغانستان. ولتحقيق ذلك، يجب أن يرفضوا على الفور مسار نفوذ العدو الذي يتمّ من خلال المساعدات الإنسانية الغربية ووكالات الأمم المتحدة والوكالات المنفذة.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية أفغانستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أفغانستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |
E-Mail: hizbuttahrir.af@gmail.com |