المكتب الإعــلامي
أفغانستان
التاريخ الهجري | 1 من ذي القعدة 1445هـ | رقم الإصدار: أفغ – 1445 / 22 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 09 أيار/مايو 2024 م |
بيان صحفي
فقط من خلال الخلافة على منهاج النبوّة، والوحدة الحقيقية للأمّة، يمكن تحقيق مواجهة حازمة لجرائم الغرب الصّارخة والدّفاع عن دماء المسلمين
(مترجم)
ذكرت صحيفة الغارديان أنّ التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش البريطاني في أفغانستان قد يتأخر حتى عام 2025. واتُّهمت القوات الجوية البريطانية بقتل نحو 80 مسلما أفغانياً في ولاية هلمند. وتفيد التقارير أنّ هؤلاء الجنود قتلوا هؤلاء الأفراد إما أثناء نومهم أو بعد القبض عليهم بين عامي 2010 و2013. وذكر محامي القضية أن القوات الخاصة البريطانية في هلمند كانت لديها سياسة القضاء على "جميع الرجال في سن القتال". وفي الوقت نفسه، في عام 2020، أكدت التحقيقات العسكرية الأسترالية أيضاً أنّ قواتها أطلقت النار على 39 مدنياً على الأقل، بينهم أطفال وسجناء في أفغانستان بين عامي 2005 و2016.
إن الحوادث المذكورة ليست سوى مثال صغير على آلاف الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان، والتي لم يتمّ الإبلاغ إلاّ عن جزء صغير منها. إن جرائم الحرب الغربية ضد المسلمين لا تقتصر على أفغانستان، بل هي مستمرة منذ 103 أعوام منذ إسقاط دولة الخلافة العثمانية، فدماء المسلمين تسفك بلا رحمة من فلسطين إلى العراق ومن سوريا إلى أفريقيا، دون وجود جيش مسلم أو حاكم يدافع عن هذه الدماء الغالية. لقد أصبح ذلك شكلاً من أشكال الترفيه للجنود الغربيين، حيث اعترف بعض الجنود الأمريكيين وجنود حلف شمال الأطلسي بأنهم أطلقوا النار خلال مهامهم في أفغانستان على مدنيين من أجل المراهنة والترفيه.
إن المحاكم التي أنشئت في الغرب للتحقيق في جرائم الحرب غير قادرة على تحقيق العدالة، حيث إنّ معظم المتهمين، على الرغم من ارتكابهم جرائم حرب مختلفة، تتم تبرئة ساحتهم في المحاكم العسكرية بابتسامة ذات معنى. ففي عام 2019، أصدر ترامب عفواً عن ثلاثة مجرمي حرب متورطين في قتل مسلمين أبرياء في أفغانستان وسوريا، على الرّغم من أن محاكمهم العليا أصدرت أحكاماً طويلة الأمد.
لا شكّ أن تاريخ الغرب حافل بالجرائم ضد الإنسانية، وحيثما وقعت خطواتهم المشؤومة، خلقوا الرعب والجريمة. إنّ المحتلين الغربيين لا يلتزمون بأي قيم إنسانية أو أخلاقية. ولا تقتصر الجرائم الغربية على جرائم الحرب بل امتدت منذ إسقاط الخلافة العثمانية، حيث سيطرت أفكار الديمقراطية الفاسدة والثقافة الرأسمالية المتعطشة للدماء على النظام الدولي، وأخضعت البشرية جمعاء، وخاصة الأمة الإسلامية، للاحتلال والاستعمار، والظلم والجرائم، حتى إنّ الأرض والبحر والطيور والحيوانات لم تسلم من فظائعهم.
في الواقع، كل مسلم يُقتل ليس مجرد رقم، بل هو إنسان، وكل قطرة من دمه أغلى من الكعبة، ومن المناسب أن يتم إسقاط الثقافة والنظام الغربيين مقابل قطرة دم مسلم. ومع ذلك، فمن المؤسف أنه على الرغم من ارتكاب الغرب لجرائم الحرب ضد المجاهدين والمسلمين الأفغان على مدار العشرين عاماً الماضية، فإن النظام الحالي يسعى إلى التفاعل الوثيق مع هؤلاء المجرمين، وعقد اجتماعات سياسية وأمنية مع دبلوماسيين ومسؤولين أمنيين أمريكيين وبريطانيين. وفي هذه الاجتماعات يتم تقديم طلبات للحصول على الشرعية السياسية والمساعدات الاقتصادية. ولذلك فإننا نُذكّر بكل إخلاص إخواننا المجاهدين أن موقفكم العسكري القوي في ميدان الجهاد أدّى إلى هزيمة العدو، فلا بد من اتخاذ موقف إسلامي قوي في مجالي السياسة والدبلوماسية حتى لا يتمكّن هذا العدو الماكر والمجرم من إيجاد الفرصة للتسلل إلى أراضينا. إن السياسة الإسلامية تقضي بإنهاء أي نوع من التعاملات السياسية والاقتصادية مع هؤلاء المجرمين والسعي من أجل الوحدة الحقيقية للأمة، كرد مدو على جرائم الغرب المستكبر، والدفاع عن القيم الإسلامية، وإن دماء المسلمين دون الوحدة الفكرية والسياسية والعسكرية والجغرافية للأمة وإقامة الخلافة على منهاج النبوة غير ممكن.
قال رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ» صحيح مسلم
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أفغانستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |
E-Mail: hizbuttahrir.af@gmail.com |