الجمعة، 11 صَفر 1446هـ| 2024/08/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
أفغانستان

التاريخ الهجري    10 من صـفر الخير 1446هـ رقم الإصدار: أفغ – 1446 / 04
التاريخ الميلادي     الخميس, 15 آب/أغسطس 2024 م

 

بيان صحفي

 

15 آب/أغسطس: يومٌ مجيد ضاعت ثماره هباءً!

 

(مترجم)

 

يُصادف الخامس عشر من آب/أغسطس الذكرى الثالثة لسقوط النظام الجمهوري ودخول المجاهدين إلى كابول. ويُعتبر هذا اليوم يوماً تاريخياً ومباركاً، ليس فقط بسبب هزيمة الاحتلال ولكن أيضاً بسبب سقوط النظام الجمهوري. لقد قدّم هذا اليوم فرصة لأفغانستان، بالوحدة مع آسيا الوسطى وباكستان، للتحول إلى دولة خلافة قوية. ولكن، للأسف، على مدى السنوات الثلاث الماضية، حاولت القوى الغربية والحكام الإقليميون الخونة والعناصر غير المرغوب فيها تحويل النظام الحاكم عن هذا الهدف.

 

وقد أشار البعض في ذلك الوقت إلى هذا الحدث باسم "النصرة". وكما يُعرَّف مصطلح "النصرة" حرفياً بأنه "ماء المطر" الذي يسقي الأرض ويحييها، كان أمل جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم أن يشهدوا "أمطار الرحمة" من خلال إقامة الخلافة الإسلامية في أفغانستان. وكمصطلح شرعي، يعني ذلك مساعدة وعون الأقوياء الذين يملكون سلطة كيان دولة معين لتمكين الحكم الإسلامي وحمايته.

 

ولكن إلى يومنا هذا، للأسف، لا يمكن ملاحظة أدلة "النصرة" أو "أمطار الرحمة"، بل فقط ما يمكن وصفه بـ"الهيمنة القسرية". ومن حكمة النصرة وجمالها أنها ستؤدي إلى استقرار دين الله سبحانه وتعالى حيث يرث المسلمون قيادة الأرض مع انخراط الدولة في الجهاد لإظهار دين الإسلام وإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى وتحقيق الانتصارات وإزالة الحدود والدفاع عن دماء المسلمين ومقدساتهم، وأخيراً قيادة الناس إلى الإسلام أو دار الإسلام أفواجا.

 

ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية، لم يطبّق النظام الحالي الإسلام بشكل كامل وشامل في مجالات الحكم والاقتصاد والتعليم والمجتمع والسياسة الخارجية. لقد ظلت أفغانستان حبيسة حدودها، وعطلت الجهاد، وفشلت في الدفاع عن المظلومين في تركستان الشرقية وآسيا الوسطى وفلسطين وغيرها من البلاد، وسعت عملياً إلى الاندماج في النظام العالمي، الذي هو علماني في الأساس. وفي هذه السنوات الثلاث، لم يدخل الناس في الإسلام أفواجا، بل فرّ الملايين من بلادنا إلى الغرب! ألم يكن المجاهدون هم الذين هزموا الناتو مثل جيوش الأحزاب؟ ولكننا اليوم نرى أنّ الخوف من المجاهدين يتضاءل في قلوب الأعداء يوماً بعد يوم، وهذا نتيجة ممارسة سياسات غير إسلامية. فعندما هزمت الأحزاب، لم يلجأ إليهم النبي محمد ﷺ ليصالحهم، ولم يطلب مساعدتهم ولم يناشدهم الاعتراف والشرعية؛ لم يكن ﷺ متساهلاً مع الكفار ولا قاسياً على المسلمين وحملة الدعوة، على عكس كل حكام المسلمين اليوم، فإنهم ودودون مع الكفار ويسجنون المسلمين لأسباب غير عادلة. وبدلاً من ذلك قال ﷺ: «الْآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَا؛ نَسِيرُ إِلَيْهِمْ» صحيح البخاري

 

إننا نُدرك أنّ بين المجاهدين قادةً مخلصين يهتمون بالإسلام اهتماماً حقيقياً، ولا نشكّ في صدق نواياهم. ولكن عدم تطبيق الإسلام وحمله يؤدي إلى فساد قلوب حتى أصدق الناس على المدى البعيد، وتضيع بذلك فرصة الخير والنصر. وعلى الرغم من التبريرات بأن "الاستعدادات والترتيبات لتطبيق الإسلام وحمله جارية وأنه لا ينبغي التسرع"، فإننا نعلن أن ثلاث سنوات هي مدة طويلة لإنجاز المهام الأساسية وتطبيق الإسلام وحمله على أكمل وجه.

 

فالنبي محمد ﷺ الذي كان قدوة للمسلمين في فن الحكم، اتخذ الخطوة الأولى في بناء الدولة بالحصول على البيعة الشرعية من الناس والقادة المؤثرين وأهل القوة. وكانت الخطوة التالية هي تحديد المبادئ الأساسية والخطوط الحمراء للحكم الإسلامي حتى تتميز الدولة الإسلامية عن غيرها من الدول.

 

في السنوات الثلاث الأولى، مجّد الرسول ﷺ مفهوم الأمة، وأرسى أسس حكم الدولة، وأوضح في سياسته الخارجية أن هدف الدولة هو إظهار الدين، وأنّ الطريق إلى ذلك هو القتال والجهاد. ولهذا السبب، في غضون ثلاث سنوات، تمّ إرسال جيش الدولة الإسلامية إلى خارج حدودها في عدة غزوات ومعارك، وفي غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة، وعلى الرّغم من الموارد العسكرية المحدودة، هزموا مشركي قريش.

 

من المؤسف أنه في السنوات الثلاث الماضية، لم يتمّ توضيح المبادئ الأساسية للحكم، بل ركز بعض قادة النظام الحالي جهودهم عملياً ليس على تطبيق الإسلام وإرشاد الناس، بل على ظلمهم وإسكات حملة الدعوة والتنافس على السلطة بين صفوفهم.

 

إننا نذكّر إخواننا المجاهدين مرةً أخرى لأن ديننا (الإسلام) يدور حول النصيحة. إن الفرصة لم تضع بعد لتحويل الهيمنة إلى نصرة إذا ما جعلنا العهد مع الله أساس الحكم واكتسبنا صفات المؤمنين الحقيقيين، وإننا نعتقد أنّ بين المجاهدين خيراً كثيراً، وأن الإخلاص والتقوى غالب عليهم، ولذلك لا بدّ من استخدام قوتهم التي هي أمانة من الله لتطبيق الإسلام وحمله، فإذا لم يطبق الإسلام فإن المجاهدين وعامة الناس سوف يفسدون ويتفرقون، فمن يتحمل يوم القيامة مسؤولية من عاش يوماً واحداً بلا خليفة وبلا تطبيق الإسلام بين يدي الله الجبار؟!

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية أفغانستان

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أفغانستان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
E-Mail: [email protected]

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع