بيان صحفي

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

يتقدّم حزب التحرير في أستراليا بأحر التبريكات من الأمة والجالية الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بعد أن انقضت العشر الأوائل المباركة من ذي الحجة بالأعمال الصالحة والتقرب إلى الله بالطاعات، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يسبغ رحمته على عباده في هذه الأيام.

يذكرنا عيد الأضحى بالتضحيات العظيمة التي بذلها أبونا خليل الله إبراهيم عليه السلام نصرة لله ودينه، وهو ما جاء في سورة إبراهيم، حتى تأخذها الأمة درساً خالداً وعبرة على مر العصور.

لقد تحدّى إبراهيم عليه السلام عبادة الأصنام، وحاسب الطاغية بشجاعة وفضح العيوب الأيديولوجية للمجتمع من حوله، وقد تحمل بكل صبر رد الفعل العنيف للمجتمع وحاكمه متوكلا على الله سبحانه وتعالى، فهداه الله سبحانه وتعالى وحفظه من كيد الكائدين. ﴿قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ * قَالُوا۟ ابْنُوا۟ لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ * فَأَرَادُوا۟ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ * وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾. ثم دعا إبراهيم عليه السلام من أجل الابن الصالح الذي استجاب لأمر الله، فبارك الله فيه وفي ذريته في العالمين. ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾.

وبهذا فقد تم الجمع بين الأمرين، طاعة إبراهيم عليه السلام وصبر ابنه الصالح، في أعظم اختبار يمكن أن تمتحن به الأسرة، حيث يُطلب منه التضحية بابنه، فقبل الله طاعتهم واستبدل كبشاً عظيماً بالابن البار إسماعيل عليه السلام، فكان إبراهيم عليه السلام إماماً للبشرية. ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾.

وهكذا في هذا العيد نتذكر أبانا إبراهيم عليه السلام وهذا المثال ونطبقه في زماننا. حيث نتحدى الآلهة الزائفة الحديثة للعلمانية والليبرالية وجميع الأنظمة البشرية الأخرى التي صنعها الإنسان، كما نتحدى الطغاة الذين يحافظون على هذه الأنظمة ويحكمون بها، ونتحلى بالصبر على ردود فعل المجتمع العنيفة في كثير من الأحيان من خلال طاعة الله سبحانه وتعالى والعمل بجدية أكبر لتنفيذ أوامره، ومن خلال تربية الأسرة الصالحة على درب الفضيلة نفسه الذي نشتاق إليه لأنفسنا، ونظل على استعداد للتضحية بما آتانا الله مع العمل على إنشاء البيت القائم على الشريعة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، ثم نعود أمة قائدة للبشرية كما وعدنا، من نسل سيدنا إبراهيم عليه السلام.

تقبل الله طاعاتكم في هذه الأيام المباركة، ورد الحجاج إلى أهلهم سالمين غانمين مغفوري الذنوب، وعيدكم مبارك.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في أستراليا