الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
الدنمارك

التاريخ الهجري    7 من رجب 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 03
التاريخ الميلادي     الأحد, 29 كانون الثاني/يناير 2023 م

بيان صحفي

 

حرق المصحف! الحكومات مسؤولة عن الجرائم المتكرّرة

(مترجم)

 

 

بعد عمليات حرق المصحف الأخيرة، أولاً أمام السفارة التركية في ستوكهولم في 2023/01/21، ثم في صلاة الجمعة 2023/01/27 أمام مسجد في كوبنهاغن، بدأ السياسيون فجأة في الاندفاع لتنظيف صورتهم. فأثناء استدعاء السفير الدنماركي في تركيا، قال وزير الخارجية لارس لوك راسموسن لإذاعة الدنمارك الرسمية إنه "ينأى بنفسه بقوة" عما أسماه "استفزازات". وعلى حدّ تعبيره، فإنه يرى أنه من "المزعج للغاية" أن يقوم فرد بمثل هذه الأعمال، والتي، وفقاً للارس لوك، "لا تمثّل الدّنمارك بأي حال من الأحوال".

 

تأتي هذه النبرة غير المألوفة والمنافقة للغاية بشكل طبيعي في سياق رغبة السويد في الانضمام إلى حلف الناتو، وهو أمرٌ لا يمكن القيام به إلاّ بموافقة تركيا.

 

على الرّغم من أنّ أعمال الكراهية هذه لا تمثّل الإنسان الدنماركي العادي، إلاّ أن الدولة الدنماركية تسهلها، وهي إلى حدّ كبير نتيجة عقدين من السياسة المعادية للمسلمين في هذه الدولة وغيرها من الدول الأوروبية. فمنذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت حرية التعبير هي السلاح المفضل لدى السياسيين ووسائل الإعلام في الدنمارك عندما يتعلق الأمر بالانتهاكات والكراهية ضد المسلمين. ربما يفترض وزير الخارجية أنّ الجميع قد نسي أنه جزء من الحكومة التي شجعت الرسوم الكرتونية البغيضة التي كان من المفترض أن تجبر المسلمين على قبول السخرية والسب والاستهزاء. هذه الحكومة هي نفسها التي ألقت بالدنمارك في حروب أمريكا على البلاد الإسلامية، حيث تمّ تدنيس نسخ من القرآن في قاعدة التعذيب بغوانتنامو، وحيث أطلق الجنود النار على مصاحف في العراق، وأضرموا فيها النار في قاعدة باغرام في أفغانستان.

 

لطالما تمّ الكشف عن حرية التعبير بوصفها أداة للسلطة السياسية. يتمّ فرض الحظر والإكراه في جميع أنحاء أوروبا عندما يتعلق الأمر بالتعبيرات والممارسات الإسلامية. نرى هذا في حظر الحجاب، والقوانين الخاصة التي تستهدف الأئمة، وتجريم قيم الأسرة الإسلامية، وإغلاق المساجد والمدارس الإسلامية، وما إلى ذلك... بينما في كثير من الحالات الأخرى، يُجبر المجتمع بأكمله على السّير على قشور البيض حتى لا يتم الحكم عليه أو إدانته! بالنسبة لخطاب الكراهية، فإن الكراهية المُركبة سياسياً للإسلام، التي خصبت اليمين المتطرف، يتمّ غرسها ورعايتها.

 

جعلت الدنمارك الرسمية والسياسية، بحكوماتها المتغيرة، لأكثر من عقدين، جعلت من العداء تجاه المسلمين ومحاربة الإسلام - ليس بالحجج والنقاش الواقعي ولكن بالحرب والقوانين الخاصة التمييزية والتحريض والانتهاكات - فضيلة مستقلة وانضباطاً سياسياً. وهكذا فإنّ الأعمال البغيضة التي يرتكبها الأفراد البائسون ضدّ المسلمين تمثل بدقة الدنمارك السياسية.

 

إن هذا يشهد على ضعف فكري هائل في أوروبا العلمانية الليبرالية، بما في ذلك الدنمارك. الإسلام والمسلمون لديهم تقاليد غنية في النقاش النقدي، لكننا لن نخضع أبداً للإهانات البغيضة! حتى إنّ لديهم الجرأة إلى دعوة المسلمين لتجاهلها عندما يتعرضون للكراهية. إن السياسة المنهجية المعادية للمسلمين التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة، بما في ذلك الحكومة الحالية، لا يمكن ولا ينبغي أن تقابل بالصمت.

 

إننا نضع المسؤولية عن الكراهية والعداء تجاه المسلمين الذي انتشر من كريستيانسبورغ إلى المجتمع الأوسع، حيث يجب أن تكون. في الوقت نفسه، نشدّد على أنّ المسلمين في أوروبا وغيرها سيظّلون عرضة للخطر طالما أننا بدون قوة دولة تمثل في الواقع قناعات وإرادة السكان المسلمين. لذلك ندعو كل مسلم للمشاركة في العمل لإقامة الخلافة في بلاد المسلمين؛ الخلافة الراشدة، التي ستقف بكل الوسائل؛ اقتصادياً ودبلوماسياً، وإذا لزم الأمر عسكرياً، حارسةً لمقدسات الإسلام.

 

 

إلياس لمرابط

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في الدنمارك

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
الدنمارك
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://www.hizb-ut-tahrir.dk/
E-Mail: info@hizb-ut-tahrir.dk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع