المكتب الإعــلامي
ولاية مصر
التاريخ الهجري | 10 من شوال 1446هـ | رقم الإصدار: 1446 / 28 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 08 نيسان/ابريل 2025 م |
بيان صحفي
الجهاد فريضة شرعية لا يُعطلها الطغاة، ولا يُشترط فيها إذن العملاء!
في ظل ما يرتكبه كيان يهود من حرب إبادة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بدعم من أمريكا والغرب وتواطؤ حكام المسلمين، ومع تصاعد الأصوات الشعبية المطالبة بتحرك جيوش المسلمين نصرة لإخوانهم، خرجت دار الإفتاء المصرية ببيان يوم الاثنين 7 نيسان/أبريل 2025م، اعتبرت فيه الدعوات إلى الجهاد والقتال ضد كيان يهود "دعوات غير مسؤولة"، وأن "إعلان الجهاد لا يكون إلا تحت راية الدولة الشرعية والقيادة السياسية"، متهمة الداعين إلى الجهاد بأنهم "يخالفون قواعد الشريعة ويهددون أمن المجتمعات"!
إننا في حزب التحرير/ ولاية مصر نستنكر هذا البيان جملة وتفصيلاً، ونؤكد على:
أولاً: الجهاد فريضة شرعية باقية إلى قيام الساعة
إن الجهاد في سبيل الله فريضة عينية في حال احتلال أي أرض من بلاد المسلمين، كما هو الحال في فلسطين، قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ﴾، وقال رسول الله ﷺ: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِغَزْوٍ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنَ النِّفَاقِ».
وهذا الحكم لا يُعطَّل تحت دعاوى "الواقعية السياسية" أو "المصلحة الوطنية"، كما زعمت دار الإفتاء، بل هو واجب شرعي يُحاسب المسلم على تركه.
ثانياً: الدولة التي تمنع الجهاد وتوالي الأعداء ليست دولة شرعية
إن اشتراط دار الإفتاء صدور قرار الجهاد من "القيادة السياسية" يكشف عن تزييف متعمد لمفهوم الشرعية. فالشرعية في الإسلام تُبنى على تحكيم شرع الله، لا على شرعية صناديق الغرب ودساتيره، أما الأنظمة القائمة في مصر وسائر بلاد المسلمين اليوم فهي أنظمة علمانية عميلة، تحارب الإسلام، وتحاصر أهله، وتوالي الأعداء، وبالتالي فهي لا تملك أي سلطة شرعية على الأمة، ولا يصح تعليق فريضة الجهاد على إذنها. قال ابن تيمية رحمه الله: "الراعي إذا لم يُقِمْ فيهم كتاب الله، وجب على المسلمين أن يغيروا عليه".
ثالثاً: فتوى دار الإفتاء تبرر التخاذل، وتشارك في الخيانة
في الوقت الذي يُقصف فيه أهل غزة، ويُقتل فيه أطفالهم ونساؤهم، ويُمنع عنهم الطعام والدواء، تخرج دار الإفتاء لتحذر من الجهاد، لا من خطر العدوان! فهل هذه هي "الحكمة" التي تأمر بها الشريعة؟! وهل أصبح الدفاع عن النفس "فوضى" بينما التحالف مع يهود وأمريكا "مصلحة شرعية"؟!
إن هذه الفتوى تُسهم في تمييع المفاهيم، وتخدير الأمة، وتبرير خيانة الحكام، تحت ستار الشريعة، وهو ما يُعدّ جريمة دينية وأخلاقية.
رابعاً: الجهاد لا يُعطَّل بحجة المآلات ولا يُقيد بإذن السلطان الفاسد
من قواعد الشريعة أن المفاسد لا تُمنع إلا بقيام الواجبات، لا بتعطيلها. فالجهاد وإن ترتبت عليه تضحيات، إلا أنه السبيل الوحيد لتحرير الأرض ودفع العدوان، أما الاستسلام والخنوع والتذرع بالواقع، فهو الذي جرّ المآسي والنكبات على الأمة منذ أكثر من قرن. قال الإمام القرطبي: "وأما من ادّعى أن العدو لا يُقاتَل حتى نتقوى ونعدّ العدة، فهذا باطل، لأن الله أمر بالجهاد على كل حال".
خامساً: إعلان الجهاد الحقيقي لا يكون إلا من خليفة المسلمين
إن الأمة الإسلامية بحاجة إلى من يوجه الجيوش، ويوحد الصفوف، ويعلن الجهاد بحق، وهذا لا يكون إلا في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، تعيد للمسلمين سلطانهم، وتحرر بلادهم. قال رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، أما أنظمة الضرار القائمة اليوم في بلاد المسلمين، فهي حامية لكيان يهود، وليست عدوة له، وهي عقبة في طريق الجهاد، وليست شرطاً له.
يا علماء الأزهر، ويا أهل الفتوى: اتقوا الله في دينكم، ولا تجعلوا علمكم سلعة في سوق البلاط، تُبتاع برضا الحكام. واعلموا أنكم مسؤولون أمام الله عن كل كلمة نطقتم بها تضلل الأمة، وتخمد صوت الحق، وتبرر خيانة الحكام وتخاذلهم عن نصرة المسلمين المستضعفين.
إنكم تعلمون أن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، وأن نصرة المظلوم واجبة، وأن التذرع بالمآلات وتقديس "ولي الأمر" الذي يحاصر غزة ويمنع الجيوش عن نصرتها هو خيانة لله ورسوله ودينه والمسلمين، وليست فقهاً ولا حكمة، فلا تكونوا ممن قال الله فيهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾، ولا تظنوا أن سكوتكم سينجيكم، أو أن حماية الحكام ستدفع عنكم العذاب، فإن الله سائلكم يوم العرض الأكبر: لماذا سكتُّم؟ ولماذا زيّفتم الدين؟ ولماذا خذلتم المسلمين؟ ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
أفيقوا قبل أن يأتي يوم "تُكَبُّون فيه على وجوهكم في النار، ويقال: هذا الذي كنتم به تكذبون"! ولا تخونوا الأمانة، ولا تبيعوا دنياكم بآخرتكم. قولوا كلمة الحق، فإن الموت قادم، والحساب آت، والله فوق كل سلطان.
يا أبناء الكنانة المخلصين: أما آن لكم أن تهبّوا هبّة الجسد الواحد؟! أما آن للدم الذي يُسفك كل يوم في غزة أن يهزّ مشاعركم؟! أين غضبتكم لنساء يُغتصبن وأطفال يُفنون تحت الركام؟! أين غيرتكم على مسرى رسولكم ﷺ يُدنّس تحت أقدام يهود؟!
إننا في حزب التحرير/ ولاية مصر نوجه إليكم نداءً من قلوب تحترق لما يحلّ بإخواننا في الأرض المباركة:
ازحفوا نحو الثكنات
طالبوا بتحريك الجيوش لا بفتح المعابر فقط
اهتفوا في وجوه قادة الجند: الجهاد... الجهاد... الجهاد
كفانا بكاءً وتضامناً شكلياً، كفانا بيانات وشعارات، لقد آن أوان الفعل، آن أوان التغيير الجذري، آن أوان الخلافة.
يا أجناد الكنانة: يا أبناء العقيدة، يا من تحملون السلاح ليس لحراسة الطغاة، بل لنصرة المستضعفين، يا من أقسمتم بالله أن تحموا بلادكم، وها هي البلاد تستباح أمام أعينكم، فما الذي يمنعكم من نصرتها؟! ما الذي يكبل دباباتكم وطائراتكم؟! إن لم تتحركوا الآن، فمتى؟!
فيا أهل الكنانة؛ شعبا وجيشا، ضباطا وجنودا: إن ساعة الخلاص قد اقتربت، وإن نصر الله آتٍ لا محالة، فكونوا أنتم أهل هذا النصر وحملة راية الحق فيه وأنصاره، واصدعوا بكلمة الحق، واعملوا معنا لإقامة حكم الله في الأرض، واجعلوا غزة شرارة الخلافة والنفير والنصر المبين، فلعل الله يتقبل منكم فيكون النصر على أيديكم، فتنالوا عز الدنيا وشرف الآخرة، وستذكرون ما نقول لكم ونفوض أمرنا إلى الله.
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb.net |
E-Mail: info@hizb.net |