المكتب الإعــلامي
ولاية مصر
التاريخ الهجري | 5 من ذي الحجة 1434هـ | رقم الإصدار: 13/27 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 10 تشرين الأول/أكتوبر 2013 م |
بيان صحفي ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾ المفتي السابق أداة رخيصة بيد الظالمين، يبرر لهم قتل المسلمين بوصفهم زورًا وبهتانًا بالخوارج!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» [رواه البخاري]، هذا هو حال المفتي السابق علي جمعة، الذي برغم ابتعاده عن منصب الإفتاء للسلاطين، إلا أنه ما زال مُصرًّا على الإفتاء لهم ليزداد إثما فوق آثامه السابقة. فالرجل لا يتورع عن الإفتاء بسفك الدم الحرام، حتى لو تطلب ذلك منه ليَّ أعناق النصوص وإنزالها على غير واقعها، ويبدو أنه غير عابئ بحمل أوزاره وأوزار الذين قتلوا الناس بفتواه ظلما وعدوانا.
ففي الفيديو الذي سربه ناشطون للكلمة التي ألقاها المفتي السابق في عدد من قيادات الجيش والشرطة، بحضور الفريق السيسي واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، قال المفتي السابق: "اضرب في المليان! وإياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج، فطوبى لمن قتلهم وقتلوه، فمن قتلهم كان أولى بالله منهم، بل إننا يجب أن نطهر مدينتنا ومصرنا من هذه الأوباش، فإنهم لا يستحقون مصريتنا، ونحن نصاب بالعار منهم ويجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب". هذا الكلام غير المسئول والممتلئ حقدا وكرها لكل من يريد إسلامًا ويقف ضد الظالمين، يجعلنا ندرك لماذا قُتل المتظاهرون بدم بارد وبهذه الأعداد الكبيرة، فقد حصل الجنود والضباط بهذه الفتوى النكراء من علي جمعة على "الكارت الأخضر" للقيام بما ارتكبوه ويرتكبونه من مجازر، وهي بالمناسبة التهمة نفسها التي اتهم بها المفتي ثوار 25/1.
لقد استُخدم الرجل في وقت سابق من قسم الشئون المعنوية في القوات المسلحة لتبرير قتل المتظاهرين وإضفاء الشرعية على هذه الجريمة، والفيديو الأخير ما هو إلا تكرار لما قاله من قبل، فالرجل قد باع دينه بعرض من الدنيا قليل، ويكذب على الله بادعائه تواتر الرؤى لتأييد القتل والسحل والحرق، وأن الله مع من يقترف ذلك، لقد فقد الرجل البقية الباقية من بصيرته بتحريضه الجنود "للضرب في المليان"، وادعائه زورًا وبهتانًا أن هذه هي "سماحة الإسلام"، و"قوة الإسلام"، و"حلاوة الإسلام"!! قال سعيد بن المسيب رحمه الله: "إذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فهو لص"، وقال يحيى بن معاذ: "إنما يذهب بهاء العلم والحكمة إذا طُلب بهما الدنيا". أفلم يتعظ المفتي ممن سبقه في سوريا وغيرها، ممن كانوا أداة بيد الظالمين ضد شعوبهم؟، فذهبوا غير مأسوف عليهم، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين.
إن العلماء الربّانيّين - وليس هذا الرجل منهم - في كلّ عصرٍ ومصرٍ لا يقفون من الأمّة والحاكم على مسافة واحدة، بل هم في صف الأمّة وأقرب إليها، وليس ذلك استرضاءً للعامّة وإيثاراً للأهواء، ولكن لأنّ الأمّة تُنتقص حقوقها في أغلب الأحوال ويعتدى على حرماتها، وتصوّب إليها سهام المظالم من كلّ باغ متنفّذ، فما بالك وحكام مصر الحاليون لا يطبقون الإسلام أصلًا!!
إن الأمر الطبيعي أن تتطلع الأمة إلى العلماء، وهم الفئة الرائدة الراشدة، لينتصروا لها ويطالبوا بحقوقها، لا أن يكونوا أدوات رخيصة بيد الظالمين يبررون لهم ظلمهم وقتلهم للأمة! فقاتل الله هذا الرجل أنّى يؤفك!!
﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الجاثية 23]
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb.net |
E-Mail: info@hizb.net |