المكتب الإعــلامي
ولاية مصر
التاريخ الهجري | 13 من ربيع الاول 1436هـ | رقم الإصدار: 01/15 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 05 كانون الثاني/يناير 2015 م |
بيان صحفي نعم نحن بحاجة لثورة دينية؛ ولكن في الاتجاه الصحيح لا كما يريدها أذناب الغرب في بلادنا
قال الرئيس عبد الفتاح السيسى في كلمته التي ألقاها صباح الخميس 1 يناير في الاحتفال بالمولد النبوي والذي نظمته وزارة الأوقاف موجها خطابه للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قائلا: (أنتم والدعاة مسئولون أمام الله عن تجديد الخطاب الديني وتصحيح صورة الإسلام، وسأحاججكم به أمام الله)، وأضاف قائلا: (أنا بقول الفكر ده إلي تم تقديسه، نصوص وأفكار تم تقديسها على مئات السنين وأصبح الخروج عليها صعب قوي لدرجة إنها بتعادي الدنيا كلها.. بتعادي الدنيا كلها، لدرجة إن الواحد وستة من عشرة مليار هيقتلوا الدنيا كلها إلي فيها سبعة مليار عشان يعيشوا همّه، لأن الأمة دي بتمُزق.. الأمة دي بتــُدمر.. الأمة دي بتضيع وضياعها بإيدينا إحنا.. إحنا اللي بنضيعها). مؤكدا حاجتنا لثورة دينية، وأن علماء الأزهر لا يمكن أن يشعروا بخطورة هذا الفكر وهم بداخله، طالبا منهم أن يخرجوا منه ليتفرجوا عليه ويقرأوه بفكر مستنير حقيقي. وبهذا الكلام الخطير الذي لَبِس فيه السيسي ثياب الواعظين يكون الرجل قد أسفر عن وجهه الحقيقي ليؤكد للجميع مقولته السابقة التي اعتُبرت حينها زلة لسان عندما قال (أن أي شيء لا يرضي الله نحن معه ونؤيده وندعمه).
يتوجه السيسي بكلامه هذا لمجموعة من علماء الأزهر ليضرب الإسلام ونصوصه الكتاب والسنة بكل صلف وكبرياء فلا ينتفض منهم أحد غضبا لدين الله ولا يتمعر وجه أحدهم ولو للحظة واحدة، بل أكثر من ذلك تراهم يصفقون له بحرارة كأنهم يلعبون، والأنكى من ذلك ما صرح به وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة في اليوم الثاني للاحتفالية عندما قال: (إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإجراء تجديد للخطاب الديني هي موضع اهتمام واعتبار كبير، سواء من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أو من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية)، مشيرا إلى أن كل المؤسسات الدينية تلقت هذه التوجيهات بشيء كبير من الاهتمام.
ومما لا شك فيه أن السيسي لم يأت بجديد؛ فما تحدث به في تلك الاحتفالية هو ما ظل الغرب يردده لعشرات السنين ويحلم به ويجيش له الجيوش من أبواقه الذين سماهم بالمفكرين في بلادنا ومن السياسيين العملاء الذين نصبهم على رقابنا بعد أن هدم دولة الخلافة الإسلامية، ليجعلوا من أمة الإسلام قطيعا من النعاج يساق إلى حتفه فرحا مسرورا، وليقوموا بتطويع الإسلام ليتفق مع فكرة فصل الدين عن الدولة والسياسة والحكم بل وعن الحياة كلها، ليحشروه في الزاوية أو المسجد كما فعلوا بالنصرانية من قبل، وشتان ما بين النصرانية والإسلام، فالإسلام دين شامل كامل وهو عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام ينظم كل شئون الحياة.
ولأن الإسلام أقوى من كل هؤلاء ومعهم كل شياطين الدنيا من الإنس والجن، فلم ولن تفلح كل مؤامراتهم في النيل من عظمة هذا الدين وتمسك الأمة به وعضها عليه بالنواجذ، برغم أن هؤلاء تسلطوا على رقاب الأمة في الحكم والسياسة لعقود طويلة، وهم من سهر على تحريف المناهج الدراسية وحاولوا تضليل الأمة وطمس هويتها، وأنفقوا المليارات ليصدوا عن سبيل الله، ولكنها كانت عليهم حسرة وعما قليل سيغلبون بإذن الله، إذ الأمة تستعيد زمام أمرها وتعقد العزم على وضع إسلامها موضع التطبيق ليبور مكر أولئك ومن خلفهم، ﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾.
وما كان لرجل من هذه الأمة أن يرى الأمور بهذا الشكل الفج المقلوب، وكأنه لا يرى تكالب الغرب الكافر على الأمة وذبحه لها من الوريد إلى الوريد في فلسطين والعراق وأفغانستان وبورما وكشمير ومن قبل في البوسنة وألبانيا، ومن قبل إبادة المسلمين في الأندلس ومحاكم التفتيش، فهل الأمة أيها الرئيس هي من تريد قتل الدنيا كلها أم إنها هي من تتعرض للقتل وحملات الإبادة والتشويه على يد تحالف صليبي جعل من التنكيل بالأمة الإسلامية هدفا له ومن القضاء على الإسلام حلماً ومبتغى؟! وهل الأمة الإسلامية هي من تسببت في قتل ملايين البشر في حربين عالميتين أتتا على الأخضر واليابس، أم هي الرأسمالية الجشعة ودولها التي لم يشبع حقدها من دماء المسلمين.
إن الإسلام والمسلمين لا يعادون الدنيا بأكملها، بل هم حملة رسالة رحمة للعالمين، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ﴾، يريدون إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن جور الرأسمالية العفنة إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.
ربما الأمر الوحيد الذي أصاب فيه الرئيس السيسي قوله أننا بحاجة لثورة دينية، ولكنها ثورة يجب أن تكون في الاتجاه الصحيح، لا كما يريدها هو وأذناب الغرب في بلادنا لتدجين الإسلام وتحريف نصوصه لما يرضي الغرب، هي ثورة تنقي الإسلام مما علق به من مفاهيم مغلوطة كفصل الدين عن الدولة، والوطنية النتنة والقومية البغيضة، ثورة تخلصنا من تسلط البعض على الإسلام تحت مسمى رجال الدين الكهنوتي الذين لا عمل لهم سوى التطبيل والتصفيق للحاكم وتحريف الكلم عن مواضعه تحت مسمى تجديد الخطاب الديني.
إن المستقبل القريب إنما هو لهذا الدين العظيم؛ فهو وحده الملاذ لكل المقهورين في العالم الذين تسلط عليهم سيف الرأسمالية الجشعة ليجعل منهم تروساً في آلته الجهنمية التي تطحن الناس طحنا لتصب في صالح فئة قليلة من المنتفعين والمرتزقة وأصحاب رؤوس الأموال، وإنها لأيام قليلة بإذن الله وتسطع شمس الخلافة الراشدة على منهاج النبوة من جديد لتملأ الدنيا قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا، وإن غدا لناظره قريب.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb.net |
E-Mail: info@hizb.net |