بيان صحفي

الأزهر يبتعد بالجيوش عن دورها في تحرير فلسطين واقتلاع الكيان الذي يدنس المقدسات

قالت اليوم السابع السبت 2023/6/24م، إن الأزهر الشريف أعلن رفضه بشدة قيام الكيان الصهيوني الإرهابي المحتل بتمزيق نسخ من المصحف الشريف وحرقها، في جنوب نابلس بفلسطين، والاعتداء على الفلسطينيين الأبرياء في قرى فلسطينية عدة في الضفة الغربية، وسرقة ممتلكاتهم، ولا يُستغرب صدور هذه الجرائم من هذا الكيان المستعمر الغاشم، وأكّد الأزهر أن استمرار هذا الكيان المغتصب للشعوب والأوطان والأرض في ارتكاب جرائمه تحت مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وعجز العالم كله عن ردعه وفضح جرائمه وسلوكه الدموي ووقفه عند حده؛ هو تواطؤٌ غير مبرَّر، وجريمة في حق الإنسانية، ويشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي ولكل الأعراف والمواثيق التي تنص على احترام المقدسات الدينية وتضمن حرية العبادة، وأكّد الأزهر أنه قد حان الوقت لاتخاذ موقف عربي وإسلامي جاد وموحَّد تجاه هذا الكيان الإرهابي الذي ارتكب - ولا يزال - أبشع الجرائم في حق إخوتنا الفلسطينيين، وضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وملزمة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.

لم يخرج كلام الأزهر عن موقفه السابق ولا عن موقف النظام المصري من مخاطبة المجتمع الدولي الداعم لكيان يهود والذي لن يتحرك قطعا ضده ولن ينتصر لمقدسات الإسلام، وفوق هذا فهو يطالب باتخاذ موقف عربي وإسلامي جاد من أجل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس أي في إطار حل الدولتين نفسه الذي تطرحه أمريكا ويتبناه بالتبعية النظام المصري، وفي دعوة لتكريس تقسيم الأمة إلى دويلات مبتعدا عن الخطاب الواجب على علماء الأمة وشيوخها، ودون أي ذكر للحل الجذري والحقيقي لقضية فلسطين والرد الواجب تجاه أي انتهاك لحرمات الإسلام أو اعتداء وتدنيس لمقدساته.

إن أرض فلسطين هي أرض خراجية ملك لكل الأمة ولا يجوز لأحد التنازل عنها كائنا من كان، وقضية فلسطين ليست قضية أهل فلسطين وحدهم، بل هي قضية كل الأمة، وتحريرها واجب على كل الأمة وخاصة ما تسمى بدول الطوق. إن ما أقدم عليه يهود من تمزيق نسخ من المصحف الشريف وحرقها، والاعتداء على أهل فلسطين في الضفة الغربية، وسرقة ممتلكاتهم، يتطلب من الأمة إجراء واحدا وهو تحريك الجيوش لتحرير كامل فلسطين واقتلاع هذا الكيان المسخ من جذوره، وأي إجراء غير هذا هو خيانة لله ورسوله ولقضية فلسطين.

أيها العلماء والشيوخ في الأمة عامة وفي مصر والأزهر خاصة: إن واجبكم هو خطاب الأمة وجيوشها نحو ما يجب عليها من إزالة الحدود التي تفصل بينها، والأنظمة التي تحكمها بغير الإسلام، وتطبيق الإسلام كاملا شاملا في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، الدولة التي تجيش الجيوش لتحرير كل ما اغتُصب من أرض الأمة وتنتصر للمستضعفين، حينها لن يجرؤ مجترئ على التطاول على الأمة ومقدساتها.

أيها الضباط والجنود في جيوش الأمة عامة وجيش مصر خاصة: إن واجبكم ليس حماية كيان يهود ولا هذه الأنظمة العميلة التي تحكمكم، بل إن واجبكم هو حماية الأمة ومقدساتها وتطبيق أحكام دينها في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فقوموا بما أوجبه الله عليكم وأعيدوا للأمة سيادتها وسلطانها ليرضى الله عنكم ويكتبكم مع الصادقين وتعود لكم عزتكم المفقودة من جديد.

﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر