بيان صحفي

في الوقت الذي يقصف فيه يهود الآمنين في غزة هاشم

يعقد الحكام مؤتمر سلام في قاهرة المعز والشعوب تنتفض وجيوش المسلمين في سبات!!

بينما يُقصف أهلنا في غزة وتسفك دماؤهم وتنتهك حرماتهم، والشعوب الإسلامية، وحتى غير الإسلامية، تنتفض في عواصم البلاد الإسلامية والعالمية، غضباً لمصاب أهل الأرض المباركة فلسطين، يتسابق بيادق الغرب من حكامنا العملاء لمسح سوأة الغرب متآمرين معه على الأمة لتضييع دماء الشهداء وأنات الجرحى وصرخات الثكالى والأرامل، يتسابقون إلى قمة عار جديدة لحفظ مصالح أمريكا وتأبيد كيان يهود كالخنجر في خاصرة أمتنا، فيستضيف القمة حاكمُ مصر في عاصمة أشباحه، ليست قمة لوضع خطة حرب تحرير الأقصى ولا نصرة أهلنا في غزة بل قمة للتآمر عليهم وعلى الأمة وتصفية القضية حسب الرؤية الأمريكية وبما يخدم مصالحها وكيفية استغلال دماء الشهداء وانتفاضة الشعوب في التمكين لدولة يهود؛ القاعدة العسكرية الأمريكية في قلب بلاد المسلمين.

نعم فالحكام لا تعنيهم قضية فلسطين بل تعنيهم العروش المهترئة والكراسي المعوجة وما يصاحبها من ملك وجاه وسلطان، بل هم أنفسهم أكبر درع يحمي كيان يهود، والأمة أصبحت تعلم واقعهم وتعلم أنهم منفصلون عنها تماما، ولكن أين جيوش الأمة؟! أين جيش الكنانة الذي كان درعا للأمة وقاهرا لأعدائها؟! أين هذا الجيش الذي قاده صلاح الدين وحرر به الأقصى وقهر به الصليبيين؟! أين هذا الجيش الذي قاده قطز وقهر به التتار فأوقف زحفهم وقاده من بعده فشتتوا شملهم؟! هل حقا أصبح قادته جنرالات المال كما يسمونهم؟! ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾.

فإن كان ما زال هؤلاء الجنود فرسانا حقيقيين، فكيف يصمت أحفاد صلاح الدين والأقصى يدنسه يهود؟! كيف يصمت أحفاد صلاح الدين وميراثه مغتصب ومحاصر وأسير مهان؟! كيف يصمت أحفاد قاهر التتار وتتار هذا العصر يتكالبون على أمة الإسلام، يستأصلون شأفتها ويذبحون شبابها الرجال؟! أين حفظكم لميراث عمرو بن العاص وصلاح الدين وقطز؟! والله إن صمتكم جريمة وسكوتكم على جرم هؤلاء الحكام وتآمرهم على الأمة جريمة أكبر، فقد علمتم أن هؤلاء أحفاد الفراعنة الذين أغرقهم الله بذنوبهم وسيبعثهم الله يوم القيامة وجوههم مسودة ويكبّهم في نار جهنم، فهل تختارون أن يكون مصيركم كمصيرهم وأنتم المؤمنون الصالحون لسكوتكم عنهم؟!

أيها الضباط والجنود، يا أصحاب الرتب والنياشين: علام صمتكم والأمة تذبح أمامكم؟! ألم تهزّكم مناظر الدماء التي تسيل والدور التي تهدم فوق ساكنيها، بل حتى المستشفيات والمساجد لم تسلم منهم؟! فعلام صمتكم؟! هل أعمتكم المناصب والرواتب والرتب؟ هل أغرتكم دنيا هذا النظام وما يمنحكم من مميزات واستثمارات؟! والله إنها لزائلة ولن ينالكم منها إلا ما لبستم فأبليتم أو أكلتم فأفنيتم، ووالله إنه كله سحت يجرّكم جرّاً إلى جهنم، وإن ما عند الله خير وأبقى في الدنيا والآخرة.

أيها الضباط والجنود، يا أصحاب الرتب والنياشين: إن الخطب جلل والصمت عليه جريمة، وأكبر جريمة تلحقكم هي قمة التآمر التي تعقد برعاية رأس النظام الذي حكمكم في عاصمته ذات الأسوار، مؤامرة جديدة تحاك على أرضكم وبحمايتكم لتصفية قضية فلسطين وتأبيد كيان يهود في بلادنا للأبد، قمة تآمر تعقد على دماء الشهداء وأشلاء جثثهم، قمة تُغضب الله عز وجل، فأين أنتم من الانتفاض لما يغضب الله وإزالته؟!

أيها المخلصون في جيش الكنانة: إن حكامكم ليسوا آلهة ولا قداسة لهم ولا شرعية لحكمهم ولا تجب لهم طاعة في أعناقكم ولا في أعناق أمتكم، بل يجب أن تكون طاعتكم لله ورسوله ودينه، ويجب أن تكون غايتكم ومهمتكم حفظ هذا الدين ودولته ومقدساته؛ هذا الدين الذي ضيعه وحاربه حكامكم، ودولته التي قسمها الغرب ووضع عليها هؤلاء الرويبضات ليكونوا وكلاء عنه في حكمكم، وهذه المقدسات التي يدنسها يهود، فأين هي مهماتكم وأين حفظكم لها وأين دفاعكم عنها؟ وبأي جواب ستجيبون ربكم عندما يسألكم عنها؟ وبأي وجه تلقون به رسول الله ﷺ عندما يحاجيكم عن تلك الدماء التي تسيل والحرمات التي تنتهك والأعراض التي تنتقض والمقدسات التي تدنس؟!

يا أجناد الكنانة، يا خير أجناد: إن الخيرية فيكم ترتبط بطاعتكم لله وتنفيذكم لأوامره، لا طاعتكم لهؤلاء الحكام العملاء الذين يعصون الله ويحاربون دينه ويحولون دون تطبيقه، وإن أرض فلسطين التي يتفاوضون عليها ويمكنون اليهود منها ويحافظون على وجودهم عليها هي أرض خراجية ملك لكل الأمة، ووجوب تحريرها يقع على الأمة كلها، وأوجب ما يكون عليكم أنتم يا جند الكنانة، إن خياركم الوحيد هو التخلي عن هؤلاء الحكام والانحياز لأمتكم نصرةً لها ولمشروعها الحضاري بإقامة دولة الإسلام التي ترضي الله عز وجل وتعلي دينه وشرعه وتضعه موضع التطبيق، والتي تجمع القادة وتجيش الجيوش، لا للتفاوض على تسليم أرض الإسلام، وإنما لتحرير كامل أرض الإسلام والانتصار للمستضعفين في كل مكان.

يا أجناد الكنانة، يا خير أجناد: من يستجيب للمستغيثين المستجيرين غيركم ومن ينصرهم أولى منكم، وأنتم خير أجناد؟! أين نخوتكم وعزتكم وغضبكم لله؟! من للإسلام إن لم يكن أنتم؟! ومن ينصره غيركم؟! ألا فلتعلموا أن واجبكم الآن هو تفويت الفرصة على هؤلاء المتآمرين وإفشال تآمرهم بنصرة صادقة للمخلصين من أبناء الأمة شباب حزب التحرير العاملين لإقامة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة من جديد، دولة تقودكم بالإسلام وتجعل أرزاقكم حلالاً صفواً لا سحت فيه، وتقودكم لرضا الله عز وجل نصرةً للمستضعفين والثكالى والأرامل وتحريراً لأرض الإسلام كلها كاملة من جديد، فاستجيبوا لله وللرسول وأعيدوا للإسلام دولته وسلطانه من جديد عسى الله أن يغفر لكم ما قد سلف ويفتح على أيديكم فتفوزوا فوزا عظيما، وستذكرون ما نقول لكم ونفوض أمرنا إلى الله والله بصير بالعباد.

﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر