قامت قناة "أمروب فيست"، وهي عبارة عن قناة محلية في جنوب هولندا، ببث فيديو مغرض بعد أن عرضت صورة لشخص مجهول قام بالتلويح بعلم إسلامي في ملعب لكرة القدم في مدينة لاهاي، وقد استشارت القناة المذكورة المستشرق الهولندي موريتس بيرخر للتعليق على هذه الصورة، فقال: "من الممكن أن أكون مخطئا ولكنني أظن أن هذه الصورة تعود لحزب التحرير".

كان من المفروض أن تقوم قناة "أمروب فيست" بالاتصال بنا للتأكد إن كانت تلك الصورة تعود لحزب التحرير أم لا، فواجب الإعلام النزيه الذي يتحلى بالمصداقية والذي يعمل على كسب ثقة الناس أن يسمح لأكثر من طرف أن يعلق على أي حدث، فمن واجب الإعلام أن يعطي الجمهور أخبارا صحيحة موثوقة، والقناة المذكورة اتصلت بفلان وعلان ولم تتصل بحزب التحرير، ولو أنهم اتصلوا بنا، وهذا أمر سهل ميسور، لأدركوا أن تلك الصورة لا علاقة لها أبدًا بحزب التحرير. إلا أن وسائل الإعلام هذه والتي تدعي النزاهة والموضوعية سرعان ما تدوس على قيمها ومبادئها بأرجلها.

إلا أنه من المحتمل أن قناة "أمروب فيست" لا ترغب ببث أخبار صحيحة وذلك من أجل تبرير وتقوية الأخبار التي روج لها من قبل حزب الحرية حول قضية مزعومة قديمة متعلقة بحي في لاهاي أطلق عليه حي الشريعة، وهذه طبعا أخبار قديمة يعمل البعض على إثارتها بين الحين والآخر وذلك من أجل إثارة المشاعر المناهضة للإسلام في تلك المنطقة، وسواء كان الأمر صدفة أم لا، فإن هذا البث يساهم في تشويه الإسلام. فالتلاعب بالأخبار وعرض صورة بسيطة بريئة لشخص مجهول يلوح بعلم بهذه الطريقة من شأنه أن يبث الخوف في قلوب الكثير من المشاهدين. وهذا ما حصل بالفعل، فقد عبر الكثيرون عن خوفهم واشمئزازهم من تلك الصورة بالقول: "إن المتطرفين يعملون على تطبيق الشريعة في هولندا، أو أن المقصود من الصورة هو إثارة الهولنديين".

والآن، ما هو الموضوع الذي نتكلم عنه؟ عَلَم! فهل كل هذا الخوف من علم؟ أم لأن هذا العلم رمز للإسلام؟ حسنا، لا تخافوا من هذا العلم، فالأعلام الغربية التي تمثل الرأسمالية والتي تعلق على السفارات الغربية في بلاد المسلمين من أجل استعمارها وسرقة ثرواتها هي الأعلام التي يجب على البشرية أن تخشاها، الأعلام الغربية التي ترفع على الثكنات العسكرية في بلاد المسلمين والتي غزت وذبحت النساء والأطفال تحت ستار تحقيق السلام والديمقراطية هي التي يُخشى منها.

وأثناء بث ذلك الفيديو قيل أيضا أن حزب التحرير والمتطرفين يشعرون بالقلق إزاء ما يحصل للمسلمين في سوريا. نعم، هذا صحيح، فنحن قلقون جدا على وضع ومصير أهلنا في سوريا وفي غير سوريا من بلاد المسلمين الذين يُعتدى عليهم من قبل الدول الغربية أو من قبل عملائهم الذين يعملون على تنفيذ الأجندة الغربية، نعم، فنحن نؤيد مقاومة أهلنا في سوريا لعميل أمريكا بشار. ومهما حاول البعض أن يصنفوا المسلمين على أنهم ليبراليون ومعتدلون أو متطرفون فإنه لن ينجح. فالحرب في سوريا هي حرب الأمة الإسلامية كلها، والأمة كلها تقف وتدعم مقاومة أهلنا في سوريا، وإذا أخذنا مصطلحات الغرب بعين الاعتبار فإن الأمة كلها متطرفة.

 

 

ملاحظة 1:

لقد أثارت قناة "أمروب فيست" الكثير من الأسئلة حول العلم المثير للجدل

 

 

ملاحظة 2:

حزب التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام. وعمله محصور بالطريق الفكري والسياسي من أجل استئناف الحياة الإسلامية، ولذلك يعمل الحزب لإقامة دولة الإسلام في بلاد المسلمين، أي دولة الخلافة الإسلامية، والتي ستعمل على تطبيق الإسلام في الحياة والدولة والمجتمع.

حزب التحرير لا يعمل على تغيير القوانين في هولندا، ولا يعمل لتغيير القوانين في أيٍّ من الدول الغربية. علاوة على ذلك، فلو كان حزب التحرير يسعى لتغيير القوانين والدستور في هولندا، فإنه سيعلن ذلك بكل وضوح دون خوف من أحد ولا وجل، كما أعلن الحزب ذلك في البلاد التي يعمل فيها مثل مصر وسوريا وباكستان وغيرها من بلاد المسلمين. فالمسألة هنا ليست مسألة تكتيك أو خوف، إنما المسألة هي مسألة واقع يسعى الحزب لإيجاد دولة الإسلام فيه وهو ما لا يتحقق في أي من الدول الغربية.

 

أوكاي بالا
عضو ممثل لحزب التحرير هولندا