قام أحد أعضاء تنظيم الدولة في مدينة أنتفيربن البلجيكية ويدعى عبد الله نعماني والبالغ من العمر 20 سنة، قام بتوجيه تهديد للشعب البلجيكي، إلا أن هذا التهديد جاء على لسان الخبير في شؤون الجهاديين منتصر يوسف علي الدعمة، الذي أفاد بأن النعماني قد أبلغه بهذا التهديد، وبحسب الدعمة فإن التهديد يشمل المكتبات والمدارس والمستشفيات والمحلات التجارية ودور السينما، وأبلغه أن لا مجال للحديث الآن، لقد فات الأوان، وأن الأيام القادمة أو الأسابيع أو الأشهر أو السنين القادمة ستشهد أعمالا ستقض مضاجعكم في الشوارع وفي بيوتكم وحتى في غرف نومكم، وإن الأخوة في التنظيم سيعملون كل ما في وسعهم لإرهاب الكفار وهم على وشك الوصول إلى أوروبا.

إن الدعوة لقتل الأبرياء من الناس هي دعوةٌ مستغربةٌ يحرمها الإسلام تحريماً مغلظاً، وإن المرء ليتساءل عن الأسباب التي جعلت منتصر الدعمة يذكر أن النعماني كان يتكلم باسم جماعةٍ مثل تنظيم الدولة؟ فهناك احتمالٌ بسيطٌ جداً أن يكون هناك شخصٌ ما في بلجيكا يتكلم باسم جماعةٍ ما كتنظيم الدولة، وقد حصلت حالاتٌ مشابهةٌ سابقاً تبين فيما بعد أن من يقوم بها شابٌ متحمسٌ ليس إلا، وحتى لو تكلم هذا الشخص حقيقة باسم تنظيم الدولة وقام بالتهديد، وهذا بلا شك أسلوب تنظيم الدولة وهو يهدف إلى إثارة الرعب والخوف في قلوب الناس، فهل سُيؤخَذ هذا التهديد من قبل المسؤولين بشكلٍ جديٍ؟

هل ستتعامل الحكومة البلجيكية مع هذا التهديد بشكلٍ جديٍ مع أن هذا التهديد وغيره لا يعني أنه تهديدٌ حقيقيٌ، ومقصده الإثارة فقط، فالراجح أن الهدف من وراء هذا التهديد هو مجرد إثارة الرعب بين الناس، ولذلك فإن قيام الحكومة بتحديد مستوى التهديد وتأثيره على المجتمع ورفع مستوى التأهب بناء على أخبار غير مؤكدة ليس من الحكمة في شيء.

إن التهديد بمهاجمة المرافق الحيوية في بلجيكا إن وقع، فإن من نتائجه الحتمية إثارة الرعب بين الناس وتغذية أجواء الكراهية بين المسلمين وغير المسلمين، وتوتر العلاقة بينهم، لذلك لم يكن من الحكمة أن يتم الإعلان عن تهديد تنظيم الدولة بشكل علني، وليس من الحكمة صب الزيت على النار، الأمر الذي سيؤدي إلى تعزيز السياسة الغربية المعادية للإسلام والترويج لتنظيم الدولة.

وأخيرا فإن تهديدات تنظيم الدولة، بالإضافة إلى استغلال هذه التهديدات من قبل وسائل الإعلام الغربية، فإن هذا سينعكس سلبياً على الجالية المسلمة في هذا البلد وهي من سيدفع الثمن.

أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا