الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
هولندا

التاريخ الهجري    3 من صـفر الخير 1437هـ رقم الإصدار: 01/1437
التاريخ الميلادي     الأحد, 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 م

 

بيان صحفي

الاعتداء على فرنسا وأثره على المسلمين

 

 

 

صدمتنا أخبار الاعتداء على مدنيين فرنسيين في العاصمة باريس قبل أيام قليلة، وقد أسفر الاعتداء حتى هذه اللحظة عن مقتل 128 مدنياً ومئات الجرحى، وبعد وقوع الاعتداء مباشرةً وُجهت التهم لأفراد مسلمين من شمال إفريقيا قيل إنهم ينتمون لتنظيم الدولة، أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فقد صرح أن "فرنسا في حالة حرب"، بينما اعتبر آخرون أن ما جرى هو بدايةٌ لحربٍ عالميةٍ ثالثةٍ، والأيام القادمة ستثبت لنا جدية ما يصرحون به، إلا أن الحقيقة القطعية تنبئ أن ما حدث سيكون له تأثيرٌ سلبيٌ وكبيرٌ على المسلمين عامة وعلى الذين يعيشون في ديار الغرب خاصة، أما رئيس وزراء هولندا روتي فقد لحق بالركب وقال إن هولندا أيضا في "حالة حرب"، وإن الحكومة الهولندية ستتخذ الكثير من الإجراءات "المرئية وغير المرئية" في الأيام القادمة، وأما على المستوى الشعبي فقد كانت هناك محاولةٌ لحرق مسجدٍ في هولندا في الليلة نفسها التي وقعت فيها أحداث باريس.

 

وقبل أن تجف دماء الضحايا قامت السلطات الفرنسية بالطلب من الجالية المسلمة أن تعبر صراحة عن رفضها للإرهاب والعنف، مع أنهم عادة ما يوجهون اللوم إلى المسلمين وإلى أعداد المسلمين الكبيرة في المدن الفرنسية الكبرى ويعتبرونهم مصدر أغلب المشاكل، واليوم وعلى الرغم من وقوع ضحايا من المسلمين في هذه المناطق، إلا أن السلطات تتحدث بالطريقة التي تناسبها وكأن ضحايا الاعتداء في تلك الأماكن هم فرنسيون فقط دون الإشارة إلى الضحايا المسلمين، وهم بهذه الطريقة يعطون تصورا حول نظرتهم إلى الإسلام والمسلمين في هذا الأمر.

 

أما الأمر المثير للاستهجان فهو رغبة السلطات الفرنسية في قيام المسلمين بإظهار تعاطفهم مع الضحايا وعائلاتهم، مع أنهم هم لا يظهرون أي تعاطف مع أي إنسان سوى الإنسان الغربي، وخلال الأشهر القليلة الماضية كان هناك اعتداء على تركيا وسوريا، وقبل أيام قليلة كان هناك اعتداء في لبنان، ولم نرَ أية مظاهرة أو أي دعم للضحايا لا من الحكومات الغربية ولا حتى من الشعوب!

 

وعندما نظهر تعاطفنا مع الأبرياء من المدنيين، غير الغربيين، الذين هم بشكل مباشر أو غير مباشر ضحايا العمليات العسكرية الغربية في بلاد المسلمين مثل إفريقيا وسوريا والعراق وغيرها من بلاد المسلمين، وعندما نتكلم ضد الاستعمار الغربي لبلاد المسلمين فإنهم يعتبروننا راديكاليين ومتشددين نهدد الطريقة الغربية في العيش، لذلك فإنهم يطالبوننا بالتضامن فقط عندما يكون الضحايا منهم لا من غيرهم، وهذه قمة الأنانية، وقد رأينا هذه الأنانية رأي العين على الفيسبوك، حيث قامت إدارة الفيسبوك بتشجيع الناس على إظهار تعاطفهم مع فرنسا وذلك من خلال إتاحة الفرصة لمستخدمي الفيسبوك أن يلونوا صورهم بألوان العلم الفرنسي.

 

إن المُطَالَب بإظهار التعاطف هم الأكثرية الغربية في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية وليس الأقلية المسلمة، فهم سبب مآسي المسلمين، ومع ذلك فهل سيرضى الساسة الغربيون ببيئة الكراهية التي صنعت ومن ثم القيام بردة الفعل ضد الأقلية المسلمة مع ما يلحق ذلك من تبعات؟ أم أن ردة الفعل ستكون عقلانية بحيث لا يعمم ما قام به بعض الأفراد على الأقلية المسلمة وحمايتها من العدوان والظلم؟

 

إن ما ينتظر المسلمين في أوروبا سيكون أشد من سياسة التذويب التي انتهجتها الحكومات الغربية منذ زمن بعيد، وستعمد الحكومات الغربية إلى تشديد الإجراءات بحق المسلمين، وفي ظل هذه الأجواء المشحونة ستزداد وتيرة الاعتداءات على المسلمين، لذلك فإنه من الضروري أن تبقى أبواب الحوار بين المسلمين وغير المسلمين مفتوحة، ولكن دون مطالبة الأقلية المسلمة بالذوبان والعيش بحسب الثقافة الغربية المهيمنة على المجتمعات الغربية، وعندها لا بد من الحديث عن السياسة الداخلية والخارجية الظالمة التي تقوم بها الدول الغربية، ومع ثقتنا أن الجالية المسلمة تستمد قوتها من إيمانها العميق، وأنها لن تتنازل عن دينها، ومع ذلك فإنه يتوجب عليها أن تكون حذرة من محاولات الحكومة لزعزعة إيمانها من خلال أشخاص تقدمهم على أنهم يمثلون الأقلية المسلمة فيعمدون إلى تبرير سياسات الحكومة.

 

وهذا ما يجب رفضه ومقاومته فكريا ودينيا، ولا بد أيضا من رفض محاولات البعض المستميتة "لإصلاح" الإسلام ليجعلوا منه إسلاما أوروبيا بعد تجريده من مفاهيمه السياسية.

هذه مجرد نصيحة نسديها إلى الجالية المسلمة، ولا شك عندنا أن الجالية المسلمة ستتتمسك بهويتها أكثر من ذي قبل في هذه اللحظات الحرجة، فكلما تعرض المسلم للظلم زاد تمسكاً بعقيدته.

 

 

أوكاي بالا

 

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

 

 

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
هولندا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0031 (0) 611860521
www.hizb-ut-tahrir.nl
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع