الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
هولندا

التاريخ الهجري    1 من ربيع الثاني 1437هـ رقم الإصدار: 04/1437
التاريخ الميلادي     الإثنين, 11 كانون الثاني/يناير 2016 م

   بيان صحفي

 تعليقا على أحداث كولونيا: ما الذي يجري بالضبط؟

 

ما زالت قصة التحرش الجنسي بنساء ألمانيات ليلة رأس السنة تتفاعل، فقد تم استغلالها إعلاميا وسياسيا، وكان من المُتوقع أن يحصل هذا، وبالنسبة للسياسيين في أوروبا فقد كانت هذه الحادثة بمثابة هدية من السماء لهم، فقد تم توجيه الاتهام مباشرة إلى ما يقرب من ألف لاجئ مسلم قيل عنهم إنهم ذوو ملامح شمال أفريقية، وقد علق على هذه الحادثة نائب رئيس الوزراء الهولندي لودفايك آسخر المشهور بتأجيج الرأي العام فقال: "إن الذين قاموا بهذا العمل وهم من شمال أفريقيا ينبغي ملاحقتهم قضائيا ومن ثم إنزال العقوبة الشديدة بهم"، ومعلوم أن تصريحه هذا لا يختلف عن تصريحات النائب في البرلمان الهولندي خيرت فيلدرز المعروف بمواقفه العدائية من الإسلام، والتي لا يُقصد منها إلا تأجيج الرأي العام وتقديم صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين للناس، وما قام به اللاجئون، بحسب هؤلاء السياسيين، لَيُؤكد هذه الحقيقة، إذن هكذا بدأ السياسيون في أوروبا عامهم الجديد، ما يوحي أن العام الحالي سيكون أصعب بالنسبة للمسلمين أكثر من العام المنصرم.

 

أما رئيس الوزاء الهولندي مارك روتي فقد تكلم عن حادثة التحرش ووجه تحذيرا للاجئين بقوله: "إن مَن يأتي إلى هذا البلد عليه أن يكيف نفسه وفق مثلنا وقيمنا؛ وهذه المثل والقيم ستبقى كما هي دون تغيير ولن نساوم عليها"، ومع أن التهمة لم تثبت على اللاجئين بعد، إلا أن روتي يعمل على إثارة الخوف الكامن أصلا في صدور الكثير من الهولنديين، ومع ذلك فقد بدأت الحقائق بالظهور شيئا فشيئا، فقد تبين أن عدد الذين قاموا بعملية التحرش ليس ألفاً من المسلمين كما روجت وسائل الإعلام والسياسيون، بل تسعة جزائريين وثمانية مغاربة وخمسة إيرانيين وأربعة سوريين وعراقي وصربي وأمريكي وألمانيان اثنان، وعدد اللاجئين ضمن مجموعة المعتدين هو ثماني عشرة لاجئاً فقط، وطالما أنه تم تحديد هوياتهم فإنه ينبغي تقديمهم للقضاء لِما قاموا به ومحاكمتهم، لا أن توجه لهم أصابع الاتهام لكونهم أتوا من بلاد معينة أو لأنهم يدينون بدين معين!

 

وعندما يتكلم روتي حول القيم في هولندا وأنها لا تخضع للمساومة ولا للحلول الوسطى، فإنه يعطي انطباعا أن اللاجئين سيعملون على تغيير هذه القيم، ولهذا فإنهم يشكلون خطرا على المجتمع الهولندي، وهذا افتراض خاطئ لا أساس له من الصحة، وهو بهذا إنما يعمل على شحن الناس وتأليبهم ضد هؤلاء اللاجئين، فاللاجئون إنما تركوا بلادهم وتركوا كل شيء وراءهم وجاؤوا إلى هذا البلد وغيره بحثا عن حياة أفضل علهم يجدون فيها الأمن والأمان، وهم لا يتكلمون لغة البلد، فكيف يعملون على تغيير قيم ومُثُل هذا البلد؟!

 

ثم إن روتي يدعي أن هؤلاء اللاجئين يحملون قيما معينة، ألا وهي قيم الإسلام، وهذه القيم هي التي تسمح لهم أن يسلكوا سلوكيات غير لائقة، فهو إذن يتهم الإسلام علانية أنه هو سبب تلك الأحداث، مع أن الكل يعرف ويقر أن الأحكام الشرعية المتعلقة بعلاقة الرجل بالمرأة تحرم مثل هذه السلوكيات الخاطئة، وقد حصرت الأحكام الشرعية إشباع الميل الجنسي في الزواج وملك اليمين فقط، ولو كان هؤلاء الذين قاموا بالتحرش بالنساء ملتزمين بأحكام الإسلام لما وجدوا أصلا في ذلك المكان في تلك الليلة، هذا عدا عن تحريم الإسلام للخمر وعدا عن أحكام الإسلام التي تحدد كيفية التعامل مع المرأة.

 

لقد تم في الأيام الماضية إصدار الكثير من المنشورات وإذاعة الكثير من البرامج التلفزيونية حول الحادث المذكور، وقد قام مَن يُسمّون بالخبراء بالحديث ليس فقط عن حادثة التحرش، بل تم حرف ذلك إلى الحديث عن الإسلام وخطره، وإزاء ذلك تراهم يتحدثون عن ظهور ثورة في أوروبا ضد الأسلمة، لأنهم يدعون أن طبيعة أحكام الإسلام، والتي تعتبر المرأة شيئا وضيعا، هي السبب وراء مثل هذا الحادث، حتى أصبحت هذه الأفكار الاستقطابية الأكثر شيوعا بين الناس، وفي قابل الأيام سنسمع عن رفع شعارات مثل "حماية المرأة الشقراء" أكثر فأكثر.

 

إن الدعوة إلى حماية المرأة يجب أن تكون للنساء عامة بغض النظر عن أصلهن ودينهن، وليس للشقراوات فقط، فينبغي لكل النساء أن يشعرن أن حياتهن آمنة، وأما اعتبار البعض أن الإسلام هو مصدر وسبب ظلم المرأة، فهذا تحيز ضد الإسلام ومحاولة لإظهار الإسلام على أنه دين شر وظلم، وفوق هذا وذاك فهو اعتبار خاطئ، ولو أردنا الحديث عن ظلم المرأة واضطهادها بشكل جدي، فإنه يتوجب علينا أولا أن نشير إلى الأسباب الرئيسية وراء الظلم الذي يقع على المرأة في المجتمعات الغربية حيث تسود القيم الغربية والنظام الليبرالي الديمقراطي.

 

ففي دراسة أوروبية بعنوان: (العنف ضد المرأة، دراسة أوروبية نشرت في آذار/مارس آذار 2014) قامت بها الوكالة الأوروبية للحقوق الأساسية، تبين أن حوالي 13 مليونا من النساء في أوروبا تعرضن لعنف جسدي خلال 12 شهرا قبل إعداد هذه الدراسة، وأن ما يقرب من 3،7 مليوناً من النساء تعرضن لعنف جنسي قبل إعداد هذه الدراسة، وتبين أيضا أن واحدة من كل عشرين امرأة في أوروبا تعرضت للاغتصاب، وأكثر من 55% كن ضحايا تحرش جنسي!!

 

هذه الأرقام المخيفة تبين أن المشكلة الرئيسية لا يمكن إخفاؤها أو تجاهلها، فالقيم الليبرالية الغربية المسيطرة على المجتمعات الغربية والتي يدافع عنها السياسيون بملء أفواههم هي المشكلة الأساسية، وإن زيادة الاعتداءات الجنسية واضطهاد المرأة تؤثر إلى حد كبير على طريقة تعامل الرجال مع المرأة، وهذه هي نقطة البداية لأي نقاش حول المرأة بدلا من إرجاع ظلم المرأة إلى اللاجئين كما يفعل السياسيون في هذا البلد، مما يؤجج مشاعر الخوف في المجتمع.

 

على هذا الأساس فإنه يمكن القول إن الناس هم ضحايا الأفكار والقيم الغربية، وأن السياسيين المخادعين إنما يكذبون عليهم ويجعلون من الآخرين كبش فداء، ثم كيف يُوثق بهؤلاء وهم يدعون المسلمين إلى قبول القيم الغربية التي هي سبب معاناة المرأة وترك القيم الإسلامية التي تحمي المرأة وتحفظ لها كرامتها وعفتها؟!

 

أوكاي بالا

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
هولندا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0031 (0) 611860521
www.hizb-ut-tahrir.nl
E-Mail: [email protected]

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع