الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
هولندا

التاريخ الهجري    21 من شوال 1431هـ رقم الإصدار: 040
التاريخ الميلادي     الخميس, 30 أيلول/سبتمبر 2010 م

لا وجود لإسلام معتدل وآخر متطرف بل الإسلام هو الإسلام؛ رحمة للعالمين

 

أصدر أوكاي بالا الممثل الإعلامي لحزب التحرير بهولندا بيانا صحفيا وضّح فيه خطأ مفهوم استعمال مصطلح "الإسلام المعتدل"، ومما جاء في البيان:

 

يعلم كلّ من امتلك ذرة من النزاهة والمعرفة بالإسلام، أنّ "فيلدرز" يحرّف النصوص القرآنية ليستلم السلطة عبر بوابة بثّ الفزع في نفوس الناس وإبراز المسلمين كوحوش متعطشة للدماء. ومن منطلق هذه النزاهة والمعرفة، قام تسعة من أشهر المستشرقين المتخصصين، كفريد ليمهاوز وبيتر سيورد وفان كونيغز فيلد ورود بيترز، بالردّ على هذه الأكاذيب من خلال رسالة مفتوحة إلى الرأي العام الهولندي تبرز اعتدال الإسلام. وهي مبادرة تستحقّ الشكر؛ لأنهم بخلاف بعض زملائهم قد وظّفوا معرفتهم في دحض الأكاذيب عن الإسلام وليس في اختلاقها والترويج لها.

 

ومع ترحيبنا بهذه المبادرة إلا أننا نسأل: هل نجحت رسالة هؤلاء في إبراز حقيقة الإسلام أم لا؟

 

الحقيقة، أنّ مفهوم الاعتدال -الذي ركّزت عليه الرسالة- يعني وفق قاموس فاندال: "إبقاء الشيء ضمن إطار معيّن". مما يعني أن المراد بالإسلام المعتدل هو: إبقاء الإسلام ضمن إطار معيّن. وبعبارة أخرى، تأطير الإسلام ضمن المنظومة القيميّة للمبدأ الرأسمالي أو العلمانية الديمقراطية الليبرالية. ولكن هل هذا هو الإسلام؟

 

ترى العلمانية أنّ العلاقة بالخالق محصورة في الكنيسة أو المسجد. وأمّا الإسلام الذي يعتبر الإنسان مخلوقا لعبادة الله، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، فيرى أنّ الخالق هو المنظم لكل شؤون الإنسان في الحياة.

 

وترى الليبرالية أنّ الإنسان لا يحيا حياة طيبة إلا إذا كان حرّا في تحديد أفعاله لنفسه بنفسه. وأمّا الإسلام فيرى أنّ الإنسان لا يهنأ في هذه الحياة إلا إذا اتبع أوامر الله ونواهيه التي أوحى بها إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).

 

وترى الديمقراطية أنّ على البشر الاعتماد على عقولهم لتحديد نظام حياتهم، فالسيادة عندها للعقل البشري. وأمّا الإسلام فيخالف في هذه الرؤية أيضا؛ إذ يرى وجوب احتكام الإنسان لخالقه في كل شيء، بل حرّم احتكام الإنسان للإنسان، (وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا). فالسيادة  لله وحده سبحانه وتعالى، وهو وحده الذي يعيّن للإنسان نظام حياته.

 

وعليه، فإن مفهوم "الإسلام المعتدل" الذي أطلقه المستشرقون التسعة في رسالتهم كردّ على "فيلدرز" غير صحيح؛ لأنّ الإسلام لا يمكن تأطيره ضمن المبدأ الرأسمالي وحصره في جانب العبادات فقط. فهذا الإسلام المعتدل ليس هو الإسلام.

 

ولكن، هل يعني قولنا هذا أننا نقرّ بصدق قول "فيلدرز" حول تطرّف الإسلام؟ والجواب قطعا: لا.

 

فعدم إيمان المسلم بقيم المبدأ الرأسمالي لا يعني ألبتة تشوقه لسفك دم غير المسلم كما يدّعي "فيلدرز"؛ لأنّ الإسلام الذي نؤمن به رحمة للعالمين، (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)، يأمرنا بالسعي إلى هداية الناس لا قتلهم، بل بيّن الأسلوب فقال: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). فلا يجوز لنا قتل الناس لمجرد كفرهم أو حملهم على الإسلام بالقوة كما يروّج لذلك كذبا، (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ). فالإسلام يقرّ بالاختلاف العقدي ويدعو إلى إزالته بالبرهان والحجة وليس بالقوة.

 

وجاء في خاتمة البيان:

 

نعم، إنّ الإسلام يناقض المبدأ الرأسمالي، ولكن لا يعني هذا أن المسلم يهدّد أمن المجتمع الرأسمالي الذي يزعم أنه يضمن حرية الرأي، ويزعم أنه رمز التسامح. علاوة على هذا، فإن واقع المسلمين يدلّ على أنهم لا يسعون لتغيير المجتمع بل يسعون لأن يحترم هذا المجتمع دينهم. أليس هذا من حقّهم؟

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
هولندا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0031 (0) 611860521
www.hizb-ut-tahrir.nl
E-Mail: [email protected]

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع