إن محاولة فصل بابوا عن الجسم الإندونيسي، هو أحد أسباب الاضطرابات التي تشهدها بابوا هذه الأيام. إن هذه الجهود الانفصالية تقوم بها ثلاث جهات معاً وهي:

 

أولاً: الحركة المسلحة TPN/ OPM "جيش التحرير الشعبي، منظمة تحرير بابوا"، هذه المنظمات تقوم دائماً بتحركات وصراعات مسلحة في بابوا بما فيها هجمات متعددة حدثت مؤخراً وتبنتها OPM نفسها.

 

ثانياً: جهات دبلوماسية خارجية، وهما بشكل رئيس منظمتان: ILWP "المحامون الدوليون لغرب بابوا"، وIPWP "البرلمان الدولي لغرب بابوا"، وهما تتمركزان في أوروبا "المملكة المتحدة"، وقد أنشأتهما وتقودهما: حملة تحرير غرب بابوا FWPC وهي منظمة يقودها بيني وندا Beny Wenda. هاتان المنظمتان تدعمهما وتفوضهما المنظمتان المسلحتان TPN/ OPM من أجل تدويل موضوع بابوا، وتشجيع الأمم المتحدة لبحث الموضوع إما في الجمعية العمومية، أو في لجنة تصفية الاستعمار.

 

ثالثاً: نشاط سياسي محلي تقوم به منظمات غير حكومية NGOs، أو منظمات تسعى لإجراء استفتاء من خلال المظاهرات، والندوات وأنشطة أخرى. ومن هذه الأنشطة المظاهرة التي جرت في 1/8/2011 بدعوة من KNPB "اللجنة القومية لغرب بابوا" في مدن جايابورا، نابيري، تيميكا ومانوكواري لدعم استقلال بابوا، ولدعم المؤتمرات التي تعقد في لندن من قبل منظمة "المحامون الدوليون لغرب بابوا".

 

بحسب دراسة أجرتها LIPI، فإنها بيّنت أربعة أسباب كما تراها للمشاكل التي تضع بابوا في اضطراب دائم:

 

أولاً: مشكلة التاريخ، والموقف السياسي لدمج بابوا في إندونيسيا الذي يعتبره البعض خطأ.

 

ثانياً: موضوع العمليات العسكرية التي قامت منذ 1965 وسببت جروحا جماعية في شعب بابوا.

 

ثالثاً: التمييز والتهميش الذي تمارسه سياسات حكومية متعددة ضد شعب بابوا.

 

رابعاً: فشل التنمية في بابوا وبخاصة في مجال التعليم والصحة والاقتصاد.

 

ولكنها لم تذكر السبب المهم الذي لا يمكن تجاهله وهو تدخل الدول الأجنبية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي هي مهتمة بكل تأكيد في بابوا إذ إن هنالك عدداً من الشركات الأمريكية العاملة، ومنها شركة الميناء الحر "Free Port".

 

إن وضع بابوا يحظى باهتمام لدرجة أنه أتى على ذكره خلال فترة قصيرة ثلاثة من كبار المسئولين الأمريكيين. فورد موضوع بابوا في نداء من وزير الدفاع الأمريكي ليون بانتا إلى الرئيس يودويونو في Nusa Dua في جزيرة بالي وذلك يوم الاثنين 24/10/2011، ثم عشية زيارة أوباما تحدثت هيلاري كلينتون عن النزاع في بابوا حيث عبرت عن اهتمامها بوضع حقوق الإنسان في بابوا، ودعت إلى الحوار من أجل تحقيق طموحات الناس في منطقة النزاع "11/11 AP"، ثم في محادثات أوباما نفسه مع يودويونو في بالي.

 

بالنسبة لهذا الموضوع، فإن حزب التحرير / إندونيسيا يؤكد:

 

1- يجب وقف ونبذ جميع أشكال التحركات الانفصالية الأجنبية لفصل بابوا عن إندونسيا، لأن الشرع يعتبر فصل أي جزء عن بلاد المسلمين غير شرعي.

 

2- إن الحل الشامل لمحنة بابوا هو تطبيق أحكام الشرع العادلة التي تنصف الجميع، وإن التنمية المنصفة التي تحقق الحاجات الأساسية مثل الملبس والمسكن والمأكل، والبنى التحتية الاقصادية، والتعليم والصحة، كل ذلك يمكن تحقيقه فقط من خلال النظام الاقتصادي الإسلامي الذي يحقق توزيعاً عادلاً للثروة. ولا يمكن تحقيقه من خلال النظام الاقتصادي الرأسمالي كما هو حاصل الآن، ويجب دمج سكان بابوا في المجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في حضارة حيث لا تمييز ولا تهميش. كل ذلك يمكن تحقيقه بتطبيق أحكام الإسلام كاملة، وهذا هو الحل الوحيد الشامل لمشاكل بابوا.

 

3- ولذلك يدعو حزب التحرير المسلمين في كل مكان لمزيد من النضال لإيجاد الحياة الإسلامية حيث يجري تطبيق جميع أحكام الإسلام في ظل دولة الخلافة، وبذلك تتجسد حقيقة أن الإسلام رحمة للعالمين بمن فيهم سكان بابوا.

 

حسبنا الله ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير

 

الناطق الرسمي لحزب التحرير إندونيسيا

محمد إسماعيل يوسنطا