ضمن سلسلة رحلاتها الدبلوماسية لمنطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ ستقوم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بزيارة لإندونيسيا بتاريخ 3-4 أيلول/سبتمبر.

تأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تركز أمريكا في سياستها الخارجية على آسيا التي أصبحت الآن أداة هامة لنمو الاقتصاد العالمي، وفي الوقت الذي تظهر مخاوف كبيرة لدى بعض الدول من النمو الاقتصادي والعسكري للصين.

وستجري كلينتون محادثات خاصة مع الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو وكذلك مع وزير الخارجية مارتي نتاليكاوى. وعلى الرغم من أن برنامج هذه الزيارة لم يعلن عنه إلا أنه لا ينفصل عن بحث القضايا المتعلقة بمصالح الولايات المتحدة في إندونيسيا، وتتمثل في:

أولا: مخطط حكومة الولايات المتحدة إنشاء المبنى الجديد للسفارة الأمريكية في جاكرتا، وبحسب المخطط سيتكون من المبنى الرئيسي الذي يضم 10 طوابق، وموقف للسيارات، وصالة انتظار ضخمة، ثلاث بوابات، ومبانٍ ملحقة أخرى إضافة إلى المبنى القديم الحالي. وسيتم استخدام المبنى من قبل موظفي السفارة الأمريكية وبعثة الولايات المتحدة في آسيا، وذلك على مساحة تقدر بحوالي 36,000 متر مربع. وبذلك، ستكون السفارة الأمريكية في جاكرتا هي ثالثة السفارات الأمريكية الكبرى بعد العراق وباكستان. المشروع الذي يكلف 450 مليون دولار (حوالي 4,2 تريليون روبية) من المخطط أن ينتهي العمل فيها خلال خمس سنوات وسيعمل فيه 5 آلاف عامل.

ثانيا: طلب شركة "فريبورت" الأمريكية تمديد عقدها حتى سنة 2041م. وذلك أن العقد الثاني الذي بدأ تطبيقه في عام 1991م ينص على أن نهاية العقد عام 2021م، وأن "فريبورت" لها الحق في الحصول على تمديد مدة العقد مرتين، في كل مرة عشر سنوات، أي أن لها حق طلب التمديد إلى عام 2041م. فتريد شركة "فريبورت" التمديد قبل نهاية العقد الثاني، لأنها تعلم ما تحتويه إندونيسيا من الذهب. ولأجل ذلك أيضا استثمرت "فريبورت" 125 مليون دولار (حوالي 1,1 تريليون روبية) لتطوير أنشطة الاستكشاف والاستغلال خارج المنطقة التي كانت تعمل فيها حاليا، وذلك حتى تصل إلى قمة "جايا ويجايا". والنتيجة مذهلة جدا، حيث إن محتوى الذهب هناك هو أكبر بكثير مما حصلت عليه الشركة سابقا. وبالطبع لا تريد "فريبورت" أن تضيع هذه الفرصة الثمينة وهذه الثروة الهائلة.

من أجل ذلك يعلن حزب التحرير إندونيسيا بأنه:

1. يرفض زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية (هيلاري كلينتون) إلى إندونيسيا؛ وذلك لأن كل تحركات الدبلوماسيين الأمريكيين في البلدان الأخرى ومنها إندونيسيا، ما هي إلا لتثبيت سيطرة أمريكا وتأثيرها كدولة استعمارية في جنوب شرق آسيا وشرق آسيا، وإندونيسيا بشكل خاص، لما لها من دور استراتيجي في تحقيق مصالح أمريكا السياسية والاقتصادية. ولذلك، يدعو حزب التحرير- إندونيسيا الحكومة والشعب الإندونيسي لرفض هذه الزيارة.

2. يرفض خطط بناء المبنى الجديد للسفارة الأمريكية في جاكرتا، لأنه بالتأكيد سيكون وسيلة لتعزيز الاستعمار الأمريكي الذي ما زال مستمرا، خاصة في مجالات السياسة والاقتصاد. علما بأن كل شكل من أشكال الاستعمار يضرّ بالشعب والبلد. حتى ولو بدا أن بناء هذا المبنى سيفيد إندونيسيا من حيث تشغيله أعداداً من العمال والموردين، ولكن الخسائر التي ستحصل من جراء احتلال أمريكا في المستقبل ستكون أكبر من ذلك بكثير. لذلك، يحذر "حزب التحرير- إندونيسيا" الحكومة الإندونيسية السماحَ بهذا المشروع. بل ينبغي على الحكومة أن ترفض ذلك إن كانت تهتم فعلاً بأمن هذا البلد وتحافظ عليه، وإلا فإنه دليل على أنها خاضعة لأمر وضغط النفوذ الاستعماري الأمريكي.

3. يرفض تمديد مدة عقد شركة "فريبورت"؛ لأن المعادن في الإسلام ومنها الذهب الذي تتعاقد عليه شركة "فريبورت" هي من الملكية العامة، أي هي للأمة، ومهمة الدولة هي إدارتها والإشراف عليها لرعاية مصالح الرعية. وإن تركها وإعطاءها لـ"فريبورت" يجعل المستعمر هو الذي يتمتع بها، وهذا مناقض للإسلام ولمصالح الأمة.

4. يؤكد دعوته لجميع المسلمين وخاصة في إندونيسيا للعمل معنا من أجل تطبيق الشريعة وإقامة الخلافة، لأن بها فقط يصلح هذا البلد وينعتق من سيطرة المستعمرين: أيديولوجياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً... إن شاء الله.

حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.

 

 

الناطق الرسمي لحزب التحرير في إندونيسيا
محمد إسماعيل يوسنطا