المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري | 13 من شوال 1441هـ | رقم الإصدار: 1441 / 13 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 04 حزيران/يونيو 2020 م |
بيان صحفي
ضم الضفة والأغوار لا يغير من واقع فلسطين شيئا
ولن يكون حل قضيتها إلا بتحريك الجيوش لتحريرها
أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أنه يعول على المجتمع الدولي منع تنفيذ أي قرار (إسرائيلي) بضم أراض فلسطينية محتلة حماية للسلام وحماية القانون الدولي. وحذر من العواقب الوخيمة لقرار الضم إن نفذ على مسعى تحقيق السلام الإقليمي وعلى العلاقات الأردنية-(الاسرائيلية). وأكد الصفدي أنه يجب أن "تكون رسالتنا واضحة: لن يمر الضم دون رد. ذاك أن تنفيذ الضم سيفجر صراعا أشرس، سيجعل خيار الدولتين مستحيلا، وقال "لن ينمو الاقتصاد وهو يرزح تحت ضيق مخالب الاحتلال. ولن يتحقق السلام عبر ضم ثلث دولة فلسطين". مضيفا أن "حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على أساسه مصلحة وطنية أردنية". (الغد الأردنية - 2020/6/3).
لقد بلغ التدليس والتضليل المكشوف مبلغه بمواقف الأنظمة العربية المتهافتة على العلاقات مع كيان يهود وما صرح به وزير خارجية الأردن تحديداً كون النظام في الأردن هو الأكثر تخوفاً على وجوده من ممارسات كيان يهود وإعلان نتنياهو المضي قدماً بقرار ضم ما يزيد عن ثلث أراضي الضفة الغربية والأغوار، ذلك أن الضم أو غير الضم لا يغير من واقع الاحتلال وسيطرته على كل فلسطين شيئاً، وكأن حل الدولتين الذي يتباكى عليه النظام في الأردن هو الذي كان سيعيد فلسطين لأهلها، وسيعيد الحقوق لأهل فلسطين! بل ويتغافل فيه وزير الخارجية بأن السلام لن يتحقق عبر ضم ثلث دولة فلسطين متجاهلاً أن فلسطين تمتد من البحر إلى النهر وأن حقيقة الضم تجعل البقية الباقية لحل الدولتين المزعوم لا تتجاوز 15% من كل فلسطين.
فالضم أو عدمه لا يغير شيئاً من واقع الاحتلال وسيطرته على الأرض المباركة فلسطين، فالاحتلال كان ولا يزال يمارس كل الموبقات من قتل وتشريد وإقامة مستوطنات وتدنيس للمقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى ثالث الحرمين الذي يتنافس على وصايته وهو تحت نفوذ يهود، حكام السعودية وتركيا والأردن مقابل دور ضئيل في صفقة ترامب المزعومة للحل النهائي، وما الاعتراض على الضم إلا لأنه يشكل صفعة قوية للمنادين بحل الدولتين الذي لا يقل خيانة وتخاذلا عن الضم والتسويات الاستعمارية من اتفاقيات السلام بين كيان يهود ومصر ووادي عربة مع الأردن وأوسلو مع السلطة الفلسطينية وآخرها اتفاقية ترامب التي تساوم على كل فلسطين ليهود مقابل حفنة من الدولارات للدول المجاورة لدعم دولة فلسطين الجديدة، ولتقوم بدورها بتنفيذ بنودها من مشاريع اقتصادية تم الشروع بتنفيذ بعضها، وبما يتوافق مع الخطة الأمريكية للسلام.
فحل الدولتين الذي ينادي به الأردن يقوم على إعطاء يهود معظم فلسطين مقابل كيان هزيل على كانتونات متفرقة من أرض الضفة الغربية وقطاع غزة خالية من أي قوة عسكرية أو من أي مقومات دولة، يطلق عليها تجاوزاً اسم فلسطين، مقابل الاعتراف بدولة يهود ومنحها الشرعية الدولية، لتنطلق بعدها مشاريع مدها بالحياة والتواصل مع الأنظمة العربية حسب اتفاقية ترامب، ويكون المستفيد الأكبر منه كيان يهود مقابل استقرار وهمي تسعى له الأنظمة العربية، وقرار الضم الذي ينادي به نتنياهو في الأول من تموز يكشف الغطاء الذي يتستر به النظام الواهم بحل الدولتين والذي قد يؤدي إلى انتفاضة أو دوامة عنف على حد قول وزير الخارجية تقضي على كل آمال السلام من وجهة نظره.
إن استجداء المجتمع الدولي لمنع تنفيذ أي قرار لكيان يهود بضم أراض فلسطينية محتلة بذريعة حماية السلام وحماية القانون الدولي، والتعويل على الأصدقاء والشركاء كما يصرح وزير خارجية الأردن، هو مهانة وذل وخيانة لأهل الأردن وأهل الأرض المباركة وللمسلمين قاطبة، فليس هناك قانون دولي إلا مع القوي المتغطرس، ولم نجده يفعل شيئاً على مر العقود لا من أوروبا ولا أمريكا تجاه كيان يهود منذ عقود احتلاله حتى تقلصت قضية فلسطين إلى ضم أو عدم ضم، وإن التحالف مع أمريكا (الصديقة) وهي حليفة كيان يهود التي تبارك ضمه للأراضي الفلسطينية ومن قبل شرعنت مستوطناته وضمه للجولان والقدس ونقلت سفارتها لها، لا يمكن أن يسمى إلا بالكذب الصريح والتبعية الإذعانية للمستعمر الغربي الكافر التي يمتثل لها النظام في الأردن.
أما قول الصفدي إنه يجب أن "تكون رسالتنا واضحة: لن يمر الضم دون رد"، فإنه مضحك مبكٍ مثيرٌ للغثيان، وقد رأينا سابقاً أن أقصى رد للنظام مع يهود كان بإبعاد السفير لبضعة أيام "حتى تهدأ النفوس"، أو اللجوء "للشرعية الدولية" أو الشكوى لزعماء الاتحاد الأوروبي أو التصريحات الإعلامية الجوفاء، فالنظام في الأردن يعتبر اتفاقية وادي عربة استراتيجية أبدية مع كيان يهود لا يمكن التخلي عنها، ويفعل ما دون ذلك لذر الرماد في العيون، من تصريحات تجعل منه المنافح عن قضية فلسطين وأنه الوحيد من دون الأنظمة العربية الذي يتصدى (إعلامياً) لقرار الضم اليهودي، والتهديد الشكلي بفعل شيء ما، لا يرقى ليشفي غليل الأمة من غطرسة كيان يهود وعجرفته وتماديه في العدوان.
أيها المسلمون:
لقد صنع ترامب صفقته المجرمة لدعم كيان يهود وتمكينه من قضم فلسطين كاملة. فالرد على تلك الجريمة يجب أن يكون بكسر أنياب ترامب وذلك بإزالة كيان يهود المسخ وإعادة فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام. فلا يكون الرد إذن على صفقة ترامب عن طريق الحكام الحاليين، وأيضاً لا يكون الرد على صفقة ترامب بالاكتفاء بالمقاومة في الضفة والقطاع مهما ارتفعت، والقول بأن فلسطين هي قضية الفلسطينيين دون غيرهم هو قول يضيع فلسطين بيد أهلها، بل هي شرعا قضية كل المسلمين عربا وعجماً، ولا يكون الرد كردود الأنظمة العربية وحكوماتها باستجداء أعدائها لتنصفهم، بل يكون الرد من دول تحرك جيوشها لاقتلاع كيان يهود من جذوره، فيهود قد اغتصبوا فلسطين وأنشأوا فيها لهم دولة، وساعدهم على ذلك تواطؤ حكام المسلمين وخيانتهم، وإذن لا تقتلع إلا بدولة تحرك جيشاً يهزمها ويقتلعها من جذورها.
يا أهل الأردن، ويا أيها المسلمون:
إن حزب التحرير وقد وضَّح لكم كيف يكون الرد على صفقة ترامب الخاسرة بإذن الله، وكيف يكون الرد على صلف وعنجهية كيان يهود فإن الحزب ينادي المسلمين وجيوش المسلمين، فالرد الواجب هو أحد أمرين أو كلاهما:
أولهما: مباشرة العمل الجاد المجد لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة؛ فتحرك جيوش المسلمين لقتال يهود وإزالة كيانهم، وإعادة فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام.
وثانيهما: هو في واقعنا اليوم حيث لا وجود للخلافة، فإن قتال الكفار وخاصة المحتلين لبلادنا لا يتوقف على وجود دولة الخلافة أو عدم وجودها، بل قتال الكفار واجب سواء أكان حاكم المسلمين خليفة أم كان لا يحكم بالإسلام، فالواجب على جيوش المسلمين التحرك لقتال يهود وإزالة كيانهم المسخ وإعادة فلسطين إلى ديار الإسلام.
أيها المسلمون:
إن الخلافة لآتية إن شاء الله بسواعد الرجال، فستتحقق بشرى الرسول e بقتال يهود بسواعد جند الإسلام، جاء في صحيح مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهم الْمُسْلِمُونَ»، ومن ثم إزالة كيانهم المغتصب لفلسطين، وتطهير الأرض المباركة من دنسهم وإعادتها إلى دار الإسلام، فالأمة الإسلامية أمة حية لا تنام على ضيم، وإن ظن ترامب وتابعه نتنياهو والأشياع أن هذا الأمر لا يكون، وأن حكام المسلمين اليوم باقون، وأن الخلافة لن تعود، فإن ظننتم هكذا، فإن ظنكم بإذن الله سيرديكم، ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ ولعل شمس الخلافة ستشرق بإذن الله قريبا، فقد لاحت بشائرها ونسأل الله العلي العظيم أن نكون من أهلها.
﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية الأردن |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://www.hizb-jordan.org/ |
E-Mail: info@hizb-jordan.org |