بيان صحفي

مخالفة النظام في الأردن للرؤية الشرعية لهلال رمضان

جريمةٌ وإثمٌ لدفع أهل الأردن لعدم الصيام بعد ثبوت رؤيته

أخرج البخاري في صحيحه من طريق محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال النبي ﷺ أو قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ».

وبعدَ تحرّي هلالِ رمضانَ المُباركِ في هذه الليلةِ ليلةِ السبت فقد ثبتَتْ رؤيةُ الهلالِ رؤيةً شرعيةً وذلك في معظم بلادِ المسلمين المجاورة للأردن والتي تشترك معها في ليل واحد، وعليه فقد وجب الصيام على المسلمين في كل أقطار المسلمين ومنهم أهل الأردن.

غير أن النظام في الأردن يريد أن يشق ويفرق بين المسلمين في الأردن وفي البلاد الإسلامية بإعلانه الأحد أول أيام رمضان، دون وجه حق أو دليل شرعي، وإنما اتباعاً لسياسة المستعمر الكافر في تفريق الأمة الإسلامية حتى في شعائر فروضها كالصيام والأعياد، عندما قسم البلاد الإسلامية إلى بضعة وخمسين كياناً، فيكيده رؤية المسلمين متحدين في شعائرهم كما يغيظه رؤية تعاضدهم وتعاطفهم ولحمتهم في قضاياهم المصيرية.

وكان مفتي الأردن عبد الكريم الخصاونة قد أعلن، أن يوم السبت هو المتمم لشهر شعبان، وأن الأحد هو أول أيام شهر رمضان المبارك للعام الهجري 1443، وجاء في بيان إعلانه: "فقد اجتمع مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية لتحري هلال شهر رمضان، واطلع المجلس الموقر وبعد الدراسة والتمحيص والمعلومات العلمية والفلكية من قبل المختصين برصد الأهلة، قرر المجلس الكريم أن يوم غد السبت هو اليوم المتمم لشهر شعبان وبذلك يكون يوم الأحد هو أول أيام شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجرية"، كما جاء في كلمته على قناة رم، دون بيان يتعلق برؤية الهلال من عدمه!

وكان مفتي الأردن قد صرح في اليوم نفسه للقناة نفسها بقوله: "أصبحت دائرة الإفتاء دائرة تطور ومع تطور الأجهزة الإلكترونية.. طورنا الفتاوي التي تواكب العصر أو بتواكب الوضع في الأردن"، ويتضح من هذه التصريحات التي تخالف الحديث النبوي الشريف الذي استهل بها بيانه، أي «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ...»، حيث لم يذكر أنه تعذرت رؤية الهلال وإنما أشار مرات عدة إلى قوله "اجتمعنا مع الفلكيين وعقد ندوة علمية وإمكانية الرؤيا من استحالتها"، فهو يقر بمخالفته الرؤية باعتماده الحسابات الفلكية، ضارباً عرض الحائط بالرؤية الشرعية التي ثبتت بشهود المسلمين في الدول المجاورة.

ومما يبرهن تخبط هذه المجالس وعلماء سلاطينها في إقصاء المسلمين عن شرعهم والعمل على تفرقتهم بأدلة غير شرعية علمانية كما يحلو لحكامهم، أن قاضي القضاة الأسبق الدكتور أحمد هليل وبحضور مفتي الأردن الحالي كان قد أعلن ثبوت رؤية هلال شهر رمضان عام 2012 بقوله "إنني أعلن هنا متوكلا على الله معتمدا عليه وحده، ونحن نتبع أمر الله وسنة رسوله عليه السلام، وقد ثبتت الرؤية الشرعية في المملكة العربية السعودية"، وقال: "إنه ومن منطلق الحكم الشرعي والفقهي أنه إذا ثبت في أحد البلدان الإسلامية بثقة واطمئنان فإن الشهر يدخل في هذه الرؤية"، مؤكدا "أنه وحرصا على جمع كلمة ووحدة الأمة وتأليف قلوبها وجمع صفها فإننا نعلن أن يوم غد هو أول أيام شهر رمضان المبارك". فهل تغيرت الأحكام الشرعية عند مجالس الإفتاء اليوم أم هي التطور العلماني الذي يسعى له الحكام؟!

إننا لا نستثني حكام المسلمين سواء في البلاد التي أعلنت رؤية الهلال أو التي أعلنت عدم رؤيته، لا نستثنيهم من العمل على عدم وحدة المسلمين وفرقتهم، فاليوم حاكم هذا البلد وفي العام القادم حاكم بلد آخر لتكون شعائر المسلمين متفرقة، فهم كلهم أتباع للمستعمر الكافر، ولا يمكن للأمة الإسلامية أن تتوحد في رؤيتها لهلال رمضان أو هلال شوال إلا بجامعتهم؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

أيها الأهل في الأردن.. أيها المسلمون:

إننا في حزب التحرير في ولاية الأردن لنهنئكم بحلول شهر رمضان، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يمكنكم من صيامه وقيامه، وأن تستجيبوا لفرض الصيام، وذلك بعد ثبوت رؤية هلاله الشرعية، بحيث إن السبت هو اليوم الأول من رمضان الموافق 2022/04/02م وأن يكون شهر رمضان هذا العام انطلاقة جديدة في العهد مع الله في اتباع الحق رغم أنف الغرب وعملائه مستبشرين بنصر الله، وأن تستجيبوا لفرض الصيام في يومه الشرعي.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن