المكتب الإعــلامي
شرق أفريقيا
التاريخ الهجري | 9 من صـفر الخير 1433هـ | رقم الإصدار: 1433-01 |
التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 03 كانون الثاني/يناير 2012 م |
بيان صحفي الإهمال والفساد هي الأسباب الرئيسة وراء المآسي المتكررة! "مترجم"
مرة أخرى أصاب الناس في "لامو" مأساة غرق قارب أدى إلى العديد من القتلى والجرحى، وما زال الوقت مبكرا لتأكيد عدد الذين لقوا حتفهم في هذه المأساة، ولكن حتى الآن فإنّ ما يقرب من سبعة أشخاص لقوا حتفهم، حسبما ذكرت بعض التقارير، ونحن في حزب التحرير نعتقد أنّ الحكومة لن تعلن عن الرقم الدقيق للقتلى، بل إنّها سوف تخفي حجم المأساة من أجل تجنب الإحراج الشديد ونقمة الرأي العام.
حزب التحرير شرق أفريقيا يقدم خالص تعازيه لجميع المنكوبين وذويهم، وفي الوقت نفسه يدعو الله عز وجل أن ينزل رحمته على إخواننا المتوفين، اللهم آمين! وبعد إرسال تعازينا، نود أن نعلن بوضوح أنّ تكرار مثل هذه المأساة مرة أخرى في المجتمع الكيني يعني أنّ هناك فسادا عميق الجذور في وزارة النقل البري والبحري! فمن الواضح جدا أنّ الطرق والوسائل العامة للنقل من مثل العبّارات والحافلات وقطع غيارها في حالة يرثى لها وهي مثيرة للشفقة وسيكون مصيرها كمصير الحافلات والعبّارات التي تحدث فيها الكوارث! إذ كيف يمكن تجنب وقوع الحوادث بينما المركبات في حالة سيئة ويُسمح لها بالعمل بحرية، والأسوأ من ذلك فإنّها ما زالت تمتلئ بالركاب وكأنهم أكياس فحم؟ والطرق غير سالكة! وفي كثير من الأحيان فإنّ الركاب يظلون عالقين في العبارات أثناء عبور البحر! ومعظم القوارب التي تعمل في نقل الركاب لا يوجد فيها أضواء أو مستلزمات السلامة، وضباط الملاحة يغضون الطرف عن سلامة المدنيين، وغالبا ما يتلقون الرشاوى من أصحاب وسائل النقل العام كي يسمحوا لهم بالعمل بحرية! حيث الكثير من الحوادث بما في ذلك هذا الحادث "لامو" يكشف عن عدم كفاءة ضباط الأمن، فمثلا هذا الحادث وقع في الساعة 8:00 مساء، والذين هبوا على وجه السرعة لإنقاذ الناس كانوا من المدنيين والمنظمات غير الحكومية بينما الكثير من الضباط من هيئة موانئ كينيا من الموجودين في الموانئ لم يقوموا بنجدة المنكوبين ولم يرهم أحد! والمثير للدهشة وفي الوقت نفسه ليس مفاجئا للشعب المميِّز، أنّ السلطات الكينية تلاحق خاطفي بعض السوّاح وترسل على وجه السرعة الدبابات والطائرات لتأمين حدودها، وفي الوقت نفسه، فإنّ سكان "لامو" الذين ما زالوا في حداد على وفاة الصيادين الذين أطلق عليهم الرصاص من قبل أفراد البحرية الكينية قبل بضعة أسابيع يعانون الآن من مأساة أضافية، إضافة إلى ذلك فإنّه في كثير من الأحيان يقوم ضباط الشرطة بمداهمة منازل للناس الأبرياء في منتصف الليل، حيث يعتدى عليهم بلا رحمة وتُسرق ممتلكاتهم بحجة البحث عن «الإرهابيين» أو البحث عن بندقية مفقودة!
أي نوع من القيادة هذه التي تعمل بسرعة لقمع مواطنيها في حين هي بطيئة جدا في إنقاذ حياتهم؟
أيها المسلمون في كينيا!
لا شك أنكم تتفقون مع حزب التحرير في أنّ هذا الوضع يثبت بوضوح أنّ الحكومة فشلت تماما في تأمين سلامتكم، بل وساهمت في زيادة معاناتكم وتنظر إليكم كما لو أنكم لستم بشرا خلقهم الله سبحانه تعالى من قبل، إنّ هذا يجب أن يكون واضحا لكم، وما يود الحزب أن يذكركم به ويحثكم على التفكير فيه هو أنّ تجاهل من يُسمون بقادتكم لمصالحكم هو أحد الآثار الجانبية الحتمية للفكر الغربي الرأسمالي الاستغلالي، الذي ينتج قادة يقومون بخدمة فئة النخبة الرأسمالية على حساب الفقراء، إذ إنّ هذا النظام ينتج ويغذي القادة الذين لا يخشون الخالق سبحانه وتعالى وينكرون بأنهم سيحاسبون يوم الآخرة على جميع أعمالهم، وهم على النقيض مع عمر بن الخطاب، خليفة خليفة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، الذي حكم في الدولة الإسلامية وقال ذات مرة "إذا عثرت بغلة في أرض العراق، خشيت أن يسألني عنها الله سبحانه وتعالى لم لم أمهد لها الطريق!" وهذا المثال عن عمر بن الخطاب، هو مثال واحد لمن حكموا في الدولة الإسلامية، وهو يبرز بوضوح الفرق الهائل بين القادة الذين يؤمنون بالله ويطبقون القوانين الإلهية، وبين هؤلاء الذين يفصلون الدين عن الحياة (العلمانية)، ويكرسون أنفسهم لتطبيق القوانين من صنع الإنسان التي تقدم مصالحهم على مصالح الناس، فإذا كان عمر خائفا من أن يتضرر حيوان في الدولة التي يحكمها، تخيلوا إذاً كم كان أكثر خوفا من إيذاء أو قمع البشر الذين كرّمهم الله سبحانه وتعالى؟ رضي الله عن عمر! هذا دليل واضح على أنّ عمر كان ملتزما بتطبيق أحكام الإسلام التي تهتم بالبشر وتأمرهم بمحاسبة الحكام الذين ينكرون حقوق عباد الله، وبالإضافة إلى ذلك، فقد أوضح الإسلام أنّ الجميع سواسية سواء الحكام أم المواطنون، فكلهم راع وهو مسئول عن رعيته، فكل شخص سوف يُحاسب أمام الله، لذلك يجب أن يتحلى الجميع بالعدل في هذه الحياة الدنيا ومن لم يفعل فإنه سيعذب عذابا شديدا في الآخرة.
نود تذكير المجتمع الكيني أنّ أي سياسي، مسلما أم غير مسلم، من الذين يربطون أنفسهم بشكل خانع بالأيديولوجية الاستعمارية الرأسمالية الغربية سيستمرون بقمعكم ويلهثون وراء مصالحهم الشخصية الضيقة! فإلى متى يظل الحال على هذا الحال يا أهل الفكر؟
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق أفريقيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير شرق أفريقيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: +255 778 8706 09 www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: jukwalakhilafah@gmail.com |