المكتب الإعــلامي
شرق أفريقيا
التاريخ الهجري | 14 من ربيع الثاني 1435هـ | رقم الإصدار: |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 14 شباط/فبراير 2014 م |
في أعقاب الهجوم على المسلمين وقتلهم وتعذيبهم في مسجد موسى: كينيا ما زالت ماضية في حربها العالمية على الإسلام بالنيابة عن سيدتها العاجزة أمريكا (مترجم)
في يوم الأحد 2014/2/2 قامت قوات من الشرطة الكينية بالهجوم على مسجد موسى الكائن في منطقة ماجينغو الواقعة في مومباسا بحجة كاذبة، إذ زعمت أن مجموعة من الشباب المسلمين يتم تدريبهم وتجنيدهم لينضموا لصفوف "حركة الشباب" التي تخوض حربًا في الصومال.
خلال ذلك الهجوم، دخلت قوات الشرطة المسجد ولم تتجاوز فقط كل المعايير الإنسانية التي تقضي باحترام قدسية المساجد، بل أمعنت أيضًا في تدنيس المسجد؛ إذ دخل عناصر الشرطة بأحذيتهم وساروا فيه بكل تبجح وعدوانية وزَهْو، فاعتدوا على المصلين فيه وقتلوا بعضهم. إن فعل الشرطة هذا ليدل على سوء الانضباط وسوء المعاملة وعلى أعلى مستوى، ولا يستهجن المسلمون هذا الفعل منهم، فقد خبر المسلمون معاملة الشرطة وقيمهم السيئة وخاصة حينما يتعلق الأمر بالمسلمين. فمن لا يعلم التصنيف العالمي للشرطة الكينية لسوء معاملتها وانحطاط قيمها وفسادها وممارستها لأعمال الابتزاز؟! وأكد هذه الحقائق عدد كبير من المنظمات التي قامت بعدة أبحاث حول سلوك الشرطة الكينية. وقد تم تأكيد هذه الحقائق عمليًا وحديثًا من خلال عملية لهذه الشرطة في المركز التجاري وست جيت في نيروبي.
إن قيام كينيا بهذه الأعمال الإجرامية هو التزامٌ منها بتوجيهات أسيادها الكفار المستعمرين أمريكا وبريطانيا اللتين قد أقامتا معسكرات للجيش في البلاد بحجة تدريب الشرطة الكينية على مكافحة الإرهاب وحفظ أمن الدولة الداخلي والخارجي. نحن نعلم أن أمريكا وبريطانيا، اللتين تدّعيان أنهما أصحاب الريادة في حفظ حقوق الإنسان، هما أول من ينتهك تلك الحقوق الزائفة. فقد عانت كل البلاد والشعوب التي وقعت تحت احتلالهما من مجازر وحشية مروعة واغتصاب وقمع وتعذيب، ولم يرقبوا فيهم إلاًّ ولا ذمة. فلا تزال سجون أبو غريب وباغرام وغوانتنامو قائمة يتعرض فيها المسلمون لشتى أنواع الذل والتعذيب.
أيها المسلمون!
إن هذه الحرب التي تقودها أمريكا ليست حربًا على مسجد موسى أو مساجد كينيا وحدها، بل إنها حرب على الإسلام والمسلمين في كل مكان. فأمريكا التي تعتبر قوة عظمى تنظر للعالم وكأنه ملك لها، فتنشر فيه الرأسمالية والديمقراطية لاستعماره وللسيطرة على خيرات شعوبه. لقد أعلنت أمريكا أن من ليس معها (يقبل أن يكون عبدًا لها) فهو ضدها، وهي بذلك تبرر استعمارها الوحشي.
ونحن المسلمين بما لدينا من الإسلام، وهو عقيدة ونظام شامل لكل نواحي الحياة يتناقض بطبيعته مع الرأسمالية، نشكل الندّ الحقيقي والوحيد للهيمنة الأمريكية على العالم. والغرب الكافر بقيادة أمريكا يعلم ذلك جيدًا، ولذلك فإن أمريكا قد جن جنونها، فهي تقوم بكل تلك الحروب وتدوس على كل القيم الإنسانية لتمنع عودة الإسلام من جديد. وحالها في ذلك يشبه تمامًا ما حدث مع فرعون حين علم أن مُلكه سينتهي على يد نبي من بني إسرائيل وهو موسى عليه السلام، فقد جن جنونه وأمر بقتل كل أبناء بني إسرائيل ليمنع ولادة ذلك النبي، ففشل وفشلت كل الإجراءات التي اتخذها!
إن أمريكا وحلفاءها ما يخدعون إلا أنفسهم، فإذا شاء الله سبحانه وتعالى نصر عباده المؤمنين فسيهيئ سبحانه الأسباب والأجواء لنصرة هذا الدين وهذه الأمة على الرغم من كل الظلم والقتل والتدمير. ففرعون العصر الحديث أمريكا، تدرك أن رأسماليتها وديمقراطيتها إلى زوال، وسيسود الإسلامُ الدنيا من جديد بإقامة الخلافة الإسلامية. ولذلك فإنها تستخدم كل الوسائل وتحوك المؤامرات مثل تشويه الإسلام ووصف المسلمين "بالإرهابيين" و"الأصوليين"، وتعتقل وتقتل وتعذب وتغتصب الشعوب الإسلامية وتشجع غيرها على ذلك. كل ذلك من أجل منع عودة الإسلام من جديد ومن أجل أن تغرس الخوف في قلوب المسلمين. وكذلك عملاً بقاعدة فرق تسد، فهي تعمل على زجِّ المسلمين في صراعات داخلية مع بعضهم وتمعن في تقسيم البلاد الإسلامية لتمنعهم من الوحدة جميعًا ضد عدوهم الحقيقي وعقيدته الكافرة.
وتتجلى هذه الحرب على الإسلام كون المسلمين يُقتلون لا لشيء إلا لأنهم يقولون "ربنا الله". وأمريكا في كل أنحاء العالم إما أن تشارك فعليًا في حرب المسلمين أو تشجع وتحرض غيرها على قتل المسلمين مثل ما يحدث في بورما. وهي كذلك تحرض عملاءها لمحاربة المسلمين بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى. فالحرب التي تشنها في العراق وأفغانستان والصومال، وهجمات الطائرات بدون طيار في اليمن وباكستان، والحرب في سوريا التي يقوم بها عملاؤها إيران وحزبها في لبنان نيابة عنها، كل تلك أمثلة على الحرب الوحشية التي تخوضها أمريكا باستخدام كل الوسائل بما فيها العسكرية والاستخباراتية والفكرية والسياسية وغيرها. والحال لا يختلف في القارة الأفريقية سواء أكان ذلك في كينيا وتنزانيا وأوغندا أو في أي بلد آخر.
وبينما كل ذلك يحدث في منطقتنا وفي العالم، فإن الحكومات القائمة في دول العالم الإسلامي تدعي أنها قد استقلت عن سيدها المستعمر، ولكن الواقع غير ذلك. فما زالت هذه الدول تخضع لسيطرة الدول الرأسمالية المستعمرة، وما زال حكامها نواطير، وما زالت جميع قضايانا يُتصرَّف فيها بناءً على ما تراه الدول الاستعمارية. وعندما تأتي الأوامر الخارجية للدول بقتل شعوبها، فإنها تستجيب بكل تواطؤ كما حدث في كينيا حيث قتل النشطاء المسلمون مثل سمير خان وعبود روغو وغيرهما الكثير في كيليندي التابعة لمحافظة تانغا التنزانية. هذا هو واقع الحال في شرق أفريقيا وكل المناطق الأخرى.
أيها المسلمون!
اعلموا أنكم تحملون أعظم عقيدة، فهي تقنع عقل الإنسان وتوافق فطرته لأنها من الله سبحانه وتعالى، وهي قادرة على معالجة كل مشاكل الإنسان. واعلموا أن الغرب الرأسمالي المستعمر يعمل بكل طاقاته لمنع استئناف الحياة الإسلامية من جديد. فلا بد من الثبات على النهج الصحيح في التغيير وذلك بالتزام طريق النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن كان في مكة حتى أقام الدولة الإسلامية الأولى في المدينة. فوجود الشباب المسلم في مسجد موسى لعبادة الله ودراسة الإسلام، مؤشر على إقبال الشباب على حمل الإسلام، وهو كذلك يدل على أن نصر الله قريب. ومع ذلك، لا بد من العمل الجاد لحمل الإسلام وألا نَدَعَ هذه التهديدات تبعدنا عن ديننا.
ونحن في حزب التحرير/ شرق أفريقيا ندعو كل الأخوة المسلمين في كينيا وفي كل مكان بدعوة مخلصة صادقة للعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة والتي ستعمل على معالجة كل مشاكل المسلمين، وهي القادرة على إحداث التغيير الحقيقي. كما ندعوكم للثبات والوعي على كل أحكام الإسلام، والوعي على مؤامرات الحكام العملاء وألا نسمح لعلمائهم، الذين باعوا دينهم بدنياهم، بتضليلنا أو استغلالنا خدمة للكافر المستعمر أو فكره الذي لا يرحم!
وفي الختام نتقدم بتعازينا لكل أسر الذين قتلوا في مسجد موسى، ونسأل الله أن يغفر لهم ويتقبلهم في الصالحين ويجعل مثواهم جنات النعيم. ونسأل الله أن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى وأن يفك أسر المعتقلين وأن يلهم أهلهم الصبر والثبات. كما نسأله سبحانه أن يعيننا جميعًا للعمل بإخلاص وثبات وفق طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكلل أعمالنا بإقامة الخلافة وأن نعمل على حمل الإسلام رسالة للعالم، اللهم آمين.
﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 32-33].
المكتب الإعلامي لحزب التحرير شرق أفريقيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: +255 778 8706 09 www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: jukwalakhilafah@gmail.com |