الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
كينيا

التاريخ الهجري    9 من رجب 1435هـ رقم الإصدار: 12 / 1435u0647u0640
التاريخ الميلادي     الخميس, 08 أيار/مايو 2014 م

بيان صحفي شلال دماء: فمن هو المسؤول؟! (مترجم)

 

لقد كان الانفجارَان اللذان هزا مدينتي مومباسا ونيروبي نهاية الأسبوع الماضي واللذان خلفا ما مجموعه ستة قتلى وعشرات الجرحى حادثَين مؤلمين للغاية. ويُعد ما جرى هو الحادث الثمانين ضمن سلسلة انفجارات أخرى وقعت منذ أن شاركت قوات الدفاع الكينية في القتال ضد حركة الشباب في الصومال في 2011. إنه لمن المؤلم أن تزهق الأرواح البريئة وتسيل شلالات الدماء هذه؛ لذلك وفيما يتعلق بهذه الأحداث فإننا الحزب السياسي الإسلامي حزب التحرير / شرق أفريقيا نود الإشارة إلى ما يلي:


من الملاحظ أنه كلما وقعت حوادث كهذه يشار بأصابع الاتهام إلى المسلمين حتى قبل الشروع بالتحقيقات الفعلية حول الحادث، فتبدأ مباشرة ودون تحقيق سلسلةٌ من المداهمات التي تقوم بها الشرطة وخلالها يتم اعتقال الكثير من المسلمين. وإن ما يُحزن حقا هي تلك الإساءة في التعامل مع المسلمين المظلومين الذين لا يُعطَوْن أيه فرصة للدفاع عن أنفسهم.


ومن القصص المحزنة التي ذكرها موقع :Nairobi News أن طفلا عمره ستة أشهر توفي لأن أمه كانت بعيدة عنه فلم يُعط الرعاية الكافية؛ حيث كانت قد اعتقلت في كاساراني خلال عملية للشرطة تُسمى "متابعة أسامة". هذا فضلا عن كون وحدات الشرطة بما فيها (وحدة شرطة مكافحة الإرهاب) تطبق حكم الإعدام دون الرجوع للقضاء في تجاهل واضح تام للقوانين سواء الكينية منها أو الدولية. كما أنهم يمددون فترات الاعتقال ويتجاهلون الأحكام القضائية بحجة أن ترك الإرهابيين أحرارا بعد دفعهم للكفالة أمرٌ لا أمان فيه، حتى إن القاضي دي كي مراجا الذي تولى محاكمة المتورطين بأحداث كنيسة كيامبا التي وقعت بعد الانتخابات في الرابع والعشرين من نيسان 2009، وجه انتقادات للشرطة والنيابة على أعمالهم المخالفة للقوانين ثم إلقاء اللوم بعدها على القضاء. إن هذا كله يبين بوضوح عدم وجود أدلة على إدانة المتهمين ويثبت بطلان تلك الدعوات الكاذبة المنافقة التي تنادي بسيادة القانون واستقلالية القضاء.


من الواضح أن غياب الأمن في كينيا قد وصل إلى مستويات عالية خاصة بعد عملية "ليندا نيتشي" التي قامت بها قوات الدفاع الكينية في الصومال. فبعد انتشار هذه القوات في البلاد طفت الكثير من التقارير إلى السطح مدعية بأن هذه القوات قد اعتقلت ودكت حصون "الشباب". والسؤال هو: لماذا إذاً لا يزال الأبرياء الكينيون يقتلون؟ إننا ندرك بوضوح تام إلى أي مدى وصل انعدام الأمن والأمان في الصومال، ولكنه من غير الصحيح أن عمليات البحث العسكرية الدقيقة ستجلب السلام الدائم لها، فالمشاهد أن أمريكا وفرنسا وغيرهما من الدول تتواجد في الصومال لكن السلام لم يتحقق بعد في البلاد.


إن السبب الحقيقي الجذري لغياب السلام وانعدامه في الصومال هو ذلك الصراع عليها بين الدول الغربية من أجل الموارد الطبيعية الموجودة فيها. ومن الضروري أن ندرك أن الغرب؛ أمريكا من جهة والأوروبيين من جهة أخرى قد حولوا الصومال إلى ميدان معركة من أجل نهب موارد الصومال، وإن ذريعتهم الوحيدة التي يتمسكون بها للبقاء هي حجة مكافحة الإرهاب. إن هذه الدول الكبرى تدرك تماما عبء وتكاليف الحروب ولذلك فإنهم يتعاملون مع ذلك ويتجاوزونه بإجبار الدول التابعة لهم ككينيا للقيام بذلك نيابة عنهم، هذه الدول التي تعجز عن إعالة نفسها اقتصاديا لتتحمل خوض الحروب ما يزيد الأمر سوءا بالنسبة لمواطنيها الأبرياء.


إنه لأمر محزن للغاية رؤية القادة الأفارقة بما فيهم قادة كينيا يسيرون وراء هذه الأيديولوجية الاستعمارية، الأيديولوجية التي تجعل من قدرة القادة على رعاية شؤون مواطنيهم أمرا صعبا وصعبا جدا، فهم وتحت هذه الأيديولوجية يخوضون حروبا تُسمى "الحرب على الإرهاب" تجعل من الإسلام تهمة، وكأن الإسلام هو سبب معضلات بلادهم القائمة. والحقيقة هي أن أفريقيا لا تزال تجني ثمار الفكر الغربي الفاسد. وهنا في كينيا فإن القمع الاستعماري أمر ليس بالغريب فيها فكثير من الأفارقة وُصموا بالإرهاب لمجرد أنهم كانوا يقاتلون دفاعا عن أرضهم ضد المحتل المستعمر.


لقد شعرت أمريكا وحلفاؤها بتهديد حقيقي من عودة دولة الخلافة إلى الوجود وبالتالي حكمها للعالم من جديد وذلك بعد هذا الفشل الواضح للفكر الرأسمالي الغربي في حل مشاكل العالم، بل بعد أن تبين أن هذا الفكر هو جزء من المشكلة لا الحل.


وختاما فإننا نود أن نبين أنّ من أساسيات مفاهيم ديننا الإسلامي حماية وصون أرواح الأبرياء، وبالتالي فإن هذه الأحداث المؤلمة التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع لا يمكن ولا بأي حال، بل ولا ينبغي أن يكون لها أية صلة بالإسلام والمسلمين. وهذه الحقيقة يشهد لها التاريخ؛ فقد عاش غير المسلمين في ظل دولة الخلافة الإسلامية في أمن وأمان واحترام لعاداتهم وتقاليدهم. قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ كَانَ عَلَى يَهُودِيَّتِهِ أَوْ نَصْرَانِيَّتِهِ فَإِنَّهُ لاَ يُفْتَنُ عَنْهَا». هذه هي الطريقة التي ستدير بها دولة الخلافة القادمة قريبا بإذن الله شؤون رعاياها بما يحفظ أمنهم وأمانهم دون أي تمييز.

 

 

 

شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق إفريقيا

 

 

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
كينيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: +254 717 606 667 / +254 737 606 667
www.hizb-ut-tahrir.info
E-Mail:  abuhusna84@yahoo.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع