إن العمل الإجرامي الذي تمثل في إلقاء القنابل اليدوية على المسلمين أثناء خروجهم من مسجد محلي في زنجبار، وأدى إلى وفاة أحد المصلين وإصابة آخرين إصابات خطيرة، إن دل على شيء فإنما يدل على أن الحكومة الرأسمالية الحالية تفتقر إلى الحماسة السياسية والرغبة في حماية أرواح مواطنيها وكرامتهم، وذلك على الرغم من الضرائب الباهظة التي تثقل كاهلهم. كما أنه يكشف فساد هذا النظام وبشاعة انحراف وسائل الإعلام عند حديثها عن مثل هذه الأعمال. وتتضح فظاعة هذا الحادث الأليم أكثر إذا ما قارناه بالتقارير التي تتناول أعمالاً مشابهة وقعت لشخص أو أشخاص من ديانة أخرى. وذلك مثل العمل المشين الذي تمت خلاله مهاجمة فتاتين بريطانيتين بمادة الحامض (الأسيد). فقد قامت قيامة الحكومة حينها ولم تقعد، وبادرت إلى التحقيق لكشف الفاعل ومحاسبته. أما عندما يكون الضحايا من المسلمين، كما في الحالة التي تحدثنا عنها، فلا تقوم الحكومة ذاتها بأي إجراء جاد لمعرفة الفاعلين ومحاكمتهم. ما يشير إلى أن حياة المسلمين في نظر الحكومة رخيصة أو لا قيمة لها البتّة.

ويودّ حزب التحرير في شرق أفريقيا أن ينبّه بهذه المناسبة، وببالغ القلق، إلى أن الصراع على المنافع المادية بين أميركا وبريطانيا، وعلى رأسها الموارد الطبيعية الضخمة بشرق أفريقيا، سيبقى يسبب الكثير من المشاكل والكوارث لأهلها. وستبقى الدولتان تحاولان إشغال الناس هنا بالنزاعات الداخلية، تحت ستار الصراع السياسي مرة، وباسم الدين أخرى، وتارة تحت ستار الصراع القومي، وهكذا دواليك. أما الهدف الحقيقي من وراء ذلك كله فهو سيطرة هذا الطرف أو ذاك على بلادنا ونهبه لثرواتنا.

كما أننا نذكّر جميع المسلمين وغير المسلمين، على حدٍ سواء، بأن الفوضى والخراب، اللذين ينهشان البلاد والعباد نتيجةً للصراع بين هاتين الدولتين الاستعماريتين، سيزولان عن قريب بإذن الله. وذلك عندما يحكم العالمَ نظامُ حياة عادلٌ منصف، هو نظام الإسلام في ظل دولة الخلافة. وسيتم حينها إلقاء الرأسمالية، ومعها كل أدواتها والمنافحون عنها، إلى هاوية سحيقة.

مسعود مسلم
نائب الممثل الإعلامي لحزب التحرير
في شرق أفريقيا