المكتب الإعــلامي
كينيا
التاريخ الهجري | 24 من شوال 1435هـ | رقم الإصدار: 20 / 1435 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 20 آب/أغسطس 2014 م |
بيان صحفي ألا تخافون بطش الجبّار فتكفّوا عن ارتكاب هذه المعاصي الكبار والآثام العظام؟ (مترجم)
مرة أخرى، تواجَه فرقة محاربة الإرهاب بالانتقادات واللوم الشديد لممارساتها الوحشية بحق المسلمين.
فقد وجهت منظمات حقوق الإنسان في تقريرها الذي صدر يوم الاثنين 2014/8/18 انتقادات حادة للفرقة المذكورة بسبب ما ارتكبته وترتكبه من جرائم القتل والاختطاف والتغييب القسري للعديد من الأشخاص الذين تتهمهم بما يسمى الإرهاب. حيث قالت نائبة مفوض المنظمة ليسلي ليفكاو "إن فرقة محاربة الإرهاب تقوم بقتل أناس أبرياء وتغييب آخرين، وذلك أمام أعين كبار مسؤولي الحكومة والسفارة، بل وحتى أمام كبار مسؤولي الأمم المتحدة...".
وإزاء ما أورده التقرير عن جرائم هذه الفرقة بحق المسلمين الأبرياء، يبين حزب التحرير في شرق أفريقيا ما يلي:
إن هذه الأخبار ليست بالشيء الغريب على المسلمين هنا، ولا على إخوانهم المسلمين في كينيا كلها. فمنذ تأسيس هذه الفرقة المشؤومة وإطلاق يدها لتعيث في الأرض فساداً في 2003، دأبت على اقتراف هذه الجرائم البشعة في وضح النهار دون ذرّة من شعور بالإنسانية! ومن الأمثلة الصارخة على أعمالها الشرّيرة اعتقالها الموغل في الفظاظة والوحشية، في رابعة النهار، لسليمان صويلح سالم من حي ماجينغو في مومباسا عقب صلاة الجمعة أوائل هذا الشهر. كما لا تعلم أسرته حتى اللحظة شيئاً عما حصل له بعدها أو مكان وجوده. كذلك تحولت الكثير من النساء الطاهرات العفيفات إلى أرامل، وتيتّم كثير من الأطفال الأبرياء على أيدي هذه الفرقة، وبات العديد من البيوت خاليا من الشباب دونما سبب وجيه! والمؤسف، بل الأشد إيلاماً، مع ذلك، أن هذه الفرقة تستشيط غضباً كلما وُجه إليها لوم أو استنكار، بدلاً من أن ترعوي وتكفّ عما أغرقت نفسها فيه من الآثام الكبار. فتتمادى في غيّها، وتعاود ممارسة فظاعاتها ومعاصيها بصورة أكثر وحشية! وهو الأمر الذي جعل كل ما ذكرته تقارير منظمات حقوق الإنسان ليس سوى نزر يسير مما يعانيه المسلمون في كينيا من ظلم وبطش على يد هذه الفرقة الأثيمة.
كما أن هذه الأعمال الظالمة لم تعد حكراً على فرقة محاربة الإرهاب، وإنما امتدت عدواها وانتقلت إلى وحدات أخرى في الشرطة. فهذه وحدة GSU في إيستليغ بنيروبي طالما قامت بترويع المسلمين، من خلال مداهمة منازل المسلمين من أصل صومالي وضربهم ضرباً مبرحاً ثم حبسهم في البرد القارس في سجن كاساراني. والغريب العجيب أن جميع هذه الاعتداءات الوحشية قد جرت في إطار ما سمّي "عملية الرقابة على السلامة" في نيسان/أبريل هذا العام.
ولقد بات من المجزوم به أن فرقة محاربة الإرهاب قامت بكل هذه الانتهاكات المشينة والأعمال الإجرامية تحت مظلة رعاية وحماية أميركا، صاحبة أسوأ سجل في إعدام المسلمين شنقاً دون محاكمات قانونية عبر العالم. فإلى جانب تدريبها للوحدات المختلفة في سياق ما أطلقت عليه مكافحة ومحاربة الإرهاب، تمادت أميركا فخطت خطوة واسعة أخرى من خلال تكفلها بدفع نفقات دول ومنظمات أمنية كثيرة سخّرتها في حربها على الإرهاب. حيث أشار تقرير أعدّته منظمتان لحقوق الإنسان، هما "مبادرة العدل في المجتمع المنفتح" و"مسلمون من أجل حقوق الإنسان"، أشار إلى أن أميركا قدمت لفرقة محاربة الإرهاب هذه مبلغ 10 ملايين دولار خلال السنة التي شُكلت فيها الفرقة فقط. ومما لا شك فيه أن هذه الفرقة الآثمة ما زالت تحظى بالرعاية المالية الأميركية حتى الآن.
إنه لا بد لنا من أن نذكّر المسلمين جميعاً، في هذه المناسبة، بأن كل تلك الأعمال الإجرامية التي ترتكب في حقهم ما هي إلا غيضٌ من فيض الاعتداءات الوحشية التي تمارس على المسلمين في شتى بقاع العالم في واقع الأمر. ولا ريب أننا لو أردنا أن نكتب تقريراً يعدد جرائم قتل المسلمين الأبرياء التي وقعت أثناء هذه الحرب الشرسة المتواصلة لاستغرق ذلك وقتاً ليس بالقصير حتماً ولملأ مجلّدات ومجلّدات.
وعليه، بات حتماً على المسلمين كافة أن يدركوا أن هذه الحرب، متعددة الأسلحة والمجالات، ما هي إلا حملة مسعورة تهدف إلى منع أو تأخير صعود الإسلام المبارك ليحكم العالم. وذلك بغية إبقاء الفرصة متاحة أمام أميركا للاستمرار في استعمار العالم، في الجانبين الثقافي والعملي على حدٍ سواء. كما لم يعد هناك مناص أمام المسلمين من أن يعوا، وهذا هو الأهم، أنهم هم، وحدهم، المستهدفون بهذه الحرب. وذلك لأنهم، هم وحدهم أيضاً، من يملكون مبدأً طاهراً نقياً، قادراً على حكم العالم بأسره، واقتلاع المبدأ الرأسمالي الاستعماري الذي تتولى قيادته أميركا من جذوره. كذلك لا بد، والحالة هذه، أن نصرخ بأعلى صوتنا كلما تعرضنا لمثل هذه الأعمال والممارسات المهينة، احتجاجاً، وفضحاً لمقترفيها. وذلك جنباً إلى جنب مع العمل الدؤوب لإيصال مبدئنا إلى سدّة الحكم. فيعيش الإنسان حياته، في كل جوانبها، كما أراد ربُّه عز وجل، وكما يليق به كأكرم مخلوق، في ظل دولة الخلافة. وهي، وحدها، الدولة التي ستوقف كذلك ظلم الظلمة، وتنشر العدل في ربوع العالم. فتحيا كل المخلوقات في طمأنينة ووئام. ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا!
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق أفريقيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير كينيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: +254 717 606 667 / +254 737 606 667 www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: abuhusna84@yahoo.com |