المكتب الإعــلامي
كينيا
التاريخ الهجري | 26 من شوال 1435هـ | رقم الإصدار: 21/ 1435 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 22 آب/أغسطس 2014 م |
بيان صحفي التعذيب والتنكيل والوحشية التي يتعرض لها المتهمون "بالإرهاب" هي بسبب معتقداتهم الإسلامية ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ (مترجم)
إن حزب التحرير في شرق أفريقيا يستنكر ويدين بكل قوة وبأشد العبارات كافة أشكال التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والتنكيل والإهانات التي تمارس بحق إخوتنا المسلمين، وفي مقدمتهم علماء الدين والمعلمون والناشطون الإسلاميون الآخرون، في إطار ما أطلق عليه قضية الإرهاب، وذلك حسبما أوضحوا هم أنفسهم مؤخراً أمام المحكمة في دار السلام، ونقلته بعض الصحف بهذا الصدد.
وإننا في حزب التحرير إذ نسمّي الأشياء بأسمائها نقول: إن كل صنوف التعذيب والمعاملة غير الإنسانية والبطش ومحاولات الإذلال التي يتعرض لها إخوتنا المسلمون هنا في تنزانيا، وفي كل بقاع الأرض، هي في الأساس لا لشيء إلا لأنهم مسلمون.
وما يجعلنا نجزم بذلك هو أن قانون محاربة الإرهاب هذا، الذي يلفق التهم للناس هنا وهناك بلا تمييز، قد فرضته أميركا بالقوة على البلدان المختلفة، لهدف واحد ووحيد هو قمع المسلمين في العالم ومحاولة إخضاعهم لإرادة أميركا وتطويعهم لخدمة مصالحها. وبهذه المناسبة، يثير حزب التحرير بكل جرأة وصراحة السؤال التالي: لماذا لا يتم إخضاع زعماء الكنيسة، بمن فيهم الكهنة ومتيكيلا Mtikila الذين يوضعون بين الحين والآخر خلف القضبان، بل وتحقق معهم الشرطة وتحبسهم أحياناً، للتعذيب والتنكيل ولو ليوم واحد، مثلما يُفعل بإخوتنا المسلمين؟
إننا نعود ونقول أن هذه المعاملة الوحشية والمظالم التي يعاني منها المسلمون في تنزانيا، دون وازع من ضمير، على أيدي قوات الأمن الخاصة بأوامر من أميركا، ليست هي الأولى ولا الأخيرة. فقد سبقتها أعمال لا تقل بطشاً في معتقلات غوانتانامو وباغرام وأبو غريب وغيرها الكثير. كما أن ما ذكره المعتقلون المسلمون أنفسهم أمام المحكمة عن شتى صنوف التعذيب التي يلاقونها ما هي إلا جزء يسير مما يحصل على أرض الواقع. وليس أدلّ على ذلك مما وقع لإخوتنا المسلمين الذين لفّقت لهم التهمة ذاتها في كل من أروشا وموانزا وكينيا وغيرها.
ومما يجدر ذكره أن هذه الممارسات البشعة بحق المسلمين الأبرياء تتم من قبل القوات الخاصة، المعروفة باسم فرق مكافحة الإرهاب، التي تعمل بتمويل وتوجيه وتحت إشراف أميركا المباشر. وهي ما زالت مستمرة، لم ترعو، بل ازدادت إمعاناً، في اقتراف جرائمها، بالرغم من اللوم الشديد والنقد اللاذع الذي وجّه إليها على الملأ بسبب ممارساتها الوحشية. وذلك حسبما أورد تقرير لإحدى منظمات حقوق الإنسان بتاريخ 2014/8/18 تحدثت فيه عن الانتهاكات التي تقع على يد وحدة شرطة مكافحة الإرهاب في كينيا.
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_38966
إن هذه الأعمال الغاشمة، وغيرها الكثير، ما هي إلا دليل صارخ على فساد الأساس الذي يقوم عليه المبدأ الرأسمالي. وهو الأمر الذي يتمثل في:
أولاً، قلة البنية التحتية الصلبة اللازمة لجمع الأدلة والإثباتات لدى هذه الوحدات وأسيادهم، هذا إن كان هناك بنية تحتية أصلاً، ما يجعلهم يعتمدون وبشكل كلي على البطش والتعذيب.
وثانياً، انعدام الأدلة القوية لديهم، فتقوم هذه القوات بإفراغ مخزون الكراهية الذي امتلأت به وتصبّ جام غضبها على المتهمين. وذلك لأنها متأكدة من عدم وجود جريمة يمكن السير في إجراءاتٍ قضائية اعتيادية بشأنها.
وثالثاً، إن الافتراضات الصبيانية وأحلام اليقظة التي تعشش في أذهان قادة أميركا وأشياعها وأدواتها، نتيجة لمبدئها الاستعماري الكفري، تجعلهم يتوهمون أن إخضاع المسلمين للتعذيب سيخيفهم ويوهن من عزيمتهم في القيام بفرض نشر مبدئهم الصالح النقي الطاهر. ولكن هيهات هيهات لأميركا أن تظفر بذلك.
ولتبق أميركا تعيش وهمها، الذي يلفّه جهلها بحقيقة الإسلام وتاريخ الإسلام، فيزيده ضغثاً على إبّالة. فها هو الإسلام بحمد الله ما زال شامخاً، وما برح معتنقوه، رغم قلة حيلتهم، جرّاء غياب خلافتهم وإمامهم، يكافحون أعتى قوى الكفر والضلال منذ عشرات السنين.
ورابعاً، إن عمليات التنكيل والتعذيب هذه إن دلت على شيء فإنما تدل على عجز حملة المبدأ الرأسمالي العفن عن حمايته، فكرياً وعلى أرض الواقع معاً. ولذلك لم يبق أمامهم، سيما وهم بهذه العقلية المتغطرسة، إلا اللجوء إلى التعذيب. فمبدؤهم، بطبيعته، يحمل في ثناياه بذور فنائه. ولن يمر وقت طويل، بإذن الله، قبل أن يُلقى بهذا المبدأ النحس في هاوية سحيقة، فهو لم يقف عند حدود عدم تحقيق أي نفعٍ للبشرية، بل وزاد على ذلك ما جرّه عليها من بؤس وشقاء.
لقد فشلت الرأسمالية سياسياً، هي وديمقراطيتها... إذ ثبت لكل ذي عينين أن الديمقراطية في حقيقتها نظام غش وخداع، لا يخدم إلا بعض الطغاة من كبار أصحاب رؤوس الأموال والسياسيين الفاسدين المتحالفين معهم ضد شعوبهم. يدّعون عندنا مثلاً أنهم يسعون لوضع وتطبيق دستور جديد يخدم مصالح الشعب، ويبقون دستوراً آخر مغايراً له في جيوبهم جاهزاً للتنفيذ حسب مصالح أسيادهم. كما فشلت الرأسمالية من الناحية الاقتصادية؛ حيث قامت بفرض سلاسل لا تنتهي من الضرائب والرسوم عشوائياً، ما فاقم مشكلة الفقر بين الناس، وأدى في الوقت ذاته إلى تكديس المزيد من الأموال في حسابات الشركات الرأسمالية عبر استحواذها على موارد الشعوب، بمباركة من السياسيين الرأسماليين العفنين، ومن خلال عقود باطلة مزيفة. وأثبتت الرأسمالية فشلها الذريع كذلك في الجانب الاجتماعي. وذلك من خلال تطبيق ومحاولة نشر مفاهيمها الفاسدة عن الحريات، وتفريخ الرذائل بشتى أنواعها، من الإدمان على الخمور إلى اختلاط النساء بالرجال الأجانب إلى السفاح والزنا إلى غشيان المحارم، ما أدى إلى تقويض أسس المجتمع وتفكيك أواصره، إضافة إلى الدعوة والدعاية المكشوفة للشذوذ الجنسي والسحاق. وأخيراً، جاءت هذه المعاملة الوحشية للمسلمين الأبرياء والبطش بهم لتدلل على انحطاط وفشل حكم الرأسماليين الدستوري، بل فشل حتى قوانينهم ذاتها ونظمهم القضائية نفسها. وإنه لعار عليهم ما بعده عار ألا يقدروا حتى على حماية القانون الذي صنعته أيديهم الملطخة بالدماء! وعليه، فإنه ما من خير أو نفعٍ يُرتجى من هذا المبدأ الرأسمالي بكافة عناصره ومكوناته!
استناداً إلى ما ورد أعلاه، فإن حزب التحرير يدعو المسلمين في أنحاء المعمورة لمواصلة الدعوة إلى مبدأ الإسلام الصالح المصلح، والعمل من أجل تطبيقه في دولة الخلافة، التي ستتولى نشره في بقاع العالم. وذلك دون أي إثارة من خوف، مترسّمين بكل دقة طريقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك، وهي طريقة لا تستخدم ولا تقرّ استخدام العنف لتحقيق غايتها. وندعوهم كذلك ألا ينسوا في الوقت ذاته انتقاد وفضح كل من يرتكب أي نوع من الاضطهاد على المسلمين، والأهم من ذلك إشاحة وجوههم عن كل السياسات الرأسمالية الكافرة ومعها أيضاً جميع الدساتير والانتخابات القائمة على أساس الديمقراطية الكافرة. وذلك لأن كل هذه السياسات والدساتير والانتخابات الفاسدة يحرّمها الإسلام، فوق أنها تُنشئ حكومات تلحق أكبر ضرر بالمسلمين في حياتهم الدنيا وأُخراهم.
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نتقدم من أعماقنا بأصدق مواساة لإخوتنا الأعزاء للمعاملة الوحشية التي لاقوها على أيدي الظلمة. كما نبشّر جميع إخوتنا المسلمين في العالم بقرب تحقق النصر لهذه الأمة في ظل دولة الإسلام، الخلافة الراشدة الثانية. وهي التي لن تنسى أو تغفل أية ذرة من ظلم ارتكب بحق المسلمين من قبل أي ظالم أو طاغية، وستحاسبه على كل ما اقترفت يداه بكل جد وحزم. وإن مات الطغاة والظلمة قبل قيام دولة الخلافة، فإنهم لن يفلتوا من سخط الله عز وجل وحسابه العسير في الآخرة، فإن الله بما يعملون محيط. قال سبحانه وتعالى:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّـهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾
مسعود مسلم
نائب الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق إفريقيا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير كينيا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: +254 717 606 667 / +254 737 606 667 www.hizb-ut-tahrir.info |
E-Mail: abuhusna84@yahoo.com |