المكتب الإعــلامي
قرغيزستان
التاريخ الهجري | 9 من شـعبان 1436هـ | رقم الإصدار: 09/36 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 27 أيار/مايو 2015 م |
بيان صحفي
القوات العسكرية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي تكمل التدريبات في طاجيكستان
(مترجم)
قبل ثلاثة أيام أنهت القوات العسكرية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التدريبات الحربية في جنوب طاجيكستان، والتي تعتبر القوة الدفاعية السريعة. وقد شارك في هذه التدريبات كل أعضاء القوة الدفاعية السريعة، وهي أرمينيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان، حيث زاد عدد المشاركين عن ألفين وخمسمائة جندي. والهدف من هذه التدريبات هو الدفاع المشترك ضد أي هجوم من قبل الأعداء من دولة أفغانستان.
وقد أعلن عن نجاح هذه التدريبات والهدف المرجو منها. حيث تحدث السكرتير العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي نيكولاي بردوجا، عن أسباب التدريبات بقوله "إن التهديد الآتي من أفغانستان مرتبط بوجود حركة طالبان ووجود جماعات أخرى في كابول ليست تحت السيطرة، وهذه الجماعات توجد في جنوب أفغانستان وتمثل خطرا على منظمة معاهدة الأمن الجماعي. حيث إن الوضع الخطير في أفغانستان هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتنا نقوم بهذه التدريبات، والتأكيد على الاستعدادية لـ"لجماعة قوات الردع السريع" لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي". وأضاف نيكولاي بردوجا أيضا بأنه "إلى جانب طالبان في أفغانستان، يوجد ممثلون عن تنظيم الدولة الإسلامية، وهذا ما جعل منظمة معاهدة الأمن الجماعي تهتم بالوضع".
تركستان: من الملاحظ أن روسيا فقدت وزنها في السياسة الدولية، وهذا ليس من الصعب فهمه، بعد فشل روسيا في مسألة الحرب في أوكرانيا، وفرض العقوبات الدولية عليها، بسبب تلك الحرب، حيث تحاول روسيا فرض سيطرتها على المنطقة هناك.
وفي الوقت نفسه فإن روسيا لا تريد أن تتخلى عن وضعها في آسيا الوسطى أيضا. ولكنها فقدت كل قواها هناك، إلا أنها ما زالت تحافظ على قوتها العسكرية وتطويرها فقط. لهذا تحاول روسيا أن تفتعل أوضاعاً في المنطقة حتى تشعر أهل المنطقة بأنهم بحاجة إلى الحماية والقوة الروسية. لهذا هي بحاجة إلى افتعال رعب وفوضى وتهديد وهمي، أو إيجاد وضع غير مستقر في المنطقة. ولن نتفاجأ إذا قامت أمريكا بالعمل ذاته في أفغانستان، فهي تسعى لإبقاء حلف الناتو وعدم الاستقرار في أفغانستان وما حولها، وروسيا في الوقت نفسه مستمرة في افتعال الرعب في آسيا الوسطى.
إن التدريبات في طاجيكستان وكازاخستان مستمرة، وروسيا تعمل بجدية للتصادم مع أمريكا في آسيا الوسطى. وكما ذكرنا فإن التدريبات مستمرة الواحدة تلو الأخرى بهدف زرع الخوف في آسيا الوسطى.
ومثل هذا العمل يمكن أن يكون في دول أخرى. مثلا: استمرار أمريكا في الضغط على المنطقة، مما يجعل قرغيزستان في بعض المسائل تعمل لصالح أمريكا أو الصين. حيث إن قرغيزستان لا تستطيع تنفيذ ما تمليه عليها روسيا، وإن روسيا لا تستطيع أن تحميها في حال حدوث أي طارئ عليها من الخارج. ولكن في الوقت نفسه لن تتوقف روسيا عن الطلب من الحكومة القرغيزية بأن تكون في الخط الروسي، وإذا حدث هذا فسوف يجعل قرغيزستان تختفي من الوجود.
مع وجود تغييرات كبيرة في قرغيزستان، فإن خطأ قرغيزستان هو خوفها من الهجوم الروسي عليها، بدل خوفها من وضعها السياسي الداخلي. يتوجب على أتامباييف أن يعمل مثل بوتين بأن يوحد الشعب على أساس عقيدة قوية في الداخل، من شأنها أن توجه الشعب في الاتجاه الصحيح، وتعمل على توحيد الشعب كقوة واحدة في اتجاه معين.
حيث إن بوتين بدأ يعمل على إظهار مشاعر الروس لحب الوطن، وهو ما يعتبر مشهورا عند الروس. وفي الوقت نفسه فإن بوتين يستغل قوة شخصيته للتأثير إيجابيا على الشعب الروسي. وحتى إنه يستغل عدم نجاحه في قضية أوكرانيا في تحقيق هدف إيجابي. نحن نعلم أن مشاعر حب الوطن توحّد الشعوب وخاصة عند خطر الحرب. لذلك فإن بوتين يحاول إفهام شعبه أن عدم نجاحه في أزمة أوكرانيا هو بسبب الاتحاد الأوروبي. إن الشعب الروسي في الحربين العالميتين دافع عن أرضه، حيث إنه صورها القوة الروحية لحب الوطن. وبوتين يريد أن يفعّل هذه المشاعر عند الشعب الروسي. وهذا ما يخلق بعض العقبات عند الأمريكان في تحقيق أهدافهم، ومنها سعيهم إلى تقسيم روسيا إلى أجزاء.
إن أتامباييف ومن سبقوه لم يستطيعوا فهم ذلك، بأن يعملوا على استغلال العقيدة الإسلامية، التي تعمل على توحيد الشعب القرغيزي، في عاداته وتقاليده أيضا. ولم يعملوا على الحفاظ على قرغيزستان كدولة، وحتى ليست لديهم أي شهرة سياسية، ولم يفكروا في استغلال القوة الموجودة في الشعب القرغيزي.
ومثل هذه القوة أيضا موجودة في جميع بلدان آسيا الوسطى. وإن كل دولة منها تعلم أن شعبها قوي جدا بعقيدته الإسلامية، ولكنهم لم يفكروا في استغلال هذه القوة العظيمة لمصلحة البلاد ضد الكفار وأوامرهم التي تعمل ضد هذه العقيدة.
ولكن بسبب عدم وضوح الرؤية لم يبق عندهم شيء ليحافظوا على البلاد أو ينقذوها، سوى أن يتخذوا من بوتين مثالا يحتذى، بدل أن يوجدوا في شعوبهم الحب القوي لعقيدتهم الإسلامية العظيمة، التي ضحوا من أجلها خلال القرون السابقة. وهم ما يزالوا يضحون وخاصة شباب حزب التحرير، لأن هذه العقيدة هي عقيدة الجهاد والتضحية، لو أدركها حكام المسلمين واستثمروها جيدا لاستطاعوا تخليص بلادهم من ربقة الاستعمار وقلع نفوذه من بلادهم.
إن أوضاعنا سيئة جدا لأن دول الكفر تحضر لاحتلال أراضينا. ولهذا هم يحاولون إبعادنا عن ديننا وعن سر قوتنا المتمثل في عقيدتنا. بالرغم من أن دول الكفر تتخاصم وتتحارب مع بعضها البعض على مصالحهم الخاصة، إلا أنهم يتحدون في جبهة واحدة للقتال ضد العقيدة الإسلامية. وهذا ما نراه في سوريا مثلا، التي تكالب عليها الغرب الكافر، ومدّ المجرم بشار بكل ما يحتاجه من دعم عسكري وسياسي للقضاء ثورتها المباركة؛ لأن أهل الشام أعلنوها إسلامية.
إننا مسلمي بلاد آسيا الوسطى يجب أن نتذكر، ونعترف بأن خلاصنا من كل ما يجري لنا من نكبات ومن إهانات لا يكون إلا بالرجوع إلى العقيدة الإسلامية، لأننا حتى الآن ضحية لعبة القوى الدولية الكافرة.
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في قرغيزستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير قرغيزستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: http://hizb-turkiston.net |
E-Mail: webmaster@hizb-turkiston.net |