بيان صحفي

كلمات عن عيد "استقلال" قرغيزستان

يتم الاحتفال بيوم 31 آب/أغسطس باعتباره يوم استقلال قرغيزستان منذ عام 1991. إذن، هل قرغيزستان دولة مستقلة حقا؟ نسعى للإجابة على هذا السؤال بالرجوع إلى الحقائق والمصطلحات التاريخية.

أولاً، سنتطرق إلى تاريخ الاستقلال في القرن العشرين من حيث صلته بالموضوع. إن مصطلح الاستقلال، بعد الحرب العالمية الثانية أصبح يعني التحرر من الاستعمار. في الواقع، هذا هو معناه الظاهري فقط. والحقيقة أن صاحبة هذا الأمر هي أمريكا، وقد اخترعته من أجل إيجاد فرصة لنزع مستعمَرات المستعمِرين الآخرين. وإن ميثاق الأطلسي هي الخطوة الأولى في هذه العملية.

إن ميثاق الأطلسي هو أحد الوثائق البرمجية الرئيسية للتحالف المناهض لهتلر، التي قبلها رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي في مؤتمر الأطلسي وأُعلن عنها في 14 آب/أغسطس 1941. وفي 24 أيلول/سبتمبر، انضم إليها الاتحاد السوفييتي. صدر هذا الميثاق من أجل تحديد النظام العالمي بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، في الواقع، لم تكن أمريكا داخلة الحرب في هذا الوقت. وبعد ذلك، استخدم مصطلح الأمم المتحدة أيضاً كمرادف للتحالف المناهض لهتلر، وأصبح هذا فيما بعد أساسَ منظمة الأمم المتحدة.

وطالبت أمريكا في هذا المؤتمر بفتح طريق الوصول إلى مستعمرات الدول الأخرى مقابل دخولها الحرب إلى جانب الحلفاء. ويتم تعريفها رسمياً في مواد الميثاق. وبعض منها على النحو التالي:

- استعادة حقوق السيادة والإدارة الذاتية للشعوب التي سُلبت منها بالقوة. وهذا يعني خلق فرصة لأمريكا لتحريض الدول المستعمَرَة ضد القوى الاستعمارية القديمة بشعار الاستقلال واستعمارها من جديد.

- المشاركة الحرة لجميع الدول في التجارة العالمية والحصول على المواد الأولية اللازمة لتنمية الدولة. وهذا يعني فتح المجال للاستيلاء على المواد الأولية للدول المستعمَرَة الواقعة تحت سيطرة القوى الاستعمارية الأخرى تحت مسمى التجارة.

- التعاون الاقتصادي العالمي. وهذا يعني دخول المستعمَرَات الواقعة تحت سيطرة القوى الاستعمارية الأخرى بالطريقة الاقتصادية الاستعمارية.

لقد بدأ تنفيذ هذه المواد في الميثاق بعد الحرب. تُعرف هذه العمليات باسم إنهاء الاستعمار (عملية إعلان الاستقلال والسيادة الكاملة في الأراضي والمستعمَرات المهيمنة والمنتدبة). يمكن القول إن عملية إنهاء الاستعمار بدأت من الهند التي حصلت على الاستقلال عام 1947. لكن في الواقع، عندما بدأت أمريكا في إثارة ثورات الاستقلال في هذا البلد، أعطت بريطانيا استقلالاً مزيفاً للهند وباكستان، وأبقتهما في قبضتها. وتكررت مثل هذه المظاهر في الدول التي انفصلت فيما بعد. ويستمر الصراع بين أمريكا وبريطانيا في الهند حتى يومنا هذا. إن حزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) الحزب الحاكم هناك عميل لأمريكا، وحزب المؤتمر الوطني الهندي عميل لبريطانيا،. وقد استولت أمريكا على باكستان بالكامل. وجرت عمليات إنهاء الاستعمار بشكل رئيسي في الدول الآسيوية حتى الستينات.

حظي إنهاء الاستعمار، بدعم قوي من الأمم المتحدة في ستينات القرن الماضي. وفي العام نفسه، قبلت الأمم المتحدة تصريح "منح الاستقلال للدول والشعوب الواقعة تحت الاستعمار". وفي عام 1961، اتفق الرئيسان الأمريكي كينيدي والسوفيتي خروشوف في فينَّا على تقسيم المستعمَرات بينهما. وبعد ذلك، تكثفت الجهود من أجل الاستقلال، خاصة في أفريقيا.

وكما هو معروف مما سبق، فقد فتحت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي الطريق لدخول مستعمَرات بريطانيا وفرنسا وغيرهما من الدول الاستعمارية الأصغر من خلال نضالات الاستقلال. وبدورهم حاول المستعمِرون القدامى الحفاظ على نفوذهم في مستعمَراتهم ومنع المستعمِرين الجدد من الدخول. على سبيل المثال، حاولت بريطانيا الاحتفاظ بالدول الموجودة في مستعمراتها من خلال منظمة دول الكومنولث، والآن اخترقت أمريكا جزئياً بعض دول هذه المنظمة، في حين سحبت بعضها بالكامل. وعملت فرنسا من خلال منظمة الفرنكفونية. وهكذا أصبحت النزاعات الاستعمارية لهؤلاء المستعمرين تنجز من خلال اتفاقيات سياسية واقتصادية وعسكرية وثقافية. وكان هذا المظهر يسمى الاستعمار الجديد. والدول التي وقعت ضحايا لها كانت تسمى الدول النامية أو دول العالم الثالث.

 بعد ذلك، بدأت الحرب التي أطلق عليها الحرب الباردة أو الحرب غير الدموية بين الولايات المتحدة ومنافسها الاتحاد السوفيتي، وهزم الاتحاد السوفيتي في هذه الحرب وانهار. وحصلت الدول المتحالفة داخل الاتحاد السوفيتي على الاستقلال المزيف. وقد أنشأت روسيا رابطة الدول المستقلة للحفاظ على مستعمَراتها. ومع ذلك، لم تتمكن من إبقاء مستعمراتها بالكامل في قبضتها، وبدأ يضعف تأثيرها. بعد ذلك، قامت بتشكيل منظمة معاهدة الأمن الجماعي من الناحية العسكرية ومنظمات الاتحاد الاقتصادي الأوراسي من الناحية الاقتصادية. وقد ازداد نفوذها ضعفا، حيث أصبحت البلدان الواقعة تحت استعمارها أعضاء في منظمات دولية أخرى وفتحت طرق الوصول إليها أمام المستعمرين الآخرين لدخولها.

حصلت قرغيزستان، مثل غيرها من البلاد المتحالفة في آسيا الوسطى، على استقلال مزيف، والآن أصبحت هدفا لحملات الاستعمار الجديد. وعلى الرغم من هيمنة روسيا الاستعمارية السابقة في قرغيزستان، فقد ظلت أمريكا تتدخل في شؤوننا الداخلية. وتقوم الصين التي بدأت استعمارها الجديد بالاستيلاء على منطقة أوزونغو-كوش، وأصبحت الآن المقرض والمستثمر الرئيسي لقرغيزستان، بتكثيف توسعها الاقتصادي فيها.

وبالتالي، فإن يوم 31 آب/أغسطس ليس يوم استقلال شعب قرغيزستان، بل هو يوم الاستعمار الجديد.

ولذلك فإننا نناشد شعب قرغيزستان بالتذكير بالمعلومات المذكورة أعلاه:

فيا أهل قرغيزستان، نحن مسلمون، وإن الطريقة الوحيدة ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ من الاستعمار هي في الإسلام فقط. لذلك، فلنتعلم جميعا إسلامنا معا ونسارع إلى تطبيقه.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في قرغيزستان