الأحد، 27 صَفر 1446هـ| 2024/09/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان

التاريخ الهجري    20 من شوال 1432هـ رقم الإصدار: u062d.u062a.u0644 44-32
التاريخ الميلادي     الأحد, 18 أيلول/سبتمبر 2011 م

محاضرة القصص: مواقف البطريرك الراعي، تحالف الأقليات وأوهام الخطر الإسلامي القادم

 

ألقى رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية لبنان أحمد القصص محاضرة في مركز الحزب في طرابلس تحت عنوان " مواقف البطريرك الراعي، حلف الأقليات وأوهام الخطر الإسلامي القادم".

 

فرأى أن مواقف البطريرك الجديدة التي ظهرت بشكل واضح في زيارته لفرنسا، إنما هي قرار واضح بالانضمام إلى تحالف الأقليات، وأن هذه المواقف تعبر عن توجه فاتيكاني تجاه الثورات التي انطلقت في المنطقة العربية من العالم الإسلامي، إذ يبدو أن الفاتيكان يخشى أن يؤدي استرداد الأمة الإسلامية سلطانها المغصوب إلى أن تقرر مصيرها بنفسها، ما يعني أنها ستحيي حياتها الإسلامية وتعيد تطبيق نظامها الإسلامي من طريق إقامة الدولة الإسلامية ومن ثم لتحمل الإسلام من جديد رسالة إلى العالم، وهذا ما يرى فيه الفاتيكان بالطبع خطرًا داهمًا لطالما واجهه خلال القرون الماضية. وانتقد بشدة لجوء الراعي إلى الغرب ليحرضه على انتفاضات المنطقة العربية طالبا منه خنقها والتصدي لها، وفي هذا ما فيه من استعداء للسواد الأعظم من المسلمين في المنطقة. وتساءل: هل يرى البطريرك وسائر أركان تحالف الأقليات أن بقاء السواد الأعظم من المسلمين تحت نير أنظمة الاستعباد والإذلال هو الطريقة الفضلى لاطمئنان نصارى المنطقة

 

على أنفسهم وحقوقهم؟! وهل نال هؤلاء حقوقهم تحت وطأة هذه الأنظمة الدنيئة الفاسدة؟!


كما انتقد أولئك الذين هللوا لمواقف الراعي بدافع من التجاذب والاصطفافات المحلية الظرفية متناسين الدوافع والخلفيات التاريخية والطائفية والإستراتيجية الفاتيكانية لهذه المواقف.

 

ورأى القصص أن تفضيل الأنظمة القمعية العلمانية المدعومة من دول الغرب الاستعمارية على نظام إسلامي مرتقب هو خطيئة تاريخية وقع فيها كل أطراف تحالف الأقليات. ذلك أن التاريخ أثبت أن الذي حفظ أهل الملل كافة في العالم الإسلامي إنما هو الإسلام لا الأنظمة العلمانية ولا التدخل الغربي. فقد صرح مؤتمر السينودس من أجل المسيحيين في الشرق الأوسط الذي عقده الفاتيكان السنة الماضية أن نسبة النصارى تدنت في القرن الأخير (قرن الأنظمة العلمانية القمعية) من عشرين بالمائة إلى خمسة بالمائة، ما يعني أن الإسلام السياسي الذي كان يحكم المنطقة في القرون الماضية هو الذي حافظ على وجود النصارى، وأن الأنظمة العلمانية هي التي قلصت نسبتهم إلى ما وصلت إليه. وما جرى على نصارى لبنان من قبل النظام السوري وعلى أقباط مصر في عهد المخلوع مبارك هو خير دليل على إساءة تلك الأنظمة لمن يسميهم البطريرك بالأقليات. وقد أثبت التاريخ أن تدخل الغرب في الدولة العثمانية ولا سيما في جبل لبنان وسائر بلاد الشام هو الذي افتتح عصر الفتن الطائفية في المنطقة، وأن ما جرى على نصارى العراق من قتل وتشريد في السنوات الأخيرة إنما جرى تحت حراب الاحتلال الغربي لهذا البلد وأن الأميركي وعملاءه هم من رعوا هذه الأعمال العدوانية.

 

وقد دعا القصص المروجين لحلف الأقليات إلى إعادة النظر في طبيعة النظام الإسلامي الذي لا يعرف مصطلح الأقليات ولا مواطني الدرجة الثانية، وإنما يؤسس لدولة ترعى شؤون الناس الذين يحملون تابعية الدولة الإسلامية جميعاً دون تمييز بين مسلم وغير مسلم، ويحرم على المسلمين إكراه الناس على اعتناق الإسلام والاعتداء على معابدهم وخمرهم وخنـزيرهم، ويترك لهم تنظيم أحوالهم الشخصية من زواج وطلاق وإرث عبر محاكم خاصة بهم وقضاة يختارونهم بأنفسهم. ودعاهم إلى المقارنة بين نمط العيش الإسلامي الذي يوفر الأجواء الروحية والخلقية والإنسانية النقية ويعرف للعائلة قيمتها وقداستها وبين الحياة الغربية التي دمرت كل القيم الروحية والخلقية والإنسانية وجعلت الحياة العائلية ظاهرة نادرة الوجود بما قامت عليه من فصل الدين عن الحياة وتغليب النـزعة الفردية والنظرة النفعية المادية إلى الحياة، وسأل: أيهما أوفق للقيم التي تنادي بها الكنيسة، هذه الحياة أم تلك؟!

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية لبنان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: +961 3 968 140
فاكس: +961 70 155148
E-Mail: [email protected]

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع