السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان

التاريخ الهجري    20 من محرم 1429هـ رقم الإصدار:
التاريخ الميلادي     الجمعة, 28 كانون الأول/ديسمبر 2007 م

الرقص على حافة الهاوية يوقع المزيد من الضحايا

من جديد يسفك العبث السياسي في لبنان المزيد من الدماء، فيوقع ثمانية قتلى وعشرات الجرحى. والشرارة مظاهرة وقطع طرق وإحراق إطارات احتجاجاً على انقطاع الكهرباء. ووقود الفتنة نفوس محتقنة بتحريض فئوي، بل طائفي ومذهبي على وجه الخصوص. وضحيتها شبان متحمسون استجابوا لزعيم هنا وآخر هناك. والصورة الجديدة المرعبة التي شهدناها الليلة الماضية عودة شبح ما كان يعرف بخطوط التماس في الحرب الأهلية اللبنانية والتي تنذر بشر مستطير.
ومن أخطر مظاهر هذه الفتنة، التعويل أو التسابق على كسب ولاء جيش فقد قيادته السياسية وبات محل تجاذب بين الأطراف المتصارعة التي يتمتع كل منها بقدر من النفوذ والولاء داخل صفوف هذا الجيش، ضباطاً وعناصر.
ومن عجائب التقلبات السياسية في هذا البلد، أن يشيد فريق بما يسمى (عقيدة الجيش الوطنية) ويفاخر بالتناغم بين سياسته وتوجه (المؤسسة العسكرية)، بينما يتأفف الفريق المقابل من مواقف هذه المؤسسة ويدعو إلى تبديل عقيدتها، ثم تنقلب الصورة فجأة ليتحول المفاخر إلى متحفظ متأفف، وربما إلى خصم، والمتأفف إلى صديق ومفاخر بولاء الجيش وخطه الوطني والاستقلالي. وأثناء تلك الفصول المتعاقبة سريعاً يسقط عشرات الشبان المتحمسين والناس الأبرياء ضحايا الجنون السياسي اللبناني.
وإذا نظرت إلى الشعارات التي يرفعها فريقا الموالاة والمعارضة، تجد أنهما يشتركان في معظم هذه الشعارات، من "الوحدة الوطنية" و"سيادة لبنان" و"صيانة الدستور" و"السلم الأهلي"، بل وحتى تطبيق بنود "المبادرة العربية"، التي نشب الصراع حول تفسيرها وكيفية تنفيذها. وليس من قبيل الصدفة أن تندلع أحداث الليلة الماضية بالتزامن مع اجتماع "وزراء الخارجية العرب"، المخصص لمتابعة المبادرة. فهل يستحق هذا الصراع التافه ذاك السيل من الدم؟!
إن الناظر إلى المتصارعين في لبنان، ومواقفهم الحادة والدموية، يجد أن ما يتصارعون عليه لا يعدو كونه صراعاً على مكاسب مادية تفصّل على مقاس الطوائف أو تنظيماتها أو زعمائها، دونما أي مشروع سياسي حقيقي لدى أي من تلك الأطراف. فالسياسة الحقيقية الراقية، هي تلك التي تهدف إلى رعاية شؤون الناس بوصفهم أناساً، لا بوصفهم من هذه الطائفة أو تلك، وهذا التفكير السياسي الحقيقي الراقي هو ما تفتقده الأطراف المتصارعة في لبنان.
فاتقوا الله أيها المتصارعون في أرواح الناس ودمائهم، فإنها أغلى من صراعاتكم التي تستعر وتنطفئ عند إشارة تأتي من خارج الحدود.
قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية لبنان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: +961 3 968 140
فاكس: +961 70 155148
E-Mail: [email protected]

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع