المكتب الإعــلامي
ولاية لبنان
التاريخ الهجري | 16 من ذي القعدة 1443هـ | رقم الإصدار: 1443 / 16 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 15 حزيران/يونيو 2022 م |
بيان صحفي
وعند عاموس هوكشتاين الخبر اليقين!
نشرت جريدة الجمهورية يوم الثلاثاء 14/6/2022م، على موقعها خبراً تحت عنوان "هوكشتاين يُعلن: الرد اللبناني يدفع المفاوضات إلى الأمام"، وهو عبارةٌ عن مقتطفات من مقابلة خاصة للوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية النفطية بين لبنان وكيان يهود عاموس هوكشتاين مع قناة الحرة، تتناول الموضوع الحساس المتعلق بسحب الغاز من حقل كاريش، من قبل كيان يهود الغاصب للأرض المباركة فلسطين. وإنَّ المقتطفات المنشورة لتكفي لمعرفة موقف السلطة الفاسدة وأحزابها في لبنان. ومعلومٌ أن هوكشتاين كان قد قدم مقترحات سابقة في زيارته الأولى في آذار 2022، وإن لم تكن هذه المقترحات قد أُعلنت بشكلٍ واضحٍ، إلا أن كلام هوكشتاين في مقابلته هذه يشي بمكنون ما كانت عليه هذه المقترحات، وسكتت السلطة عنها كل هذه الفترة مع حساسية الأمر بسبب الانتخابات.
أشار هوكشتاين إلى أنَّ "الخبر السار هو أنّني وجدت إجماعاً أكبر حول الرسالة... لذا أعتقد أن ما جرى كان محاولة جدية تقضي بالنظر إلى الخيارات المتاحة للمضي قدماً، من غير أن نغفل عن بالنا فكرة أن علينا أن نقدم تنازلات والتفكير بشكل بناء".
فما هي التنازلات التي يتحدث عنها هوكشتاين؟! فإذا كان خط 29 حقاً للبنان، فهل يملك أحدٌ في لبنان أصلاً حق التنازل عنه؟! وإن كان خط 29 ليس حقاً للبنان كما يُجمع - على غير عادة - سياسيو لبنان الفاسدون! وإنما هو خط تفاوضٍ ليس أكثر، وأنَّ الرسالة المودعة عند الأمم المتحدة منذ 11 سنة تقول بحق لبنان في الخط 23 وليس 29، فما هو التنازل الجديد الذي قدمه لبنان؟! هل هو في بلوك 8 مقابل وعود وأوهام وشعارات في حقل قانا الذي لم يثبت أنَّ فيه غازاً بشكل فني حتى اللحظة؟! هذا إذا سلمنا جدلاً أن هذه الخطوط بكل أرقامها تمثل حقائق ثابتة، وليست صنيعة مصالح أمريكا وكيان يهود الغاصب.
ولدى سؤاله عما إذا ناقش لبنان معه الخط 29، لا سيما وأن فريق الجيش اللبناني الفني واللوجستي أفاد بأنه يعد ملفاً متيناً في ما يخص الخط 29، قال: "أمتن الملفات الذي يفترض بالجانب اللبناني إعداده هو ما قد ينجح، والحل الناجح يقضي بالإقلاع عن التفكير هل أملك أفضل قضيّة قانونية، هل أنا في أفضل موقع لي، هل أريد أن أكون أنا المحق لأن أحياناً عندما تكونين أنت المحقة، لا تستطيعن أن تثبتي ذلك". وتابع: "ثمة طرفان هنا وعلى الجانبين بدل التركيز على ما هو حق لي مقابل الطرف الآخر الذي يرى ما هو حق له، يجب أن يكون التفكير قائماً على الطاقة التي يفترض بذلها في التفكير، ما هي الأفكار الخلاقة التي يمكننا كلّنا أن نتفق عليها. قد لا أحصل على كل ما أردته، لكنني حصلت على ما هو أكثر بكثير مما لدي الآن، وفي حالة لبنان، هو لا شيء".
نعم، عليكم يا أهل لبنان لأنكم مفلسون - بحسب هوكشتاين هذا - أن تقلعوا عن التفكير بأنَّ خط 29 حقٌ لكم، فليست القضية أن تكونوا محقين وتدافعوا عن حقكم، بل أن تصمتوا رغم كل التقنيات والدراسات التي تثبت أنَّ خط 29 امتداد طبيعي للبنان! وعليكم أن تعلموا كما أنكم تقولون: إنَّ هذا حقٌ لكم، فالطرف الآخر يراه حقاً له! هل نسيت يا هوكشتاين أنَّ الذي تنسب له حقاً هو عدوٌ محتلٌ غاصبٌ؟ نعم هو كذلك، ولو تَعَلَّقَ بأمريكا وأوروبا والعالم أجمع، سيبقى محتلاً دخيلاً على بلاد المسلمين التي لا حدود بينها، إلا التي صنعتها أنت ومن سبقك من المستعمرين، أو المحتل الذي خدمت في جيشه، ويحاول أن يفرض وجوده!
ولعل الحقيقة الوحيدة التي أشار إليها هوكشتاين هي حين سُئل عن موقفه من الفكرة التي طرحها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لناحية فرض مبدأ "كاريش مقابل قانا"، حيث قال: "... لا أعتقد أن الأمر حكر على الشعارات"، وختم قائلاً: "... أعرف أن الأمر صعب لأن الناس يحبون الشعارات، ولا شك في أن الأمور أكثر تعقيداً من ذلك"!
في هذه، تستحق أن نقول لك: صدقت وأنت الكذوب، فهذه الطبقة السياسية الفاسدة المفسدة وأحزابها لم تملك، ولن تملك يوماً إلا الشعارات والعنتريات الفارغة، فإذا جد الجد ساوموا وباعوا وتنازلوا مقابل البقاء على كراسي سلطتهم الفاسدة المعوجة قوائمها، أو المحافظة على سلاحٍ استخدم - في اللحظات الحرجة - في وجه أهل لبنان وسوريا، لكنه صَمَتَ ولن ينطق عند (سيادة) و(حدود) وثروات البلاد وأهلها.
أيتها السلطة الفاسدة، أيها الزاعمون دفاعاً عن الأرض والسيادة: لقد أسقط كاريش كما أسلفنا ورقة العريش عن كل شعاراتكم، أو ما تبقى منها، وأنتم سائرون سيراً حثيثاً في مشروع أمريكا لترتيب وضع الغاز في المنطقة، وإحكام قبضتها عليه، ليكون سلاحاً يخدم مصالحها في المنطقة والعالم، لا سيما في أزمة الغاز الحاصلة اليوم في العالم، وها هو كبيركم بايدن يُسارع للمنطقة ليرتب أمر هذه الثروات الهائلة وحركتها، كما سارع أسلافه من قبل.
لكننا نقول لكم ولأسيادكم مِنْ ورائكم: ارسموا وخططوا وأتوا بالمنصات والحفارات من كل حدبٍ وصوب، فعَمَّا قليلٍ لتُصْبِحُنَّ نادمين، يوم أن ينصر الله عز وجل العاملين، فيزيلوا الحدود الوهمية، ويوحدوا البلاد والعباد في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تغنم ما زرعتم، وتستثمر ثروات المسلمين كما أمرها ربها عز وجل الذي أجرى هذه الثروات في الأرض واستخلفها فيها.
﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية لبنان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية لبنان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: +961 3 968 140 |
فاكس: +961 70 155148 E-Mail: tahrir.lebanon.2017@gmail.com |