المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 18 من شـعبان 1434هـ | رقم الإصدار: 1434u0647u0640/ 57 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 27 حزيران/يونيو 2013 م |
بيان صحفي قرار الحكومة الإندونيسية استضافة مسابقة ملكة جمال العالم ليس فقط إهانة للإسلام بل للمرأة على حد سواء! (مترجم)
إن حزب التحرير يدين قرار الحكومة الإندونيسية استضافتها المهينة لمسابقة ملكة جمال العالم. إن هذه المهزلة ليست إهانة لقيم الإسلام السامية التي تدعو إلى العفة والحياء فحسب بل تشويهٌ لسمعة النساء وذلك بجعلهن مجرد أشياء تلبي حاجة ورغبة الرجال. إن هذا القرار مخالف تماما ومناقض للمكانة العالية السامية التي ينظر بها الإسلام لكرامة المرأة ويعاملها على أساسها. إن الكشف العلني لأجساد النساء لكي يتمتع الرجل ويشبع رغباته هو جزء من الثقافة الليبرالية الغربية التي تشجع الفجور والحريات الجنسية والتي بدورها خلقت مجتمعات أصبح فيها الاختلاط والعلاقات خارج إطار الزواج والتفكك الأسري أمرا مقبولا. إن هذا كله مقيت غريب عن الإسلام الذي تشجع تعاليمه السامية ومعتقداته العلاقات النقية بين الجنسين وكذا الزواج المتين وتكوين الأسر.
إن هذا العرض والترويج للمرأة على أنها سلعة لإشباع رغبات الرجال ومتعتهم ما هو إلا عملية تحصيل إيرادات لشركات الجمال والموضة فضلا عن المنظمة البريطانية لملكة جمال العالم والتي أنشأت وتدير هذه المسابقة. لقد حصد هؤلاء الملايين من وراء هذا الاستغلال المهين لجمال وأجساد النساء. إنه لمن الواضح أنهم ولإشباع رغباتهم المادية من أجل الربح فإن هذه الشركات الرأسمالية لم تكتف بإهانة ونزع الإنسانية عن المرأة في المجتمع الغربي بل يريدون تسويق هذه الرذيلة إلى العالم الإسلامي. وإن انطلاق هذا العرض في أكبر دول العالم من حيث تعداد السكان المسلمين جريمة أخرى تضاف لتلك الجريمة.
إن الرأسمالية التي يقودها السعي وراء الربح والمنفعة قد عززت ودعمت فكرة استخدام جسد المرأة كأداة لتسويق الأعمال لتحط بذلك من قيمتها في نظر المجتمع - وإن ذلك كله مسموح به ومرخص له في مفاهيم الليبرالية الفاسدة عن حرية التعبير والملكية.
إنه هذا التجريد من الإنسانية للنساء والحط من قدرهن في الدعاية والإعلان والترفيه والموضة والأزياء والجمال وكذا الصناعات الإباحية في الدول الغربية الرأسمالية كالمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا قد أثبت كونها (أي دول الغرب) وصفةً لعدم احترام وإيذاء واستغلال النساء ومساهمتها في الوصول إلى مستويات وبائية من العنف والتحرش الجنسي والاغتصاب في المجتمعات الغربية. ففي المملكة المتحدة يقدم بلاغ عن وقوع عنف أسري للشرطة كل دقيقة، وواحدة من كل خمس نساء في إنجلترا وويلز وقعن ضحايا لجرائم جنسية، وتتعرض امرأة لاغتصاب أو محاولة اغتصاب كل عشر دقائق.
وللأسف فإن استيراد هذه الرأسمالية الوضيعة والثقافة الليبرالية للعالم الإسلامي من قبل حكومات في المنطقة اعتنقت الرأسمالية الليبرالية الفاسدة قد أدى إلى ارتفاع في مستوى هذه الجرائم أيضا في الدول ذات الأغلبية المسلمة ومن ضمنها إندونيسيا. إن العنف ضد المرأة لا زال مشكلة عالمية خطيرة وهكذا عروض جمال لن تقدم شيئا لرفع مكانة المرأة وحل المشكلة بل إنها واحدة من مسبباتها. ولذلك فإن ملكة جمال العالم ليست مجرد قضية ترفيهية، ولا احتفاء بامرأة تُختار،- بل إنها جزء من ثقافة جعلت من النساء مجرد أشياء وتسببت بنتائج كارثية على حياتهن. وبالموافقة على استضافة هذه المسابقة المهينة على أراضيها تثبت الحكومة الإندونيسية استعدادها لقبول المزيد مما يشبه ذلك. وعلاوة على ذلك، فإن الذين يحاولون تبرير ما يجري بأنه دعم للسياحة والاستثمار في البلاد هم ببساطة يتبنون الفلسفة الرأسمالية الفاسدة التي تقدم الدولار على كرامة المرأة.
إضافة لذلك، فإن هوس الغرب بالجمال دفع الكثير من النساء لإظهار هويتهن وقيمتهن معتمدات على جمالهن، وأن يرين مظهرهن كجواز سفر للنجاح عوضا عن أن يكون ذكاؤهن وشخصيتهن ومهارتهن ومساهمتهن في المجتمع هي جواز السفر لذلك. كما أن هذا الهوس أدى إلى تصنيف المجتمعات الغربية لقيمة المرأة بناء على درجة جاذبيتها لا على قدراتها. كل هذا جنبا إلى جنب مع سحق احترام الفتيات والنساء لتقديرهن لذاتهن ولثقتهن بأنفسهن بعد قدرتهن الوصول إلى أن يوافق شكلهن القالب غير المنطقي ولا الواقعي للجمال والذي يعرض في مسابقة ملكة جمال العالم والذي تُروج له باستمرار شركات الجمال والموضة - هذا القالب الذي دفع النساء لاتخاذ تدابير وإجراءات صارمة ولشن حرب على أجسادهن ليوافق شكلهن ما يسمى المثل الأعلى للجمال للوصول للشعور بقيمتهن، إضافة لخضوعهن لعمليات تجميل تهدد حياتهن أو تجويع أنفسهن وغالبا ما تكون العواقب وخيمة. هنالك 7 مليون امرأة في الولايات المتحدة ومليون امرأة في المملكة المتحدة يعانين من اضطرابات في الأكل. إن هذه المشكلة وللأسف تتنامى بين أوساط النساء في العالم الإسلامي اللاتي تأثرن أيضا بالصورة الغربية عن الجمال والتي أغرقت بها مجتمعاتهن. إن هذا كله تم بفضل النظام الرأسمالي الفاسد الذي شجع الشركات على استغلال حاجة المرأة للأمن المادي للوصول للربح والمنفعة، في حين تحاول هذه الشركات خداع النساء بإظهار أن هذا السعي اللامتناهي للوصول إلى الجمال تمكينٌ للمرأة! وهو في الحقيقة ليس إلا استغلالا واضطهادا. ونحن بصفتنا مسلمين فهل هذا فعلا المستقبل الذي نريده لبناتنا وأخواتنا؟
أيها المسلمون! إننا ندعوكم لأن تعملوا على منع تنظيم هذه المسابقة لملكة الجمال في إندونيسيا وكذلك على منع استيراد الثقافة الليبرالية وإدخالها لبلادنا بكل قوتكم، تلك الثقافة التي جعلت من المرأة مجرد شيء ونشرت ثقافة الترفيه الماجن التي تشيع الفاحشة وتعتبر مصدر إفساد لشبابنا ومجتمعاتنا. وطاعة لله والتزاما بأوامره وحبا لله ولدينه ندعوكم لبذل كل الجهود من أجل إقامة دولة الخلافة وهدم النظام الرأسمالي وكل الأنظمة الوضعية في بلاد المسلمين، دولة الخلافة التي بها فقط ستحمى أخلاق الإسلام وتعاليمه وقيمه النبيلة والتي ستَمنع تدفق الثقافة الفاسدة لتُنشئ جيلا شابا متميزا وشخصيات إسلامية تجسد المعنى الحقيقي للحياء والعفة. وعلاوة على ذلك كله فإن نظام الخلافة هو النظام الذي سيمنع ويحظر استغلال النساء واعتبارهن مجرد شيء من الأشياء، بل وستلتزم بصون كرامتهن وعفتهن دائما وستجعل قيمة النساء قائمة على أساس تقواهن وشخصيتهن وأعمالهن لا على أساس جمالهن. هذا هو الواقع الحقيقي لتمكين المرأة! يقول رسول الله صلى الهم عليه وسلم: "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء".
د. نسرين نواز
عضو المكتب المركزي لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.hizb-ut-tahrir.info |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info |