المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 26 من شـعبان 1434هـ | رقم الإصدار: 1434u0647u0640/ 61 |
التاريخ الميلادي | الجمعة, 05 تموز/يوليو 2013 م |
بيان صحفي استِعار حقد فرنسا الصليبي التاريخي على الإسلام!
أصرت رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليمينية الحاقدة على الإسلام "مارين لوبن" الاثنين 1 تموز/يوليو بكل وقاحة وصلف على تكرار وصف إقامة المسلمين للصلوات في الشوارع في فرنسا بـ "الاحتلال"، وذلك عشية رفع الحصانة البرلمانية عنها بسبب هذه التصريحات، مجابهة رفع الحصانة بسخرية تامة بقولها: «نعم... لا أخشى ذلك على الإطلاق وأستخف به» "أتمسك بكلامي، ورفع الحصانة النيابية عني... لا مشكلة عندي في ذلك".
وفاخرت لوبن في تصريح إلى تلفزيون "ال سي أي" أنها "تجرأت على قول ما يفكر فيه كل الفرنسيين أي أن الصلوات في الشارع -والتي أقول لهم إنها لا تزال تقام على الأراضي الفرنسية- هي احتلال".
هذا الإصرار الحاقد، هو تأكيد لكًرْهٍ قديم، عبرت عنه من خلال خطابها الذي ألقته في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2010م نددت فيه بصلوات المسلمين في الشارع، الأمر الذي وصفته بـ "الاحتلال من دون دبابات ولا جنود، إلا أنه مع ذلك يبقى احتلالا"، الأمر الذي أثار قضية رفع حصانتها، وبالتالي إمكانية ملاحقتها من قبل القضاء الفرنسي بسبب شكوى تم تقديمها على إثر ذلك، الأمر الذي لا يعنينا، فهو ليس إلا كذباً وتدليساً، ومحاولة تخفيف توتر قد يسود بين المسلمين.
إن الحقد على الإسلام صراحة ودون مواربة لم يعد توثيقه أمراً صعباً، بل أضحت سياسة دولة بشكل عام وممنهج. الأمر وقع بعد شهر من تصريح رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير في 2 حزيران/يونيو الماضي حيث قال: "هناك مشكلة في الإسلام تتعلق بمعتنقي إيديولوجيات تجد بذورها من داخل الإسلام وعلينا أن نضع هذا على الطاولة ونكون صادقين بشأنه".
إذاً المشكلة ليست في نائب ولا وزير، بل في نهج واضح على مستوى الدولة. هذا النهج يتضح من خلال سياسة فرنسا الجلية الواضحة الفاضحة، والممتلئة كرهاً وحقداً على الإسلام والمسلمين، عبر التضييق الأمني، والملاحقات المستمرة على علماء المسلمين وخطباء المساجد وأصحاب الرأي. فلا يكاد يمر شهر إلا ونسمع عن خبر ترحيل عدد من خطباء المساجد خارج فرنسا أو اعتقال مجموعة من العلماء والمفكرين بحجة مجابهة "الإرهاب"، في الوقت الذي يحاكم فيه عدد كبير من مجموعات شبابية مسلمة تحت الذريعة الساقطة نفسها.
إن كره الغرب وحقده على الإسلام، لا سيما فرنسا، خبرناه ليس منذ وقت قصير، بل من وقت قديم قدم الحملات الصليبية، وها هو اليوم يتجدد بأوجه مختلفة متعددة. بينما يمكن لقارئ التاريخ أن يلمس الفرق الشاسع والبون الواسع، بين سماحة الإسلام مع أهل الأديان، وحقد الغرب مع أهل الإسلام. فقد بقيت كنائس النصارى مصونة محفوظة لقرون وقرون، دون أن يمسها أحد بأذى، عاشوا في جنبات الخلافة الإسلامية يمارسون طقوسهم دونما خشية أو تضييق. بينما الصورة السوداوية المظلمة لحقيقة "حقوق الإنسان" نلمسها ونراها كل يوم، حروب علنية تحتل بلاداً فتدمرها، وحروب سرية على يد أجهزة المخابرات الدولية، تعتقل وتعذب، وتلاحق فتقصف المسلمين بطائرات دون طيار! أي حضارة هذه؟! وأي مفارقة بين نظام الله السامي، ونظام الإنسان الغربي المنحط؟!
آن الأوان للبشرية أن تكشف عن حقيقة حضارة الغرب البغيضة العفنة، فتتعرف على حضارة الإسلام، التي سمت بالإنسان إلى أعلى مراتبها. وآن الأوان للناعقين بالعلمانية أن يتوبوا عن دعوتهم هذه وأن يعودوا إلى رشدهم فلا يكونوا أداة للاستعمار بل ينحازوا لأمتهم التي هي خير أمة أخرجت للناس.
((أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون))
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 www.hizb-ut-tahrir.info |
فاكس: 009611307594 E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info |