الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    24 من صـفر الخير 1442هـ رقم الإصدار: 1442هـ / 005
التاريخ الميلادي     الأحد, 11 تشرين الأول/أكتوبر 2020 م

 

بيان صحفي

 

آخر قرارات فرنسا حول الإسلام والمسلمين

 

هي إعلان صريح عن "وفاة عقل الحضارة الغربية"

 

 

عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمرا صحفيا بث يوم الجمعة 2 تشرين الأول/أكتوبر 2020م، قال فيه: "الغرض من اجتماعنا اليوم هو ذو شقين:

 

أولاً، تعريف واقع مشاكلنا (من غير محظورات) ولكن بدون سهولة أيضاً. ما الذي في مجتمعنا اليوم يهدد جمهوريتنا وقدرتنا على العيش معاً؟

 

ولإعلامكم بالقرارات المتخذة والتي هي ثمرة العمل المنهجي الذي استمر على مدى 3 سنوات تقريباً، والذي أنهيناه خلال الأسابيع الأخيرة مع الحكومة"...

 

ثم قدم ماكرون كلاما طويلا عن رؤية الدولة الفرنسية لممارسات المسلمين في فرنسا في أمور ملبسهم ومأكلهم ومشربهم وتعليم أولادهم، بأنها تشكل ما سماه "إسلاماً انفصالياً"، وأنها ممارسات تخلق مجتمعا يشكل خطرا على الأمة الفرنسية. وأضاف بأن الدولة الفرنسية بصدد إصدار قانون قبل نهاية هذا العام لتتعامل من خلاله مع ممارسات المسلمين هذه.

 

إنه بقدر ما تشكل فرنسا في وعي الغرب مركزا لانطلاق حضارته الحديثة، بقدر ما كان إعلان الدولة الفرنسية هذا بمثابة إعلان لوفاة عقل هذه الحضارة عبر إعلان وفاة عقيدتها. فلقد عجزت العقيدة العلمانية عن جعل شعوبها أمة واحدة. وها هي الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، والحركات السياسية اليمينية الانكفائية، تجتاح عواصم الغرب وتظهر الانقسام الحاد في طبقات مجتمعاته وتفضح مدى عنصريته في التعامل مع شرائح مجتمعاته. وليس حال العلمانية بأحسن منه في بلاد المسلمين والتي يديرها علمانيون فاشلون من أتباع الحضارة الغربية المتهالكة.

 

ويكفي دلالة على هذه الوفاة، تلك السلسلة من إخفاقات الدولة الفرنسية عبر العقود الماضية في محاولات إعادة تفسير "قانون 1905" الشهير ليناسب قراراتهم بقمع المسلمين تحديدا، بالرغم من أن هذا القانون يكاد يشكل قدس الأقداس للعلمانية في فرنسا. فكان من بشاعة هذا المشهد أن انقسمت ساحة المفكرين العلمانيين نفسها في الغرب، من فداحة النفاق الذي وصلت إليه الدولة الفرنسية. وها هم اليوم يقررون سن قانون جديد لينقلبوا به على أنفسهم بشكل مبرم، فيسدلوا بذلك الستارة على مسرحية "الحرية... المساواة... الأخوة" المنافقة، معلنين بذلك "فشل الحضارة الغربية في أن تكون بوتقة صالحة للإنسانية".

 

إن هذا الموقف العدائي من الإسلام وشعائره ما هو إلا "غيظ الحسد" الذي يحمله الغرب تجاه الإسلام والمسلمين. فالعديد من المفكرين الغربيين العلمانيين ينظرون لخصال المسلمين الرفيعة نظرة اشمئزاز متناقضة مع فطرة الإنسان السليمة. نظرة لا يمكن تفسيرها إلا على أنها انحياز موروث بشكل أعمى عن أجدادهم الصليبيين.

 

ومن يزور دول الغرب اليوم يدرك أنه مع ازدياد أعداد المسلمين، ولا سيما بعد خروج الجيل الثاني والثالث من المهاجرين، بالإضافة إلى اعتناق الغربيين أنفسهم للإسلام، يدرك أنه لم تعد توجد عاصمة من عواصم الغرب (وخاصة في دوله الكبرى) إلا ومظاهر عفة الإسلام والمسلمين بارزة للعيان لا يمكن تفاديها. فأصبحت شعوب الغرب تشاهد عن كثب وتلمس بشكل مباشر خصال المسلمين النبيلة، من مثل حشمة النساء، وشهامة الرجال، وعفة الشباب، وغيرتهم على أعراضهم، وقوة تماسك عائلاتهم، ونقاء سلم القيم العليا عندهم، واستعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل القيم، وأنَفِهم من المُسْكرات والخبائث، ومظاهر التقوى في صلاتهم لربهم، ومشاهد الوحدة البارزة في صلاتهم الجماعية، وسفرهم في كل عام بأعداد ضخمة لأداء مناسك الحج، وتعظيمهم لشعائر الله رغم جميع الظروف، وحبهم لنبيهم ﷺ واستماتتهم في الدفاع عن سيرته وشرفه ﷺ...

 

ولذلك أصبح "أصحاب الحقد الأعمى على الإسلام والمسلمين" متوترين متشنجين، يبذلون قصارى جهدهم لفتنة المسلمين عن دينهم ولو اضطروا لأن يقلبوا الحقائق على رأسها فيجعلوا الطهر مسبة والحشمة خروجاً عن القانون! قال تعالى: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾.

 

أما كلام ماكرون عن أن الإسلام حاليا يعيش أزمة حول العالم، فإنما هو محاولة منه لتشويه صورة المخاض الذي تمر به الأمة الإسلامية اليوم وهي تكافح لكي تستعيد سلطانها المسلوب؛ والذي كانت فرنسا من الذين سلبوها إياه في اتفاقية سايكس-بيكو المشؤومة. ولذلك لم يفت الرئيس الفرنسي أن يعبر خلال المؤتمر عن حقد دولته تجاه الخلافة؛ فقال إن بلاده مؤخرا منعت قيام الخلافة في بلاد الشام وفي منطقة الساحل (أفريقيا)؛ بينما هو يعلم تمام العلم أن ما قمعته جيوشه هناك لم يتجاوز كونه إعلانا عن خلافة ولم يكن خلافة حقيقية، وأن الخلافة الحقيقية حين تقوم ستهوي إليها قلوب الأمة الإسلامية قاطبة، وستشكل بديلا حضاريا لحالة الضنك التي تعيشها شعوب العالم اليوم.

 

أيها المسلمون المنتشرون في بلاد الغرب:

اثبتوا على إسلامكم العظيم، ولا تقبلوا أن تدخلوا في "بدعة إسلام فرنسي" فإنها والله مهلكة. فإن هؤلاء العلمانيين ما غاظهم منكم إلا قوة تمسككم بالإسلام وعدم ذوبانكم في حضارتهم الشاذة. وإن عز الإسلام لعائد قريبا بإذن الله، فتوكلوا على الله واثبتوا على دينكم. قال تعالى: ﴿وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾.

 

أيها المسلمون:

أرأيتم كيف تستطيع الدولة الفرنسية أن تفرض إرادة الأمة الفرنسية داخل بلادها وخارجها؟ فهل كان هذا ليكون لولا أن للفرنسيين دولة؟! فللعمل لإعادة الخلافة ندعوكم، فالدولة هي الناموس الذي سنه الله للأمم حتى تتمكن من أن تحفظ نفسها وتنشر حضارتها في العالم. ولهذا ندعوكم للعمل معنا لإعادة دولتكم دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة.

 

عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بَشِّرْ أُمَّتِي بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْبِلَادِ...».

 

 

المهندس صلاح الدين عضاضة

مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.hizb-ut-tahrir.info
فاكس: 009611307594
E-Mail: media@hizb-ut-tahrir.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع