المكتب الإعــلامي
المركزي
التاريخ الهجري | 25 من جمادى الأولى 1446هـ | رقم الإصدار: 1446هـ / 054 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 م |
بيان صحفي
الخلافة هي وحدها التي ستثأر للمسلمات اللاتي فقدن ذويهن
في مذبحة تاكباي التي ارتكبتها شرطة تايلاند وجيشها
(مترجم)
صادفت يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر 2024م الذكرى العشرون للمذبحة المروعة التي ارتكبتها شرطة تايلاند وجيشها المجرمان ضد رجال فطاني المسلمين في جنوب تايلاند. وقعت مذبحة تاكباي خلال شهر رمضان المبارك في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2004م، حيث قامت وحدات متعددة من الجيش التايلاندي والشرطة المحلية بتفريق الآلاف من الرجال والنساء والأطفال المسلمين المحتجين خارج مركز شرطة تاكباي في جنوب تايلاند بعد الاعتقالات الظالمة للعديد من الرجال الأبرياء. إذا لم يكن إطلاق الشرطة النار على سبعة متظاهرين مدنيين جريمة كافية، فقد شرع الجيش في محاصرة أكثر من 1300 رجل محتج وتقييدهم بشكل ممنهج بعد فصلهم عن النساء والأطفال، وربط أيديهم خلف ظهورهم، ووضعهم في الشاحنات العسكرية أثناء ضربهم وركلهم. تم تكديس 50 رجلاً صائماً فوق بعضهم في الشاحنة الواحدة في خمسة أكوام بعضها فوق بعض، ما أسفر عن اختناق 78 رجلاً أو سحقهم حتى الموت، بينما كانت 26 شاحنة عسكرية تحمل المسلمين وهم يتوسلون من أجل حياتهم، على بعد 150 كيلومتراً إلى معسكر الجيش "إنغكايوثبوريهرن".
على مدى عشرين عاماً مؤلمة، سعت النساء المسلمات في تايلاند بإصرار إلى تحقيق العدالة من جانب الحكومات التايلاندية المتعاقبة بسبب القتل الوحشي لأفراد أسرهن الذكور، في انتظار محاكمة الضباط المجرمين المسؤولين. ولكن على الرغم من حملاتهن المطولة في السعي إلى تحقيق العدالة، فإن كل ما تلقينه قبل يوم واحد من إغلاق القضية القضائية بشكل دائم كان اعتذاراً مثيراً للشفقة من رئيسة الوزراء بايتونجتارن شيناواترا، ابنة رئيس الوزراء الأسبق تاكسين شيناواترا الذي كان مسؤولاً جنائياً عن عمليات القتل التي وقعت عندما كانت حكومته في السلطة عام 2004.
على مدى العقدين الماضيين، لم تضطر النساء والأطفال المسلمون في جنوب تايلاند إلى العيش مع الألم والمعاناة والظلم الناجم عن مذبحة تاكباي فحسب، بل اضطروا أيضاً إلى العيش في ظل مرسوم طوارئ مستمر أصدرته الحكومة التايلاندية عام 2005، والذي ينص على قيام "المسؤولين المختصين" بفرض الأحكام العرفية وقانون الأمن الداخلي، والذي عند تنفيذه، يميز بشكل مباشر ويسجن ويعذب وحتى يقتل الرجال والنساء والأطفال الذين لا يشتبه حتى في ارتكابهم جريمة جنائية.
إن الغضب الذي يغلي في قلوب وعقول المسلمين في جنوب تايلاند نتيجة ممارسة الظلم والسياسات القسرية التي يواجهونها من الحكومة التايلاندية، لا يمكن تخفيفه بالعمل من أجل إنشاء كيان قومي منفصل عن الدولة التي تمارس التمييز والظلم في تايلاند من خلال إنشاء وطن مستقل لمسلمي فطاني الملايو. علينا أن ندرك بأن بريطانيا المستعمرة هي التي رسمت حدود هذه الدولة القومية التي ليست هي سوى خطوط وهمية على الخريطة وأنشأتها كجزء من سياستها الاستعمارية المتمثلة في "فرق تسد". في حالة جنوب تايلاند، لا يوجد فرق بين المعتقدات الإسلامية والممارسات الثقافية التي يعتنقها ويمارسها المسلمون في فطاني عن تلك التي يعتنقها ويمارسها إخوانهم المسلمون عبر الحدود في ماليزيا أو إندونيسيا. وعلاوة على ذلك، وفيما يتعلق بالتطلعات القومية المقلدة والمقتبسة من الغرب، قال النبي ﷺ عن القومية: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ». وقال ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ».
المشروع السياسي والروحي الوحيد الذي سيوفر عدالة الإسلام ليس لمسلمي فطاني في جنوب تايلاند فحسب، بل لجميع المسلمين الذين يعيشون في منطقة جنوب شرق آسيا في الفلبين وماليزيا وإندونيسيا وفي جميع أنحاء العالم إنما هو دولة الخلافة الراشدة. إن الخلافة على منهاج النبوة ستكون هي الداعمة للعدالة الإسلامية، والوصي والدرع الحقيقي للأمة، وستزيل الحدود القومية الزائفة التي تقسم المسلمين، وسوف توحد جميع بلادنا تحت راية واحدة في ظل حاكم واحد. كما أنها ستدافع عن مقدسات المسلمين وتوفر لهم الملاذ وجميع احتياجاتهم - بغض النظر عن عرقهم أو لونهم أو موطنهم الأصلي - فهذا أمر الله سبحانه وتعالى. قال النبي ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي لحزب التحرير المركزي |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0096171724043 http://www.hizb-ut-tahrir.info/ |
فاكس: 009611307594 E-Mail: ws-cmo@hizb-ut-tahrir.info |