المكتب الإعــلامي
ولاية باكستان
التاريخ الهجري | 3 من جمادى الثانية 1430هـ | رقم الإصدار: 09025 |
التاريخ الميلادي | الأربعاء, 27 أيار/مايو 2009 م |
بيان صحفي حزب التحرير يحمّل أمريكا المسئولية عن تفجير لاهور ويطالب الجيش وجهاز الاستخبارات بالرد عليها
بعد أن تعاظم بين الناس الرأي العام الرافض للعمليات العسكرية في منطقة وادي سوات، لجأت أمريكا كما عادتها إلى أساليب رخيصة في تبرير العدوان على الأمة، كالانفجار الذي حصل أمام بناية جهاز الاستخبارات الباكستانية في لاهور. لذلك فإن حزب التحرير يدين بشدة هذا الاعتداء التفجيري ويتهم أمريكا بالوقوف خلفه، ويطالب الجيش وجهاز الاستخبارات (ISI) بالرد المناسب على هذا التفجير، وكمال الرد يكون بإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة التي لن تحرر الأمة الإسلامية فحسب من الاضطهاد الأمريكي، بل ستحرر العالم أجمع من شرورها.
إن أي مراقب سياسي للأحداث يمكنه أن يدرك بأن العملية التفجيرية التي حصلت اليوم لا تخدم إلا المصالح الأمريكية، وخصوصا وأن معاناة المدنيين المسلمين في سوات وبونار ودار أصبحت تنشر في وسائل الإعلام، وقد بدأت الممارسات الإجرامية الأمريكية تتكشف للأمة. فأدرك الناس بأن الهدف من بث شريط الفيديو الذي أظهر عملية جلد فتاة في منطقة سوات وهدم للمدارس هو لإيجاد مشاعر الكره ضد المسلحين، وبالتالي تبرير شن الهجمات العسكرية ضدهم وضد المدنيين الأبرياء في سوات. كما بدأ الناس يدركون بأن الهدف الأمريكي من العمليات العسكرية ليس بضعة آلاف من المسلحين بل هم سكان سوات الثلاثة ملايين الذين رحلوا عن بيوتهم وأجبروا على العيش في العراء تحت حر الشمس، هم ونساؤهم وأطفالهم وشيوخهم. كما بدأ الناس يدركون بأن قصف المدن بالطائرات النفاثة وفرض حظر التجوال على الناس وعدم تزويدهم بوسائل نقل للهرب من مناطق القتال ليس طريقة لقتال المسلحين فقط. حتى إن الهند نفسها لم تستخدم تلك الأساليب في كشمير! ولم تستخدمها بريطانيا في ايرلندا الشمالية!! فالناس يشاهدون كيف أن المسلحين يتنقلون من مكان القصف إلى مكان آخر فتلحق بهم الحكومة لضرب تلك المنطقة وهكذا. كما أن الناس يعلمون بأن أمريكا تريد أن يضرب المسلمون في باكستان بعضهم بعضا كما فعلت في العراق وأفغانستان.
ففي ضوء هذه الأوضاع أدركت أمريكا بأن معارضة الناس للعمليات العسكرية تتعاظم يوما بعد يوم ومن شأن ذلك إجبار الحكومة والقيادة العسكرية على وقف العمليات العسكرية، حيث تذكرت أمريكا غضب الناس على مجزرة المسجد الأحمر. لهذا السبب تحركت المؤسسات الأمريكية ولجأت إلى القيام بتفجيرات بيشاور ولاهور كي تضلل الرأي العام لكسب تأييد الناس لصالح الحرب الأمريكية. ونحن بدورنا ننبه الأمة على المساعي والممارسات الأمريكية، وندعوهم لفهم هذه الأحداث التفجيرية في سياقها السياسي الصحيح كي تفشل أمريكا في تحقيق غاياتها الشريرة.
لقد حرم الإسلام قتال المسلمين بعضهم بعضا، ولا يمكن لمسلم أن يكون خلف تلك العمليات التفجيرية الإجرامية، فالله سبحانه وتعالى يقول {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار , قلنا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه)).
إن الهدف من إشعال النيران في باكستان هم المسلمون في المنطقة، كي لا يلتفتوا إلى الاحتلال الأمريكي لأفغانستان ولكي لا ينصروا إخوانهم المسلمين هناك. أي أن إشعال حرب أهلية في البلاد الهدف منه تصويب السلاح بعيدا عن صدر العدو الحقيقي الأمريكي وتصويبه نحو صدور المسلمين، كما تطمع أمريكا في حرف المسلمين المحبين للإسلام عن إسلامهم العظيم من خلال إيجاد حالة فوضى في البلاد. وزيادة على ذلك فإن انتشار الجيش الباكستاني على الحدود الغربية الباكستانية يضعف من قدرة باكستان الدفاعية عن حدودها مع الهندية، كما تهدف أمريكا إلى تضليل الناس عن طريقة تطبيق الإسلام كي يقتنع الناس بأن المطالبة بتطبيق الإسلام يخلق مزيداً من الفوضى في البلاد ومزيدا من المعاناة .
والحقيقة هي أن العمل العسكري ليس طريقة لتطبيق الإسلام، وهذا واضح في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. وحزب التحرير يعمل ويتبنى نفس الطريقة التي تقوم على الصراع الفكري والكفاح السياسي ويسعى لأخذ النصرة بنفس الكيفية التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم على مدار الثلاث عشرة سنة التي قضاها في مكة المكرمة.
ونحن نسال المؤيدين للعمليات العسكرية في سوات وهم مستمتعون بعمليات "الأكشن" من على شاشات التلفزيون في غرفهم المكيفة- نقول لهم هل ستطالبون "بسوات" أخرى في مدنكم إن انتقل بضعة آلاف من المسلحين إليها؟ والجواب الطبيعي هو لا، فإن كنتم لا تحبون أن يحصل ذلك لكم فكيف ترضون أن تحصل تلك المآسي لإخوانكم في سوات؟
إن حقيقة الأمر هو أن الحرب الأهلية في باكستان لا تخدم إلا المصالح الأمريكية وهي لا شك مَهْلَكة لباكستان على جميع الصُعد. فعلى الأمة رفض دعايات الحكومة الكاذبة والوقوف في وجه الحرب الصليبية الأمريكية. وعلى الناس الخروج إلى الشوارع في مسيرات سلمية حاشدة لإجبار الحكومة على وقف تلك العمليات، ويجب أن يوصلوا رسالة بأن ليس أهل سوات فقط من يطالبون بتطبيق الإسلام بل أهل باكستان جميعهم.
هذه هي الطريقة الوحيدة التي من شأنها إيقاف الحرب الأهلية في باكستان وبالتالي تحريرها من الحرب الصليبية الأمريكية.
حزب التحرير ينظم مسيرات حاشدة في المدن الرئيسية الباكستانية (إسلام أباد ولاهور وكراتشي) الأحد 31 آيار 2009 الساعة الخامسة مساءً. وغاية تلك المسيرات منع المسلحين وأبنائنا من القوات المسلحة من أن يكونوا وقودا للحرب الصليبية الأمريكية. وندعو الأمة للمشاركة في تلك المسيرات لرفع كلمة الحق ضد الطغيان في سوات، والتلبس بفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((كَلَّا وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيْ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ بِقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُم))
نفيد بوت
الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية باكستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: +(92)333-561-3813 https://bit.ly/3hNz70q |
فاكس: +(92)21-520-6479 |