لقد كانت السنة الماضية أسوء سنة اقتصادية مرت على باكستان منذ 62 عاما، والسبب يعود لصندوق النقد الدولي وسياساته المدمرة وإلى الحروب الأمريكية. فقد شهد الاقتصاد الباكستاني أقل نمو له منذ 38 عاما. وبالنسبة لسياسات الحكومة فقد تم إهدار 35 بليون دولار من أموال فقراء باكستان في الحروب الأجنبية، وهي تعدل مجموع الدين الخارجي على باكستان منذ العام الماضي. وفي الميزانية الحالية فرضت الحكومة  5% زيادة ضريبية "ضريبة الحرب الأمريكية"، وزادت من ميزانية وزارة الدفاع ب 15%  في خطة اقتصادية تهدف إلى توسيع الحرب الأمريكية على الأراضي الباكستانية، وكأن الناس لم يدفعوا ما يكفي من قتل آلاف الأبرياء من المدنيين وأكثر من 2000 عسكري وخسارة 35 بليون دولار؟ لقد تجاوزت الحكومة الديمقراطية  خلال عام واحد فقط جميع الأرقام القياسية التي سجلتها الحكومات الدكتاتورية السابقة!!!

إن الحكومة تسير في طريق تدمير اقتصاد البلاد من خلال سيرها على خطط صندوق النقد الدولي. ففرض ضريبة على مشتقات البترول والغاز الطبيعي التي ستجني الحكومة منها 134 بليون روبية، والتوقف بشكل كلي عن دعم الطاقة الكهربائية بحلول أيلول القادم، وفرض ضريبة على جميع المبيعات والخدمات ما يؤدي لخنق الصناعة والتجارة في باكستان، كل هذه الأمثلة أدلة واضحة على سعي الحكومة لتدمير الاقتصاد الباكستاني. كما أن القروض الأجنبية التي تعدل 50 بليون دولار وأقساط الربا عليها والتي تعدل 646 بليون روبية ستأكل الناتج العام لباكستان هذه السنة.

إن هذا النظام الرأسمالي وهؤلاء الحكام العملاء هم سرطان باكستان ومصاصو دمائه.  فالحرب الأمريكية حولت باكستان لساحة حرب ودماء.

لقد حان الوقت لنتخلص فيه من هؤلاء الحكام ونظامهم وإقامة الخلافة بدلا منهما، والتي ستحبط حرب أمريكا وتقطع الإمدادات عنها وتجبرها على الرحيل عن هذه المنطقة خاويي الوفاض.

إن الخلافة ستستخدم مقدرات الأمة ومصادرها لصالح الأمة بدل استخدامها في الحرب الأمريكية. إن الخلافة وحدها ستتبنى ميزانية لا تخضع لتدخلات القوى الأجنبية الاستعمارية، بل ستبنى على توفير الحاجات الأساسية للناس وتقوية البلاد من النواحي العسكرية والعلمية والتقنية. والخلافة ستتبنى ميزانية ثابتة مبنية على الأحكام الشرعية والتي لا تعتمد على ما يسمى بضريبة المبيعات والخدمات، وضريبة الطرق، وضريبة الدخل، والضرائب الإضافية، وضريبة البترول، وغيرها من التي تخالف الأحكام الشرعية. كما أن الخلافة ستزود الناس بالكهرباء والغاز والبترول ومصادر الطاقة الأخرى بسعر تكلفتها فقط. إنها الخلافة التي ستأخذ على عاتقها توفير الحاجات الأساسية للناس عامة وتوفر لهم حياة مطمئنة هادئة.

عمران يوسف زي

نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان