خلال زيارته للولايات المتحدة، التقى الجنرال رحيل شريف مع أعضاء الإدارة الأمريكية والكونغرس ومجلس الشيوخ وعسكريين؛ لمناقشة مسائل حاسمة، مثل أفغانستان، والعملية العسكرية في وزيرستان الشمالية، والعدوان الهندي على خط المراقبة. إنه من المؤسف جدا أن قائد الجيش النووي، والسابع في العالم من حيث القوة، هو في زيارة لمدة أسبوع لأمريكا (عدوة الإسلام والأمة الإسلامية ومنها باكستان) لإطلاعها على الأمور المتعلقة بباكستان والمنطقة. ألم يعلّمنا تاريخ العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة أن أمريكا دائما ما تترك باكستان في الدمار بعد تأمين مصالحها؟ فهي لم تساعد باكستان في عام 1965م أو 1971م في حرب الهند ضدها، وتركتها وحدها في مواجهة الاتحاد السوفيتي إبان احتلال الأخيرة لأفغانستان. فكيف تظهر باكستان الآن أمام العالم، بعد معرفة حقيقة الولايات المتحدة هذه، ومساعدتها لتأمين مصالحها في المنطقة، واستمرار عدوان الهند على باكستان؟ ألا تظهر كالعبد الذليل للولايات المتحدة ومصالحها؟ إن مطالبة الولايات المتحدة بالتدخل في شئون هذه المنطقة يشبه في الواقع طلب المساعدة من الذئب.

إنّ الهند تصعّد الوضع على خط السيطرة وبدعم كامل من الولايات المتحدة، فأمريكا تريد أن تجعل من الهند قوة إقليمية؛ حتى تتمكن من حماية مصالحها ومواجهة قوة الصين، واستخدامها ضد الـ500 مليون مسلم في المنطقة. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، تدعم أمريكا عملاءها المخلصين (من أمثال نارندرا مودي) عسكريا واقتصاديا وسياسيا. وفي الوقت نفسه، فإن لدى أمريكا رؤية بخصوص باكستان، وهي أن لا تصبح قادرة على تشكيل أي تهديد أو عقبة ضد الهند في مسيرتها كقوة إقليمية، فتقوم من أجل ذلك - وبمساعدة من الخونة في القيادة السياسية والعسكرية - بإبقاء جيش المسلمين في باكستان منشغلاً في صراعات المناطق القبلية. يجب على الجنرال رحيل أن يتذكر أن شقيقه نيشان حيدر قد حصل على أعلى وسام عسكري في باكستان لأنه حارب ضد العدوان الهندي واستشهد في سبيل ذلك، بينما تم منحه هو جائزة عسكرية من أمريكا تقديرا على جهوده في غض الطرف عن مشروع الولايات المتحدة لجعل الهند قوة إقليمية! يجب على المسلمين في باكستان وجيشها أن يتذكروا بأن تنفيذ إملاءات الولايات المتحدة سوف يؤدي دائما إلى إلحاق ضرر كبير على المسلمين وجيشهم في باكستان.

﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنْ تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُواْ خَاسِرِينَ﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان