بعد تعذيب الدكتورة عافية لخمس سنوات متواصلة وحرمانها من أبنائها، حكمت أمريكا أخيراً على الدكتورة عافية على جرم لم تقترفه أبداً. إنّ من ينتظر العدل والإنصاف من الإدارة الأمريكية، تلك الإدارة التي فاقت ببطشها وإجرامها فرعون وهولاكو، إنّ من ينتظر العدل منها يكون خادعاً لنفسه. فرغم تناقض شهادة الشهود في قضية الدكتورة عافية إلا أنّ هيئة المحلفين أدانت ابنة باكستان البارة، ما يعني احتمال الحكم عليها بالسجن ل60 عاماً بتهمة الشروع بالجريمة، الحكم الذي لا يمكن لعاقل تصديقه ومن ضمنهم الدكتورة نفسها التي أُطلق النار على صدرها.

إنّ حكام باكستان الخونة مشتركون في هذه الجريمة البشعة، فكيف انتهى المطاف بالدكتورة عافية من باكستان إلى سجن باجرام سيء الصيت؟ وبأمر من اختطفت هي وأبناؤها الثلاثة؟ وأين كانت خلال السنين الخمس الماضية؟ وأين طفلاها الآخران؟ إنّ حكام باكستان الديمقراطيين صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون، وهم عبيد لأمريكا كالدكتاتور الذي سبقهم في الخيانة.

أين اختفى أولئك الذين ضُبعوا بالديمقراطية والذين طالما رسموا لها صوراً وردية؟ إنّ هذا الظلم صناعة وبضاعة النظام الديمقراطي الرأسمالي، حيث يضحى بالأقلية لتنعم الأكثرية.

إنّ الظلم الذي وقع على الدكتورة عافية صديقي ليس بجديد، فسجن "أبو غريب" شاهد على محنة وابتلاء الكثير من أخواتنا اللاتي تعرضن لظلمٍ ربما يكون أكثر مما تعرضت له عافية. ورغم كل ذلك إلا أنّ حكامنا يعملون ككلاب صيد عند أسيادهم ليعتقلوا أبناء وبنات المسلمين ليسلموهم لأنياب الذئاب.

على الأمة معرفة أنّ تحرير عافية صديقي ومثيلاتها من المسلمات المظلومات من بين أيدي الكفار لا يكون بالترجي أو بالتذلل للأعداء، بل يجب علينا أن نقوم بما قام به محمد بن القاسم والمعتصم اللذان حررا الحرائر من نساء المسلمين، عن طريق الجيش المسلم الذي يقوم بالجهاد تحت ظل راية الخلافة الإسلامية. لذلك فإنّ علينا تجميع قوانا لإقامة دولة الخلافة، وحينها سنرى إن كانت أمريكا ستُبقي أبناءنا وبناتنا في حوزتها وترفض استبدالهم بجنودها الذين سيؤسرون في هذه المنطقة، أم لا؟

إنّ حزب التحرير يتوجه بنداء للقوات المسلحة الباكستانية ويقول لهم: إلى متى ستظلون صامتين وأعراض أخواتكم تنتهك؟ انهضوا لتذودوا عن أعراض أخواتكم وحرروهن من بين أيدي الكفار الملعونين. فاستشهدوا في سبيل ذلك، فوالله إنّ في هذا لنجاحاً في الدنيا وفلاحاً في الآخرة. وإنّكم لتعلمون أنّ ذلك غير ممكن مع جثوم هؤلاء الحكام الخونة على صدوركم، لذلك أعطوا النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة للإطاحة بهؤلاء الحكام الخونة وقلع نظامهم الكافر. هذه هي الطريقة العملية والسريعة لتحرير الدكتورة عافية وإرجاعها لبيتها.

سير حزب التحرير اليوم مظاهرات في إسلام أباد وكراتشي ولاهور وبيشاور للاحتجاج على بشاعة الحكم الجائر بحقها.  حمل المتظاهرون يافطات كُتب عليها شعارات من مثل " أيها الجيش الباكستاني اثأر لعافية وأقم الخلافة، واقض على الوجود الأمريكي". كما طالب المتظاهرون الجيش الباكستاني بإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة، كي تنظم الجهاد وتبدأ بالذود عن حرمات المسلمين.

نفيد بوت

الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان